عادت النفايات تتكدس في شوارع المتن وكسروان في لبنان، بعدما فشل المعنيون بإقرار الخطة السابقة في الفرز ومعامل التدوير، ويبحث الملف بحذافيره اليوم في جلسة لجنة المال والموازنة.

بيروت: تبحث اليوم جلسة لجنة المال والموازنة ملف النفايات، بعدما عادت إلى شوارع المتن وكسروان، حيث أكد النائب ابراهيم كنعان طرح الملف من كل جوانبه على طاولة اللجنة والحصول على أجوبة من الوزراء المعنيين ومجلس الانماء والاعمار حول التأخير الحاصل ولماذا لم تنفذ الحكومة وعودها؟ وأين خطة الفرز وأين معامل التدوير، وأين الأموال المخصصة للمشروع؟ ولماذا الانقلاب المفاجئ على الخطة التي أقرّها الجميع؟

وقال كنعان:"عم بشتغل قانون مش سياسة، وكل الحقائق ستكشف والملف سيتابع حتى النهاية".

ماذا يقول المواطن اللبناني عن عودة النفايات إلى الشوارع في المتن وكسروان؟

السوائل السامة

فادي خيرالله يؤكد أن خطة النفايات السابقة لم تنجح ولم يعمل بها بحذافيرها لأنه حتى يوم اقفال المطمر تم طمر أطنانًا من النفايات غير معالجة او مفرزة تعصر كميات هائلة من السوائل السامة والقاتلة الى البحر، ليصبح البحر الممتد من السان جورج وحتى الضبيه بؤرة سموم تقتل الناس وتسبب لهم الأمراض القاتلة.

ويعتبر خيرالله أن السياسيين لم يعالجوا موضوع النفايات كما يجب ورغم أنه لا يحبذ عودة النفايات إلى كل من كسروان والمتن غير أنه مع إيجاد حل لا يلوث البحر في أي جزء من لبنان.

الإلتزامات

يأمل جميل فياض أن تفي الحكومة اللبنانية في التزاماتها وكذلك مجلس الانماء والاعمار والسلطات المختصة التي يجب أن تقوم بالخطوات الجدية ومن دون مراوحة لحل أزمة النفايات، والتي برأيه، لن تصل لأية حلول مرجوة في حال عدم دخول البلديات شريكًا لانهاء واقفال هذا الملف.

ويقول فياض أنه بات معيبًا اليوم أن نشهد النفايات تعود مجددًا إلى الشوارع في لبنان، خصوصًا في المتن وكسروان، وكأنهم بذلك يعيدون الكابوس الذي عاشه لبنان الصيف الماضي وامتد لأشهر، كفانا تلاعبًا بحياة اللبنانيين وبصحتهم، خصوصًا أن الشتاء على الأبواب وموسم الأمراض الذي واجهه اللبنانيون العام الماضي يتربص بهم هذا العام أيضًا.

الذهنية السائدة

كميل أبو جودة يرى في مسألة النفايات وتسييسها في لبنان أن الأمر يعود إلى الذهنية الطائفية السائدة في البلد، والذي حاول الحراك المدني تجاوزها بكل قوته غير أنه لم يستطع أن ينجح بعدما تم تشويه حراكه بالفوضى والأعمال التخريبية، ولكننا لا نزال نؤمن بلبنان بضرورة قيام بلد غير طائفي أو مدني مبني على احترام الآخر وحقوقه.

وكي تحل قضية النفايات في لبنان، يجب على كل الطبقة السياسية أن تختفي كي يصار الى انتخابات نيابية جديدة تأتي بالشخص المناسب في المكان المناسب.

الطبقة السياسيّة

رندة بشارة تؤكد أن مشكلة لبنان الأساسية ليست في نفاياته بل في الطبقة السياسية التي تحكمه والتي تقرر مصيره ومصير شعبه، وهي فاسدة ويجب أن تتغير جذريًا، لكي يتم في ما بعد حل سائر المواضيع الحياتية ومنها موضوع النفايات الذي عاد ليطل عبر تكدس النفايات في الشوارع مما يهدد بأزمة حياتية وبيئية جديدة في لبنان.