أسامة مهدي: فيما أطاح تصويت لمجلس محافظة الانبار العراقية الغربية بالاغلبية بالمحافظ صهيب الراوي المنتمي للحزب الاسلامي الجناح العراقي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين بتهم الفساد وعدم الكفاءة فقد اعتبر المحافظ اقالته غير قانونية، بينما عد علاوي طلب العراق استبدال السفير السعودي في بغداد قرارا خاطئا.

ولقد صوت مجلس محافظة الانبار اليوم بالأغلبية على إقالة المحافظ صهيب الراوي وذلك في جلسة عقدها في قضاء الخالدية (23 كم شرق الرمادي) للتصويت على الإقالة بشأن وجود ملفات فساد مالي واداري بحقه،&وصوت 19 عضوا في مجلس الانبار من اصل 30 عضوا بالأغلبية على اقالة المحافظ صهيب الراوي من منصبه .
وقد تصاعدت حدة الأزمة السياسية في الأنبار بين جناحي كتلة الإصلاح التي تضم قوى عشائرية وسياسية مختلفة وبين الحزب الإسلامي العراقي الجناح العراقي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين.& & &
وكان المجلس استجوب أمس الراوي غيابياً بشأن 36 ملف فساد ارتكبت منذ توليه المسؤولية لكن المحافظ رفض الحضور إلى الجلسة التي عقدت بحضور 28 عضواً من بينهم رئيس المجلس صباح الكرحوت،&وتشهد محافظة الأنبار صراعاً سياسياً محموما وتهافتا على المكاسب المادية وعقود مشاريع اعادة البناء داخل حكومتها المحلية والقوى والشخصيات النافذة فيها بعد استعادة السيطرة على عدد من مدن المحافظة وطرد تنظيم داعش منها.&

الطعن بالقرار

لكن المحافظ الراوي اعتبر ان قرار مجلس المحافظة بإقالته من منصبه غير قانوني وسيتم رفع دعوى امام القضاء للطعن بالقرار،&وقال مكتب المحافظ في بيان صحافي اطلعت على نصه “إيلاف" ان المحافظ كان خلال عملية التصويت في واجب رسمي وبأمر ديواني من مجلس الوزراء لحضور مؤتمر مهم في العمليات المشتركة حول اعادة النازحين الى مدينة الفلوجة،&موضحا انه أرسل خطابا رسميا الى مجلس المحافظة يطلب تأجيل الاستجواب لانشغاله بواجب يخص النازحين لكن عددا من اعضاء المجلس أصروا على استجواب المحافظ غياباً.
وأكد مكتب المحافظ ان قرار الاقالة غير دستوري لان المحافظ كان في واجب رسمي وهو حاليا يمارس عمله محافظا للانبار .
واقالة الراوي هي الثانية إذ صوت مجلس محافظة الانبار في 23 من الشهر الماضي على اقالته بعد غيابه عن جلسة الاستجواب وتقديمه إجازة مرضية ودخوله احد مستشفيات العاصمة بغداد، وقد ردت بعدها المحكمة الاتحادية قرار مجلس الأنبار بإقالة المحافظ في 27 من الشهر نفسه وأعادت الراوي الى منصبه .

وبذلك تكون مرحلة مابعد داعش قد بدأت فعلا في افق سماء محافظة الانبار مع تفجر الخلافات والاتهامات بين سياسييها وعشائرها وحيث من المؤكد ان هذا الوضع شائك وسيفرز تفاعلات خطيرة توشك ان تتحول الى صدامات مسلحة .&

فبعد أن تمكنت القوات الأمنية من تحرير مدينة الرمادي عاصمة المحافظة مؤخرا فقد بات الطريق معبدا أمام الكتل السياسية والزعامات العشائرية لفرض وجودها داخل المحافظة وحجز مقاعد لها&في مراكز صناعة القرار وفتح الابواب على مصراعيه أمام صراعات سياسية جديدة متفاعلة.

&استبدال السبهان خاطئ

اعتبر ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي السابق اياد علاوي طلب العراق من السعودية استبدال سفيرها في بغداد خاطئا،&وقال النائب حامد المطلك عن ائتلاف الوطنية خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان قرار استبدال السفير السعودي ثامر السبهان خاطئ،&مشيرا الى انه كان الاولى بالحكومة بناء علاقات حسن جوار مع الاشقاء العرب.
واضاف قائلا "انني مواطن عراقي عربي ارى قرار وزارة الخارجية باستبدال السفير السعودي قرارا خاطئا .. مشددا على ان الدبلوماسية يجب ان تكون مبنية على المصالح المشتركة وتفهم الاخر وازالة الخلافات بين الطرفين،&واشار الى ان العراق بأمس الحاجة الى بناء علاقات حسن جوار ومصير مشترك مع الاشقاء العرب والدول الاسلامية المجاورة وكل العالم وليس العكس من ذلك& .

اما لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب فقد عبرت اليوم عن دعمها الكامل لإجراءات وزارة الخارجية بشأن استبدال السفير السعودي وقالت ان تصريحاته "خارجة عن المألوف" ودعت القيادة السعودية الى استبدال السفير لإدامة العلاقات بين البلدين .

وفيما لم تجب وزارة الخارجية السعودية بعد على طلب نظيرتها العراقية باستبدال سفيرها في العراق ثامر السبهان بعد 24 ساعة على صدوره فقد اطلق ناشطون عرب هاشتاغ "كلنا ثامر السبهان" حملوا فيه حلفاء ايران من القوى العراقية مسؤولية الاساءة الى العلاقات مع السعودية.

وقد جاء الطلب العراقي باستبدال السفير السعودي بعد حملة شنتها قوى عراقية حليفة لايران ضد السبهان متهمين اياه بتهديد السلم الأهلي في البلاد إثر اشارته الى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية ضد اهالي المناطق السنية التي يتم تحريرها من سيطرة داعش وهي انتهاكات أكدتها منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش.

وكان السبهان ذكر في تصريح متلفز لإحدى القنوات الفضائية المحلية أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي مناطقهم دليل على عدم مقبوليته من قِبل المجتمع العراقي.& وكانت تقارير صحافية كشفت قبل ايام عن محاولات لاغتيال السفير السعودي ونقلت عن مصادر عراقية قولها إن "الميليشيات التي خططت لاغتيال السبهان على ارتباط مباشر بإيران".

وكان السبهان قد قدم اوراق اعتماده سفيرا جديدا للسعودية في العراق الى الرئيس فؤاد معصوم في 18 يناير الماضي وذلك بعد قطيعة بين البلدين دامت ربع قرن.&