يثير تصاعد العمليات المسلحة للجماعات الايرانية العربية والكردية والبلوشية حاليا ضد اهداف النظام الايراني ومنشآته مخاوف ايرانية حقيقية دفعت السلطات الى توزيع اتهاماتها على العديد من الدول في دعم هذه الجماعات، التي اقر خامنئي بإثارتها مطالب الشعوب غير الفارسية. &

إيلاف من لندن: عبّر محمود علوي، وزير المخابرات الايراني، عن مخاوف نظامه من تزايد قدرات التنظيمات المسلحة التابعة للشعوب الايرانية غير الفارسية الباحثة عن تخلصها من نير النظام، وبخاصة الحركات التي تنتهج "الكفاح المسلح"، مدعيا أن هذه القدرات هي نتيجة تمويل حلف مخابراتي يعمل ضد "الجمهورية الإسلامية" على حد قوله.&

تفجير أنبوب نفط أيراني في إقليم الاحواز&

&

مجموعات مسلحة

واضاف علوي خلال اجتماع مع كبار رجال الدين في الحوزة العلمية في مدينة قم امس إن هذه الحركات -التحررية- تريد تهديد أمن النظام الإسلامي من خلال عملياتها ونشاطها الميداني في مناطق القوميات- للشعوب غير الفارسية - متهما إياها بالحصول على الدعم المالي والاستشارات الأمنية من حلف مخابراتي أميركي بريطاني تشرف عليه مخابرات المملكة العربية السعودية بحسب زعمه.

وادعى علوي أن مخابرات المملكة العربية السعودية قامت بتشكيل 12 مجموعة من المسلحين تضم كلا منها 10 أشخاص حيث خصصت 500 ألف دولار لكل عملية عسكرية تقوم بها هذه المجموعات في عموم جغرافية الاراضي الايرانية.

ويرى مراقبون أن حركات التحرر التابعة للشعوب العربية في اقليم الأحواز والاخرى في اقليمي بلوشستان وكردستان- تعمل وتنشط على أساس قدراتها وامكانياتها الذاتية ولكن قوة وتأثير عملها على النظام الايراني دفعه الى الاعتراف بعجزه عن مواجهة هذا الحراك الثوري بإطلاق التهم والادعاءات مثل علاقة هذه التنظيمات مع جهات مخابراتية دولية.&

عشرات العمليات

وخلال الأشهر الأخيرة نفذت المقاومة الأحوازية المسلحة بقيادة "كتائب الشهيد محيي الدين ال ناصر" الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز والمقاومة البلوشية بقيادة "جيش العدل" والمقاومة الكردية المتمثلة بمنظمة "بيجاك" .. نفذت العشرات من العمليات العسكرية النوعية في اقاليم الأحواز، كردستان، بلوشستان ضد مراكز اقتصادية وأمنية وعسكرية تابعة للنظام الايراني ألحقت من خلالها خسائر مادية وبشرية كبيرة في هذه المراكز والمشرفين عليها.

وكان محمود علوي وزير المخابرات الايراني قد اعترف وبشكل رسمي خلال مقابلة تلفزيونية يوم 24 أغسطس الحالي ايضا بأن الأجهزة الأمنية والمخابراتية الايرانية لا تعلن عن كل عملياتها العسكرية مع هذه الحركات التي وصفها بالإرهابية مضيفا أن ما يعلن عنه في الإعلام الرسمي لا يشكل سوى 10% من مجموع العمليات.

وعزا علوي اتخاذ مثل هذا القرار إلى قراءة وتحليل الأجهزة المخابراتية الايرانية التي رأت أن تبعات الإعلان عن مثل هذه العمليات سيؤثر سلبا في الرأي العام في داخل ايران ومن شأنه أن يساهم في نشر حالة الرعب والذعر بين المواطنين. &

خامنئي يقيل مسؤولا امنيًا كبيرًا

وفي نهاية يونيو الماضي اضطر المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي الى تعيين مسؤول أمني رفيع هو الجنرال محمد باقري مساعد شؤون الاستخبارات في هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية رئيساً للأركان بدلا من اللواء حسن فيروز آبادي الذي أقاله عقب تصاعد الاضطرابات والمواجهات المسلحة بين الحرس الثوري وتنظيمات قومية مسلحة في كل من اقاليم الاحواز وكردستان وبلوشستان غرب وشرق البلاد.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية فقد أصدر خامنئي مرسوما يقضي بتعيين اللواء محمد باقري رئيسا للأركان خلفا للواء حسن فيروز آبادي الذي تم تعيينه مستشارا للقائد العام للقوات المسلحة.

ويعد اللواء محمد باقري من كبار القادة الأمنيين واسمه الحقيقي "محمد حسين افشردي" وقد عمل سابقا في مقر "خاتم الأنبياء" الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني الذي يساهم في تأمين الدخل للحرس وتمويل عملياته. كما شغل باقري رئاسة الأركان والشؤون المشتركة في القوات المسلحة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاضطرابات القومية في كل من الاحواز وكردستان وبلوشستان وسقوط وإصابة ما لا يقل عن 155 عنصرا من الحرس الثوري بينهم 60 قتيلا في مواجهات مع الجماعات المسلحة لشعوب هذه الاقاليم . &

تصاعد مطالب القوميات

وتتصاعد مطالب القوميات غير الفارسية المضطهدة ضد الحكومة المركزية في إيران بين تظاهرات واحتجاجات سلمية في كل من آذربيجان والأحواز وبين عمليات مسلحة ايضا في كل من الاحواز وبلوشستان وكردستان بينما يستمر النظام بالمضي في الحلول الأمنية والقمع بالقوة المفرطة وصلت حتى القصف بالمدفعية بدل الاستجابة للمطالب الشعبية بمنح هذه القوميات حقوقها الأساسية حسبما يقول مراقبون.

وكان خامنئي قد عبر مؤخرا عن قلقه من "التفكك القومي" وذلك خلال لقائه نواب الدورة الجديدة لمجلس الشورى متهما من وصفهم بالأعداء بـ "العمل على مخططات لخلق الانشقاقات الداخلية في إيران". وقال خامنئي إن "الأعداء يعملون على تعميق الفوارق الداخلية وتحريك الانشقاقات القومية والعقائدية والحزبية وتحويلها إلى زلزال" بحسب قوله.
&