اماتريتشي:

اقامت ايطاليا الثلاثاء جنازة رمزية لضحايا الزلزال الذي ضرب وسط البلاد الاسبوع الماضي، وسط انقاض بلدة اماتريتشي الصغيرة الاكثر تضررا بالزلزال. 

وشارك الرئيس سيرغيو ماتاريلا ورئيس الوزراء ماتيو رينزي وممثل بارز عن البابا فرنسيس الى جانب مئات المشيعين في قداس جرى في اماتريتشي التي قتل فيها اكثر من 230 شخصا من اصل الضحايا ال290 المؤكدين جراء الزلزال الذي ضرب ايطاليا الاربعاء.

وسجي نحو 40 نعشا في القداس الذي جرى على بعد امتار من انقاض بناء منهار.

وبسبب تواصل الهزات الارتدادية وصعوبة الوصول الى المكان واحتمال هبوب عواصف رعدية، كانت السلطات قررت اقامة الجنازة في رياتي كبرى مدن الاقليم. لكن امام استياء السكان تقرر تنظيم مراسم التشييع في اماتريشتي.

وذكرت الامطار الخفيفة باقتراب انتهاء موسم الصيف واقتراب فصل الخريف البارد في هذه المنطقة الجبلية النائية وسط ايطاليا، ما سيجعل الحياة اكثر صعوبة على السكان المشردين الذين يواجهون احتمال الاقامة في قرى من الخيام لفترة غير محددة. 

وشاركت في الجنازة كذلك فيرجينيا راغي رئيسة بلدية روما التي قتل اكثر من 80 من سكانها، ورئيس وزراء رومانيا داكيان كيالوس. وقتل 11 مواطنا رومانيا على الاقل في الزلزال معظمهم في اماتريشتي. 

ودفن معظم الضحايا خلال مراسم تشييع خاصة اقامتها عائلاتهم، او بعد اول جنازة رسمية في اسكولي بيكينو السبت. واقام قداس الثلاثاء اسقف رياتي المونسينيور دومنيكو بومبيلي الذي دعا القادة المتواجدين الى عدم السماح ل"الخلافات السياسية" باعاقة عملية اعادة الاعمار. وقال "اذا تخلينا عن هذه القرى، فاننا سنقتلهم مرة اخرى". 

انتهاء الحداد وبدء التحقيقات

بعد انتهاء مراسم الحداد العامة، بدأ التركيز يتجه الان نحو مساعدة الناجين على التعامل مع تبعات الكارثة والاجابة على العديد من الاسئلة حول اسباب سقوط هذا العدد من القتلى في الكارثة. 

وبالنسبة لوكالة الحماية المدنية فان الاولوية الاهم الان هي توفير الماوى الكافي لنحو 2900 شخص اصبحوا بدون ماوى دائم قبل اقل من شهرين من بدء فصل الشتاء الذي غالبا ما يكون قارسا. 

وتتواصل الجهود لاعادة الحياة الى طبيعتها في المنطقة مع اولوية لاصلاح المدارس اذ ان العام الدراسي الجديد يبدأ في ايطاليا منتصف ايلول/سبتمبر.

وقالت وزيرة التربية ستيفانيا جانيني "علينا ان نعطي فورا للناجين من هذه المأساة بصيص امل ليعودوا الى حياة طبيعية" وبدء العام الدراسي يجب ان يكون "اول دليل" على ذلك.

وسيتم تقييم الاضرار في كافة المدارس لاصلاح المباني المتضررة في اسرع وقت او ايجاد بديل لتلك التي لا يمكن اصلاحها.

كما تسعى السلطات الى ايجاد حلول للمنكوبين ال2900 الذين امن لهم الدفاع المدني مأوى ويقيم معظمهم في خيم زرقاء كبيرة لا تقاوم البرد المرتقب اعتبارا من ايلول/سبتمبر في هذه المنطقة الجبلية.

وفتح المدعي العام المحلي غيسيبي سايفا تحقيقا في احتمالات وجود اية شبهات جنائية في الوفيات. 

وسيركز تحقيقه على ما اذا كانت السلطات اهملت في ضمان تحسين المباني العامة وغيرها من المباني لتطابق المعايير الحديثة لمقاومة الزلازل عقب زلزال 2009 في لاكويلا المجاورة. 

كما سيبحث في ما اذا كان اصحاب المباني تجاهلوا قوانين البناء عندما قاموا بتوسيع او ترميم المباني التي يعود بعضها الى قرون عدة.

وجاءت اول خطوة ملموسة في التحقيق الثلاثاء باصدار امر يتعلق بمدرسة اماتريشتي الابتدائية التي انهارت في الزلزال رغم انها خضعت لعملية تحديث لمقاومة الزلزال قبل سنوات قليلة. 

واقر سايفا الذي شارك في جنازة الثلاثاء، انه لا يستبعد احتمال ان يواجه السكان العاديون الذين ربما خسروا منازلهم او اقاربهم تحقيقات جنائية اذا ما تجاهلوا قواعد السلامة. 

وصرح لقناة "سكاي تي جي24" التلفزيونية ان "هذا احتمال قائم. سنرى. اذا لم يراعوا قواعد البناء فان المباني تنهار".