الحشد العشائري من بين من اتهمتهم هيومن رايتس ووتش بتجنيد الأطفال

تقول منظمة حقوق الإنسان الدولية، هيومن رايتس ووتش، إن مليشيات قبلية في العراق ضمن ما يعرف بالحشد العشائري تجند أطفالا من مخيمات للمدنيين أدى الصراع إلى نزوحهم عن منازلهم، استعدادا للعملية العسكرية المنتظرة منذ فترة لاستعادة السيطرة على الموصل من أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقالت المنظمة الثلاثاء، نقلا عن شهادات شهود وأقارب إن مجموعتين من المليشيات العشائرية في المنطقة الكردية من العراق جندت 7 أطفال من مخيم ديبكة الذي يقع جنوب إربيل، ونقلتهم في 14 أغسطس/آب بعيدا إلى بلدة قرب الموصل.

ومن المتوقع أن يؤدي "الحشد العشائري"، المكون من مقاتلين سُنّة، دورا رئيسيا في العمليات العسكرية بالموصل، في حين قد تأمر الحكومة "الحشد الشعبي" المكون أساسا من ميليشيات شيعية بالبقاء بعيدا عن القتال في الموصل.

وأضافت المنظمة أن تجنيد هؤلاء الأطفال يهدف إلى تعزيز مواقع الجبهة الأمامية في محافظة نينوى، حيث تقع مدينة الموصل.

وطالب بيل فان إسفلد، كبير الباحثين في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش الحكومة العراقية وحلفاءها الأجانب "باتخاذ إجراءات فورية، وألا يشارك الأطفال في القتال على كلا الجانبين في الموصل."

وكانت هيومن رايتس ووتش قد وثقت من قبل تجنيد تنظيم "الدولة الإسلامية" للأطفال واستخدامهم في قواته على نطاق واسع. كما وثقت استخدام مليشيات الحشد الشعبي للأطفال في قتال مسلحي تنظيم الدولة.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، باستعادة السيطرة على الموصل من مسلحي التنظيم هذا العام.

وتعد الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية لا يزال التنظيم يسيطر عليها، بعد فقده عددا من المناطق خلال العام الماضي.

مخيم ديبكة

ويؤوي مخيم ديبكة الذي يقع على بعد 40 كيلومترا جنوب أربيل، أكثر من 35 ألف نازح حاليا فروا من القتال بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال اثنان من سكان المخيم في مارس/آذار لهيومن رايتس ووتش إن مجموعتين على الأقل من المليشيات المشاركة في القتال ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، مكونتان بأكملهما من سكان المخيم. وقالا إن هاتين المجموعتين المسلحتين يقودهما الشيخ نشوان الجبوري ومقداد السبعاوي، ابن القائد السابق المتوفى مؤخرا فارس السبعاوي.

مخيم ديبكة يضم 35 ألف شخص اضطرهم الصراع إلى ترك منازلهم

وأضافا أنهما تجندان أفرادا من المخيم منذ عدة أشهر، وأن شاحناتهما تصل إلى المكان فارغة لتعود محملة بالرجال، والأولاد دون سن الـ18 في بعض الحالات.

وقال موظف إغاثة رصد تطورات مخطط عملية الموصل، إن نقل المجندين من المخيمات كان جزءا من خطة المليشيات لتعزيز قواتها بالقرب من خط المواجهة، مع موافقة واضحة من الحكومة العراقية.

وقد أدت هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى نزوح كثير من الناس الموجودين الآن في المخيمات من مناطق في مديرية مخمور بالعراق، التي سيطر عليها مسلحو التنظيم لمدة 21 شهرا، منذ 2014. واستعادتها القوات العراقية في مارس/آذار 2016.

وقدمت الولايات المتحدة دعما عسكريا كبيرا للحكومة العراقية، بالإضافة إلى قيادة الضربات الجوية على التنظيم.

ويحظر "البروتوكول الاختياري" للأمم المتحدة بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، الذي صدق عليه العراق عام 2008، على الجيوش الوطنية والجماعات المسلحة غير الحكومية تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم.

ودعت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين، باعتبارهم أطرافا في النزاع، إلى الضغط على الحكومة والمليشيات العراقية لإنهاء تجنيد الأطفال وتسريحهم فورا والعمل على إعادة إدماجهم، وتوجيه العقاب المناسب إلى القادة المسؤولين عن تجنيد الأطفال، بمن فيهم أولئك "المتطوعون".

وقال فان إسفلد: "على الولايات المتحدة الضغط على الحكومة العراقية لضمان أن القوات التي تدعمها ليس لديها مقاتلون دون سن 18 عاما في صفوفها. ولا ينبغي خوض معركة الموصل بالأطفال على الخطوط الأمامية."