القدس: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء ان اجهزة الامن الفلسطينية تعتقل و"تعتدي بالضرب" على ناشطين يوجهون انتقادات للسلطات، وبحسب المنظمة، فان الاعتقالات وقعت في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس الاسلامية.

وقالت سري بشي، مديرة مكتب اسرائيل وفلسطين في المنظمة في بيان "تستعين الحكومتان الفلسطينيتان العاملتان، بشكل مستقل، بأساليب مشابهة في المضايقات والترهيب والاعتداء الجسدي ضد من ينتقدهما"، واضافت "خاض الشعب الفلسطيني الصعاب للحصول على الحماية المصاحبة للعضوية في المجتمع الدولي، وعلى قادته الالتزام بالمعاهدات جديا".

انتقدوا السلطات 

ووثقت هيومن رايتس ووتش في تقريرها خمس حالات 2 في الضفة الغربية و3 في قطاع غزة، وبحسب المنظمة الحقوقية، فان قوات الامن الفلسطينية اعتقلت او استجوبت صحافيين وناشطا سياسيا وموسيقي راب "لانتقادهم السلمي للسلطات"، واكدت المنظمة ان اثنين من المعتقلين في غزة واثنين من المعتقلين في الضفة الغربية قالوا ان " قوات الأمن اعتدت عليهم جسديا أو عذبتهم".

وقال ناشطون وصحافيون ان "رجال الامن ضربوهم أو ركلوهم، وحرموهم من النوم والطعام المناسب وابقوهم بوضعيات غير مريحة لساعات طويلة"، وتابع البيان "في غزة، قال معتقلان إن مسؤولي الأمن أجبروهما على التوقيع على تعهد بعدم انتقاد السلطات دون ادلة مناسبة. وفي الضفة الغربية، يواجه معتقلان تهما جنائية، منها التشهير وإهانة موظف حكومي".

وحذرت هيومن رايتس ووتش من انه "في وقت ينتقد فيه العديد من الفلسطينيين قادتهم، أثرت الحملات (الامنية) سلبا على النقاش العام في وسائل الإعلام التقليدي والتواصل الاجتماعي"، ومن المقرر اجراء انتخابات بلدية في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر المقبل. وقاطعت حركة حماس الانتخابات البلدية الاخيرة عام 2012، لكنها اعلنت مؤخرا انها لن تقدم اي قوائم انتخابية باسمها بل ستقوم بدعم مرشحين، ولم تجر انتخابات تشريعية منذ عام 2006 التي فازت بها حركة حماس.

حقوق الإنسان

من جهته، قال الناطق باسم اجهزة الامن في السلطة عدنان الضميري "نعيد تأكيد التزامنا بالمعاهدات الدولية التي وقعناها فيما يتعلق بحقوق الانسان"، وتابع "نأمل من هذه المنظمات عندما تضع تقريرا عن وضعية حقوق الانسان ان ياخذوا الرواية من كافة الاطراف، وليس من خلال الحديث مع طرف واحد".

وفي قطاع غزة، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية اياد البزم التعذيب او الاعتقالات السياسية، مؤكدا ان تقرير هيومن رايتس ووتش "يحمل مغالطات كثيرة وتجنيا على حقيقة الواقع القائم في قطاع غزة"، ونقلت هيومن رايتس ووتش عن طالب يبلغ من العمر 21 عاما، كان عضوا في فرقة لموسيقى الراب انه اعتقل ثلاث مرات في الضفة الغربية العامين 2014 و2015، واكد التقرير ان "الطالب معتز ابو لحية تعرض للضرب وكسرت اسنانه، وطلب منه الاعتراف وتوريط اصدقائه".