إيلاف من القاهرة:&يترقب المصريون رسميًا وشعبياً عودة السياحة الروسية إلى بلادهم، ووسط توقعات أن يبدأ تدفق السيّاح في بداية شهر أكتوبر المقبل.

جاءت تلك التوقعات في أعقاب وصول وفود أمنية وسياحية روسية إلى مصر، من أجل تفقد الأمن في المطارات المصرية، ولاسيما مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة،&ومن المتوقع أن يتباحث الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في الصين، حول هذه القضية، وسط تفاؤل مصري، بإصدار بوتين قرار بعودة السياحة الروسية إلى مصر.

وبمزيد من الترقب، ينتظر المصريون على المستويين الرسمي والشعبي، عودة السياحة الروسية إلى بلادهم، ويعولون عليها كثيرًا في انعاش الاقتصاد الذي يعاني من أزمة خانقة، زادت حدتها منذ شهر فبراير الماضي، مع اسقاط طائرة ركاب روسية فوق جبال سيناء، ووفاة 224 شخصًا كانوا على متنها، وهو العمل الإرهابي الذي تبناه تنظيم داعش لاحقًا.

وتزور وفود أمنية وسياحية روسية مصر حاليًا، لتفقد اجراءات الأمن في المطارات، تمهيدًا للسماح بعودة السياح الروس، وقال المتحدث باسم وزارة الطيران المدني المصرية محمد رحمة، إن فريقًا من الأخصائيين الروس يعمل في مطار القاهرة، بهدف تقييم فعالية التدابير الأمنية المتخذة هناك، معربًا عن تفهمه لمخاوف الجانب الروسي في ما يتعلق بتنفيذ الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية.

وعلمت "إيلاف" أن الجانب الروسي يطلب من مصر تخصيص صالات وصول للسياح القادمين من روسيا في المطارات، لاسيما مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، وهو ما ترفضه مصر، لاسيما أنه سيكون تمييزاً لجنسيات على أخرى، وخشية أن تطلب باقي الحكومات تخصيص صالات مشابهة لرعاياها.

الأمن

وطلبت روسيا كذلك من مصر مشاركة رجال أمن روس في تأمين المطارات، وهو ما رفضته مصر أيضاً، وقبلت أن يقوم خبراء روس بمراجعة الاجراءات الأمنية في المطارات من حين إلى آخر.

وحسب معلومات "إيلاف"، تفقد الوفد الروسي مطارات شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، واطلع على اجراءات التأمين والأجهزة الجديدة التي استوردتها مصر لهذا الغرض. ومنها 400 كاميرا متطورة تم زرعها في مطار شرم الشيخ، كما راجع مع الجهات الأمنية المصرية خطط اجلاء الرعايا الروس من الفنادق في حالة وقوع حوادث أو أعمال إرهابية،&ووافق الجانب الروسي على أن تقوم شركة أمن خاصة تعاقدت مع الحكومة المصرية مؤخرًا بأعمال التفتيش والتأمين في المطارات، بدلاً من عناصر الشرطة.

ووفقًا لاحصائيات وزارة& السياحة المصرية، فإن عدد السياح الروس الذين زاروا مصر& في العام 2014 بلغ 3.16 ملايين سائح، بنسبة تصل إلى 31% من إجمالي السياح الذين زاروا مصر في هذا العام. بينما تشكل عائدات قطاع السياحة 11.5% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، وحصلت مصر على 1.9 مليار دولار، من وراء السياحة الروسية في هذا العام.

وتتصدر محافظة البحر الأحمر عدد الليالي السياحية بالنسبة للسياح الروس، إذ تستحوذ على 52%، وتليها منطقة جنوب سيناء 47%. فيما تعد أطول مدة إقامة في الإسكندرية بواقع 12 ليلة، وتليها مطروح بـ10 ليالٍ؛ ويتراوح إنفاق السائح الروسي ما بين 55 و60 دولارًا في الليلة. &

خسائر

&وتقدر الحكومة المصرية خسائرها، بسبب تجميد السياحة الروسية منذ اسقاط الطائرة الروسية فوق جبال سيناء في شهر فبراير الماضي، بنحو 4 ملايين دولار يوميًا، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة طاحنة في الدولار.

وحسب تصريحات رئيس الشركة القابضة للملاحة الجوية المصرية، إسماعيل أبو العز، فإن مطار القاهرة مؤمن تمامًا، مشيرًا إلى أنه تم تزويده بأحدث الأجهزة وأنظمة التأمين، وتم الاتفاق مع الجانب الروسي على تأمين المطارات، وتأمين نقل الحقائب من منطقة التحميل إلى منطقة الطائرة في "حاويات" مغلقة تمامًا، يصحبها فرد أمن، والطائرة موجودة على المهبط، في انتظار الركاب والحقائب وفي وجود حراسة من الداخل والخارج في كل حافلة& للركاب.

وأضاف أبو العز& في تصريح له، أن هناك بوادر لتعاون روسي مصري لزيادة مستوى الأمن في المطارات، موضحًا أن الشركات الروسية خلال زيارتها مؤخرا عددًا من أجهزة& الكشف عن المتفجرات التي تعمل بتقنية "النانو تكنولوجي" وأيضا بوابات إلكترونية وتقوم الأجهزة المسؤولة بدراسة هذه العروض بشكل جيد.

ورغم اتخاذ مصر الاجراءات اللازمة لتأمين المطارات، إلا أن قرار عودة السياحة الروسية هو قرار سياسي بالأساس، يحتاج إلى تباحث على مستوى رفيع، وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله في هذا الصدد، وقال الأسبوع الماضي "عودة السياحة الروسية إلى مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين، وأنا متفائل بعودتها قريبًا بإذن الله".

وقال الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمد سيف الدين، إن السياحة الروسية إلى مصر انقطعت بقرار سياسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا، وعودتها لن تكون إلا بقرار سياسي منه أيضًا.

وأضاف لـ"إيلاف" أن مصر نفذت جميع المطالب المشروعة للجانب الروسي في ما يخص تأمين المطارات والفنادق وخطط تأمين الأفواج السياحية، وسمحت للوفود الأمنية والسياحية بتفقد تلك الاجراءات، ولم يبقَ سوى أن ينفذ الروس باقي التزاماتهم بإعادة السياحة الروسية.

قمة العشرين

وتوقع أن يتطرق اللقاء المرتقب بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين في الصين، على هامش قمة العشرين فى مدينة هانجتشو الصينية، إلى هذه القضية المصيرية بالنسبة للاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن جميع التوقعات تشير إلى أن الرئيس الروسي سوف يصدر قرارًا بعودة رعايا بلاده للسياحة في مصر،&&ويشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين في الصين، بناء على دعوة من الرئيس الصينى شي جين بينج،في 3 سبتمبر المقبل.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي يورى أوشاكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سوف يلتقي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي فى الصين يوم 5 سبتمبر المقبل، على هامش قمة العشرين لمناقشة الوضع في سوريا وليبيا والتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين،&وأضاف في تصريحات صحافية، أنه ستتم مناقشة عدد من القضايا الخاصة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، والإرهاب والهجرة، والموضوعات السياسية المختلفة.

ولفت إلى أنه من المتوقع أن تتم مناقشة عدد من المشاريع الثنائية الرئيسية ومن بينها بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر، وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر، والتعاون بين الصندوق الروسي للاستثمار المباشر وبنك مصر لتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية المشتركة في مصر.

وأوضح أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أنه قريبًا سيتم الانتهاء من الدراسة المشتركة لاتفاق منطقة التجارة الحرة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مع مصر.