قسم المتابعة الإعلامية

بي بي سي

تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التدخل العسكري الأخير لتركيا في جرابلس السورية، حيث انتقد العديد من الكتاب "الذريعة التركية" لدخول سوريا بينما حذر البعض الآخر من حدوث "سيناريوات كثيرة لا يمكن الجزم بمساراتها".

وكانت تركيا قد أعلنت أنها بدأت شن عملية عسكرية لطرد مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية من المدينة القريبة من الحدود بين البلدين.

من ناحية أخرى، أشادت صحف عربية بموقف السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان التي دفعت الخارجية العراقية لمطالبة الرياض باستبداله.

وكان السبهان قد أدلى بتصريحات في وقتٍ سابق أشار فيها إلى تدخل إيران في العراق ومحاولة اغتياله من قبل قوات الحشد الشيعي الموالية لطهران.

"أنقرة تجاوزت خطاً أحمر"

انتقد عبد الحليم سعود في جريدة الثورة السورية "الذريعة التركية" للعدوان على مدينة جرابلس السورية ووصفها بأنها أكثر الطرائف السياسية "سماجة وانحطاطاً في الآونة الأخيرة".

وأضاف سعود: "ادعاء نظام اردوغان محاربة الإرهاب الداعشي بعد خمس سنوات من دعمه وتمويله واحتضانه هو ضرب من النفاق والابتعاد عن منطق الأمور".

وتساءل الكاتب: "ما هي دوافع أردوغان لهذا العدوان إن كان إرهاب داعش خارج اهتماماته، ومن الذي شجعه عليه في ظل الظروف والمتغيرات الدراماتيكية التي تعيشها المنطقة؟"

من جانبه، حذر أمين قمورية في جريدة النهار اللبنانية من أنه " بدخولها جرابلس، تجاوزت أنقرة خطاً أحمر كانت رسمته لنفسها بعدم اقتحام الميدان منفردة، أما وقد حصل فان هذا الدخول المباشر قد يمهد لسيناريوهات كثيرة ولا يمكن الجزم بمساراتها، في ظل تواتر المتغيرات المؤثرة والمتوقع ان تتعمق وتزداد في مرحلة الانتخابات الأمريكية".

ولفت قمورية الانتباه إلى أن "العصب الكردي في ذروة صحوته ولا يزال مشدوداً ومتحفزاً لاغتنام اللحظة التاريخية التي قد لا تتكرر للانعتاق من قيود سجانيه السابقين، في حين يعاني خصمه المتقدم، الجيش التركي، ارتدادات المحاولة الانقلابية وما تلاها من كسر هيبة وتبديل هيكلية وفصل ضباط وتغيير في الخطط. وهو سياق لا يشجع على خوض أي مغامرات في أرض تتواجه فيها جيوش عدة ولا يجمعها وفاق".

وفي الديار اللبنانية، أدان نبيه البرجي ما أسماه "مسرحية جرابلس التي تحولت الى مهزلة".

وتساءل: "كيف تحوّل مقاتلو 'داعش' فجأة إلى ملائكة. انسحبوا من دون قتيل واحد، ومن دون رصاصة واحدة، وهم الذين زرعتهم الاستخبارات التركية هناك، ماذا عن الجيش الحر الذي تحوّل إلى شكل ما من أشكال الانكشارية؟ دخل الى جرابلس في الشاحنات التركية، وتحت إمرة ضباط أتراك".

وحذر البرجي من جانبه من الاتفاق مع اردوغان، قائلاً: "صفقة مع اردوغان تعني الصفقة مع الثعبان، يلعب ويلاعب الجميع، هو الذي يعلم أن أحداً لا يثق به... الأمريكيون، الروس، الفرنسيون، الصينيون، حتى الإنجليز يسألون كيف يمكن للسلطان أن يتصرف كما القرصان؟"

"الدبلوماسي الثائر"

في الوطن الكويتية، أشاد أحمد بودستور بالسفير السعودي في بغداد ثامر السبهان الذي "أبلى بلاءً حسنا ً في مهمته في العراق في مواجهة التنظيمات والقوى السياسية التابعة لإيران لدرجة أنه يلقب بالدبلوماسي الثائر".

وأضاف بودستور: "إذا كانت التحركات الدبلوماسية للسفير سعودي في بغداد قد أزعجت وأوجعت النظام الإيراني وضغطت على الحكومة العراقية ﻻستبداله فهذا دليل على ضعف هذا النظام، وعدم قدرته على مقارعة الحجة بالحجة ومواجهة المواقف الشجاعة للسفير بمواقف مثلها وأيضا يدل على أن نظام الولي الفقيه هو نمر من ورق يتمدد في الدول المنهارة والفاشلة مثل العراق وسوريا وهو ظاهرة صوتية أكثر منها قوة عسكرية فعلية على أرض الواقع".

في السياق ذاته، كتبت صحيفة اليوم السعودية في افتتاحيتها: "يبدو واضحاً للعيان أن تعرض السفير السعودي في العراق لتهديدات مستمرة بالاغتيال من قبل الحشد الطائفي الموالي لحكام طهران، وما تبع هذه التهديدات من مطالبة المملكة من قبل الوزارة العراقية باستبدال السفير يؤكد تمادي النفوذ الإيراني في العراق". وأضافت الصحيفة "هذا التصرف يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن العراقي طالما حذرت منه المملكة وحذرت منه كافة الشعوب العربية والإسلامية والصديقة".

أما صالح القلاب في الرأي الأردنية فرأى أن "كل ذنب سفير المملكة العربية السعودية في بغداد 'أنه عربي الوجه واليد واللسان والوجدان والقلب أيضاً' وأنه لم يحتمل ما بقي يشاهده يومياًّ وفي كل لحظة من تجاوزات إيرانية على سيادة الدولة العراقية وعلى العراقيين إن من خلال عشرات التشكيلات المذهبية التابعة لحراس الثورة وإن مباشرة من قبل أجهزة مخابرات النظام الإيراني التي غدت تسيطر على كل شيء في العراق، ومن القمة حتى القاعدة".