في الوقت الذي انشغل فيه عمداء المدن الواقعة جنوب فرنسا خلال شهر أغسطس الماضي بتطبيق الحظر الذي تم فرضه على زي البوركيني باعتباره زيًا غير قانوني، بدأت تظهر على الساحة تلك الجهود التي تقوم بها احدى وكالات عرض الأزياء، بغية إظهار الوجه العصري للإسلام.

نيويورك: أوضحت نايلة ليموس، وهي مصممة عمرها 32 عاماً من بروكلين، ومؤسسة وكالة الأزياء التي تعرف باسم Underwraps، والتي تم تأسيسها قبل 3 أعوام، إن من ضمن أسباب تفكيرها في اطلاق تلك الوكالة هو رغبتها في تبديد تلك الفكرة التي تتحدث عن وجود تعارض بين الموضة العصرية والإسلام. ولم تنكر ليموس أنها كانت تشعر بحالة من الإقصاء من جانب القائمين على صناعة الموضة في بداية عملها قبل 10 أعوام كمصففة شعر وكمسؤولة تلبيس، رغم وجود عارضات مسلمات شهيرات في ذلك الوقت، من أمثال العارضة صومالية المولد، إيمان، لكنهنّ كنّ يتعرضن لمضايقات عديدة خلال مشاركاتهنّ في عروض الأزياء حول العالم.

لكن هذا لم يمنع ليموس من مواصلة طريقها، خاصة وأن وكالتها نالت الدعم من جانب أسرتها، وتابعت بقولها: "والدتي فخورة لتمكني من تحقيق حلمي في الأخير".

وأضافت: "أتعامل مع قريباتي على أنهنّ نماذج للتعبير المفصل عن الذات. فوالدتي على سبيل المثال تميل لانتقاء الأزياء الإسلامية التقليدية التي من بينها الفساتين الانسيابية الفضفاضة، الملابس ذات الطبقات الكثيرة والأحجار الكريمة المكتنزة. وإحدى شقيقاتي الأكبر في السن تبدو كما الفتاة المسلمة المسترجلة وترتدي الحجاب مع السروال الجينز. أما شقيقتي الكبرى الأخرى فهي من محبي دار شانيل. ويمكنني القول إنني أتمتع بشخصية قوية للغاية، وهي السمة التي أبحث عنها في عارضاتي".

انسجام

ولفتت مجلة النيويوركر الأميركية في تقرير لها بهذا الخصوص إلى أن ليموس تلتزم في حياتها الخاصة والعملية بمبدأ الأدب، موضحة أن ذلك المبدأ يبين سلوكيات الأشخاص، وأنهنّ لا يكشفن شعرهنّ أو بشرتهنّ، بل أن الأمر يرتبط بالانسجام مع النفس أكثر من ارتباطه بما يتم ارتداؤه. وتابعت بقولها: "هناك عدد محدود للغاية من المبادئ بخصوص اللباس في القرآن. لكنّ قطعًا كالبرقع، العباية والنقاب، كلها قطع غير إلزامية. وأهم ما تتميز به علامتي ( إبداعات أميرة) هي الألوان اللامعة والزخارف، ويرتبط ذوقي الشخصي بكل ما يتسم بسمات موسيقى الجاز".

وبينما تنفق السيدات المسلمات أكثر من 266 مليار دولار سنوياً على منتجات ومستلزمات الموضة، فقد أكدت بعض المحجبات البريطانيات في مقابلة أجرينها مع رينا لويس، الأستاذ بكلية لندن للموضة، أنهن يستخدمن الموضة بحرص على أمل أن يَنظُر إليهن غير المسلمين على أنهنّ جزء من العالم الحديث، وهي المشكلة التي تسعى ليموس لمجابهتها، وقد عملت كمستشارة هذا الصيف في معسكر خاص بمجموعة من الفتيات المسلمات، حيث قادت مجموعة ورش عمل خاصة بلف الحجاب.

وأشارت النيويوركر إلى أن وكالة Underwraps تستقطب العارضات للعمل معها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أن ليموس تقابل أحياناً بعض العارضات الواعدات بالصدفة أثناء سيرها في الشارع. ومضت ليموس تؤكد على فكرة انفتاحها على كل الأديان، مشيرةً في نفس الوقت إلى تعلمها الكثير من أناقة بعض السيدات اليهوديات. وختمت حديثها في النهاية بتأكيدها أنها أسست تلك الوكالة لمواجهة الصورة النمطية المعروفة عن المرأة المسلمة في ما يتعلق بكونها مضطهدة. &

أعدت "إيلاف" المادة عن موقع "نيويوركر".