شهدت مدينة أربيل العراقية الشمالية اليوم مباحثات عراقية أميركية تناولت الخطط الجارية لتحرير الموصل ومستقبل مكونات المدينة بعد تحريرها من قبضة داعش وآخر الاستعدادات لاستقبال ورعاية نحو مليون مواطن يتوقع نزوحهم منها لدى بدء معركة تحريرها إضافة إلى مناقشة جهود إعادة إعمار المناطق المحررة من التنظيم.

إيلاف من لندن: بحث مبعوث وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد نائبه أنتوني بلينكن مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الحرب ضد الارهاب والاستعدادات لتحرير مدينة الموصل ومشاركة الاطراف العراقية في العملية.&

ورافق بلينكن في المباحثات وفد سياسي وعسكري أميركي رفيع ضم المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك اوباما في التحالف الدولي للحرب ضد داعش بريت مكغورك والسفير الأميركي الجديد في العراق دوغلاس سليمن وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن داونسيند والقنصل الأميركي العام في أربيل كين غروس وعدد من المستشارين في وزارة الخارجية الأميركية.&

ونقل بلينكن الذي وصل إلى أربيل في وقت سابق اليوم لبارزاني "تحيات الرئيس اوباما مثمنا دور وبطولة قوات بيشمركة كردستان وتقديره للانتصارات ضد تنظيم داعش.. لافتا إلى أنّ شجاعة قوات البيشمركة هي التي حققت التقدم الملحوظ في الحرب ضد هؤلاء الارهابيين كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الاقليم اطلعت على نصه "إيلاف".

من جهته اشاد بارزاني بدعم الرئيس اوباما وشعب وحكومة وجيش الولايات المتحدة الأميركية لشعب كردستان وقوات البيشمركة في الحرب ضد الارهاب معربا عن امله في ان يثمر هذا التعاون والعمل المشترك بين الجانبين عن تحقيق انتصارات اكبر ضد الارهابيين.

وبحث الاجتماع الاستعدادات والخطط العسكرية لتحرير الموصل والتنسيق والتعاون بين القوات المشتركة حيث تطرق بارزاني إلى اهمية وجود خطط سياسية لمرحلة ما بعد تحرير الموصل من اجل منع تعميق المشكلات وحماية المكونات وطمأنتها وخصوصا المسيحيين والايزيديين في محافظة نينوى.

وشهد الاجتماع تأكيد الوفد الأميركي على دور ومكانة قوات البيشمركة في عملية تحرير الموصل على الخطط والاستراتيجية العسكرية والسياسية من بداية عملية تحرير الموصل والتنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي والقوات العراقية..حيث قدم بارزاني للوفد الأميركي ملاحظاته وتوجيهاته بشأن الخطط السياسية والعسكرية.

وقد شدد الطرفان على ضرورة استمرار الضغط على الارهابيين وأكدا اهمية التنسيق والتشاور المستمر بين الاقليم والتحالف الدولي.
&
الاستعدادات لتحرير الموصل

ومن جهته بحث أنتوني بلينكن مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي عدة ملفات سياسية وامنية والحرب ضد الارهاب وعملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش اضافة إلى الاوضاع في إقليم كردستان العراق.

وجرى خلال الاجتماع بحث الاستعدادات الجارية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش فضلا عن سبل تدعيم الاستقرار واعادة الاعمار في المناطق المحررة من قبضة التنظيم وملف النازحين.

وأكد الرئيس معصوم ضرورة مضاعفة الجهد الدولي خلال عملية تحرير مدينة الموصل وتظافر جميع الجهود المشتركة في الحرب ضد الارهاب ودعم الاطراف المشاركة استعدادا للمعركة المرتقبة.

كما شدد الرئيس العراقي على ضرورة حشد جميع الطاقات المحلية والدولية لاستيعاب النازحين متوقعا ازدياد اعدادهم لاسيما مع اقتراب انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الموصل كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف". من جانبه أكد بلينكن التزام بلاده في دعم العراق في حربه ضد الارهاب وتقديم المساعدات الانسانية للنازحين.&

واشنطن تدعو حزبي بارزاني وطالباني لحماية وحدة الاقليم

ومن جهته دعا مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت مكغورك الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة&مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني إلى حماية وحدة الصف في اقليم كردستان.

وقال ماكغورك في تغريدة له على "تويتر" ان الوفد الأميركي عقد مباحثات ايجابية مع عدد من "الأصدقاء القدامى في الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في أربيل" وطالبهم بحماية وحدة الصف في اقليم كردستان.. مشددا على ان لوحدة الاطراف في الاقليم ن دورا رئيسا في القضاء على داعش بشكل كامل.

وكانت السفارة الأميركية في بغداد قالت الثلاثاء لدى وصول المسؤول الأميركي إلى العاصمة العراقية إنه سيبحث في أربيل تعزيز الجهود المشتركة لتدمير وهزيمة داعش وتقديم الدعم لقوات البيشمركة الكردية وكذلك استجابة واشنطن العاجلة للأزمات الإنسانية ومساعدة النازحين في العراق.

وفي يوليو الماضي وقعت أربيل وواشنطن بروتوكولا عسكريا يقضي بتسديد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" رواتب افراد للبيشمركة حتى انتهاء الحرب ضد داعش وبما قيمته 450 مليون دولار ومشاركة الطرفين في معركة تحرير الموصل.

وبحث مسعود بارزاني عقب توقيع الاتفاق اخر مستجدات الحرب ضد داعش مع اليسا سلونكين نائبة وزير الدفاع الأميركي التي أشارت إلى أنّ هذا البروتوكول يعتبر دعما عسكريا للاقليم ويدل على وجود قوة جيدة بين واشنطن وأربيل مؤكدة ان الجانبين سيشاركان في عملية تحرير الموصل. ومن جانبه ثمن بارزاني دور الولايات المتحدة المهم في دعم قوات البيشمركة لمواجهة تنظيم داعش واكد ان الولايات المتحدة هي الحليف القوي للإقليم.

بلينكن ناقش في بغداد الاستعدادات لتحرير الموصل&

وخلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب مباحثاته مع رئيسي الحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري حيث بحث خطط استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش فقد اكد نائب وزير الخارجبة الأميركي دعم بلاده القوي لاصلاحات العبادي وللمصالحة الوطنية متوقعا نزوح مليون مواطن من الموصل لدى بدء عمليات تحريرها واوضح أن العراق استرجع 50 بالمائة من اراضيه التي احتلها داعش بفضل التعاون مع التحالف الدولي.

وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر السفارة الأميركية في بغداد "اننا ندعم بقوة إصلاحات رئيس الوزراء العراقي والمصالحة الوطنية ومحاربة القوات العراقية لداعش".. مشددا بالقول إن "واشنطن داعمة لعراق ديمقراطي فدرالي موحد".&

واضاف "نستعد لتحرير الموصل من داعش وسنقدم 181 مليون دولار للدعم الانساني ليكون حجم المساعدات الأميركية المقدمة للعراق في هذا المجال مليار دولار منذ عام 2014. واوضح ان المساعدات الجديدة ستكون عبارة عن مواد غذائية وصحية وفي مجال التعليم وتوفير المرافق الصحية النظيفة للنازحين وسيتم تحويل 83 مليون دولار لاعادة الاستقرار ضمن برنامج الامم المتحدة الانمائي.

وتوقع نزوح مليون شخص من الموصل والمناطق المحيطة بها حال بدء العمليات العسكرية لتحرير المدينة.. وأشار إلى أنّه قبل عامين كانت بغداد وأربيل في خطر من داعش وبعد الشراكة مع التحالف الدولي استرجع العراق 50 بالمائة من الاراضي من سيطرة التنظيم وعاد مليون نازح عراقي لمناطقهم المحررة.

&والخميس الماضي أعلن التحالف الدولي ضد داعش أن الولايات المتحدة نشرت في العراق خلال الأيام الأخيرة أكثر من 460 عسكريا إضافيا. وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف إن عدد العسكريين الأميركيين في العراق ارتفع في غضون أسبوع من حوالي أربعة آلاف إلى 4460 عسكريا من دون أن يوضح مهمة هذه التعزيزات التي تمت الموافقة عليها في وقت سابق من العام الحالي.

وتأتي زيادة عدد القوات الأميركية هذه في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة الموصل ثاني كبرى مدن البلاد من قبضة التنظيم الارهابي والتي تعتبر معقله الأساسي في العراق حيث يتراوح عدد مسلحي التنظيم الموجودين حاليا في الموصل بين 3 آلاف و4 آلاف فرد.

وقد تراجعت المساحات التي يسيطر عليها داعش في العراق من 40 بالمائة من مساحة البلاد عام 2014 إلى 10 بالمائة حاليا حيث لم يبق بيده سوى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل إضافة إلى بعض المناطق في محافظة الأنبار الغربية.