محمود العوضي من دبي: كعادتها سجلت الإمارات حضورها على مستوى تقارب الأديان من جديد، فقد كانت واحدة من معابر طريق الحرير الذي تمر من خلاله التجارة والديانات والثقافات المختلفة.

وبالأمس القريب وفي سابقة تاريخية، جلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي مع البابا فرانسيس 40 دقيقة في سابقة تاريخية للفاتيكان، حيث لا تتجاوز مدة لقاءات الحبر الأعظم مع ضيوفه حاجز الـ 20 دقيقة، وهي سابقة تؤكد المكانة التي تتمتع بها الإمارات على مستوى تقارب الأديان وتواصل الحضارات.

هدية ورسالة تاريخية

وعلمت "إيلاف" من مصادرها الخاصة أن ولي عهد أبوظبي حمل معه للبابا هدية ورسالة، وكلاهما يحمل قيمة رمزية كبيرة، أما الهدية فهي سجادة نسجتها أنامل السيدات اللواتي يعانين إضطهاداً في أفغانستان، بمبادرة إنسانية من مؤسسة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد نصيرة المستضعفات، والقيمة الرمزية في هذه السجادة أنها من صنع نساء تحررن من قيود الحياة الصعبة في بلادهن.

أما الرسالة فقد حملتها هدايا تذكارية منها ما يوثق اكتشافات أثرية في جزيرة صير بني ياس التي تقع في أبوظبي توثق معالم كنيسة تاريخية ودير للرهبان يعودان إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين، وهناك كنيسة تقع في منطقة جميرة في دبي والتي اكتشفتها بلدية دبي عام 1995.وهذه الإكتشافات لا تتعلق فقط بالجانب الديني، بل تؤكد الإرث الحضاري للإمارات، وأن هناك حياة على أراضيها منذ 5 آلاف عام بحسب بعض المؤرخين.

الإمارات والأزهر والفاتيكان

اللافت في الأمر أن الإمارات تتمتع بمكانة خاصة لدى المرجعيات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، فقد التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في أكثر من مناسبة بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وتحظى الإمارات بمكانة كبيرة لدى الأزهر وهو المرجعية الإسلامية المعتدلة لحوالي 1.5 مليار مسلم حول العالم.

30 كنيسة

وجاء اللقاء التاريخي لولي عهد أبوظبي مع بابا الفاتيكان ليؤكد حضور الإمارات في قلب المرجعية الدينية المسيحية، والتي يتبعها 2.2 مليار مسيحي حول العالم، ما يعزز مكانة الإمارات على صعيد التسامح الديني وتقارب الحضارات، ويعيش في الإمارات ما يقرب من مليون مسيحي، وتوفر لهم الدولة الكنائس ودور العبادة، حيث يبلغ عدد الكنائس أكثر من 30 كنيسة غالبيتها في دبي وأبوظبي.