الرباط: قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) ورئيس الحكومة المغربية إن أهم شيء يميز حزبه عن باقي الأحزاب السياسية المغربية هو "الصدق والمعقول"، مؤكدا أن الحضور الكثيف لأعضاء الحزب والمتعاطفين معه في المهرجان الخطابي لانطلاق الحملة الانتخابية، صباح اليوم الأحد بالرباط، "مبشر ومؤشر على تحقيق الانتصار في اقتراع 7 أكتوبر".&

وبدا الأمين العام للعدالة والتنمية، مزهوا بحضور أزيد من 20 ألف شخص للمهرجان الخطابي، الذي قص به شريط الحملة الانتخابية، موجها سؤاله للحاضرين "هل أخد منكم أحدا مبلغا من أجل الحضور؟"، وتفاعل معه الجمهور الحاضر بقول "لا". وزاد رئيس الحكومة، فيما يشبه ردا على خصومه الذين اتهموه بالوقوف وراء تنظيم مسيرة الدار البيضاء ضد "أخونة الدولة والمجتمع"، هل هناك من الحاضرين من ضغط عليه صاحب نفوذ أو عون من أعوان السلطة من أجل الحضور؟"، فقالوا "لا"، وهو ما يمثل ردا على الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، الذي قال إن بن كيران وراء مسيرة الدار البيضاء.&

واعتبر بن كيران أن حزبه ظل يحقق انتصارا تلو آخر منذ تأسيسه، مرجعا ذلك إلى ثقة الشعب التي وضعها في حزب العدالة والتنمية التي مرت 5 سنوات على رئاسته الحكومة ولم تتأثر شعبيته، مبرزا للحاضرين أن حوارا دار بينه وبين رئيس إحدى الحكومات الفرنسية السابقة الذي سأله عن سر حفاظه على شعبيته رغم القرارات الصعبة التي يتخذها، قبل أن يجيبه ابن كيران بأنه لا يعرف السبب، ليجيب المسؤول الفرنسي أن السر يكمن في ان الناس يشعرون بأنك "تريد لهم الخير".&

لن نغامر

وسجل زعيم العدالة والتنمية، في كلمته التي ألهبت حماس الحاضرين، الذين هتفوا وأمام باسمه ودعمهم له في الحصول على ولاية ثانية لرئاسة الحكومة ومواصلة الإصلاح، بأن التزام مناضلي الحزب وتضحياتهم &"كلها دروس يجب أن يتعلمها الذين يريدون أن يمارسوا السياسة الحقيقة"، مشددا على أن المهرجان يمثل بداية لـ"حملة انتخابية حقيقية ومستمرة وصادقة مع المواطنين ستتوج بالنصر إن شاء الله".&

وعاد بن كيران، ليذكر بموقف حزبه من أحداث الربيع العربي وموجة الاحتجاجات التي شهدها المغرب مطلع سنة 2011 وقادها شباب حركة 20 فبراير، وقال "العدالة والتنمية كان واضحا وقلنا لن نغامر ببلادنا ونظامنا وملكيتنا"، معتبرا أن المطالبة بالإصلاح كانت ضرورية، وهو ما تجاوب معه خطاب الملك محمد السادس ليوم &9 مارس، وتلاه دستور جديد ونظمت انتخابات حصد فيها حزب العدالة 107 مقاعد في رقم قياسي لم يحققه أي حزب من قبل.&

وزاد ابن كيران قائلا انه بعد الانتخابات وتشكيله للحكومة "تبخر الضجيج الذي كان في الشارع مفزعا الجميع"، موضحا أن الشعب المغربي رأى في الحل الذي تبلور "فرصة يجب &أن تستثمر في تحقيق الإصلاحات"، مشددا على أن حزبه جزء من الوطن وساهم في تحقيق الاستقرار وما وصل إليه المغرب في هذه السنوات التي وصفها بـ"الصعبة".&

وأفاد بن كيران، بان الولاية الحكومية التي قادها لم تكن سهلة "استطعنا أن نصبر وتجاوزناالفتن ولم تسجل أي أزمة حقيقية في البلاد، مثل سنة 1981، رغم تنظيم الكثير من المسيرات والاحتجاجات التي مرت بسلام"، مجددا تأكيده على أن تدبير المرحلة تم بمنطق التعاون مع الملك بعيدا عن "منطق المنازعة الذي كان سائدا في السابق"، وأضاف بأنه بذل جهودا "كبيرة في تحقيق التوافق مع حلفائه وضمان استمرار الحكومة ولو على حساب وزر اء حزبه".&

وشبه رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، المغرب بالسفينة المثقوبة خلال مباشرته العمل، مبرزا أن البلاد كانت في "خطر ومهددة بالغرق"، وموضحا أن الإصلاحات التي باشرتها الحكومة وعلى رسها إصلاح صندوق المقاصة ( دعم المواد الاساسية ) كان ضروريا.

وكشف ابن كيران بأن حكومته أخذ قرضا احتياطيا بقيمة 6 مليار دولار لمواجهة الأزمة المحتملة، إلا أنها استغنت عليه في آخر المطاف، قبل أن يوجه خطابه لأعضاء حزبه قائلا "ارفعوا رؤوسكم لأنكم أنقذتم بلدكم من حبل المشنقة".&

الكلام والعمل&

وكشف ابن كيران أن إصلاح صندوق التقاعد "تهرب منه الكثير من الوزراء ، وأقدمت على إصلاحه من دون أن يطلب مني أحد ذلك"، وأضاف أن الموظفين لم يخرجوا للاحتجاج عليه وتفهموا القرار الذي أنقذ الصندوق من الإفلاس، منتقدا موقف النقابات التي دعت الموظفيد &للتصويت ضد حزب العدالة والتنمية.&

ولم يفوت ابن كيران الفرصة للنيل من خصمه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من دون أن يسميه "هناك من صرف 6,5 مليار درهم على الإعلام من جرائد ومواقع إلكترونية من أجل أن يفضح بلاده ويهزم الحزب الذي فشل في التغلب عليه بالديمقراطية"، مبينا أنه بعد "المسيرة الفضيحة" في إشارة إلى مسيرة الدار البيضاء، "الماتش انتهى (المبارة انتهت)"، حسب بن كيران.&

وأفاد بن كيران بأن السياسة هي الكلام والعمل "شاهدتم مبادئنا ورأيتمونا نحاول، هل نقول لكم تحسنت البلاد؟ لا، بل في طريقها إلى التحسن"، داعيا عموم المغاربة إلى التصويت بكثافة يوم 7 أكتوبر "إياكم ان تبقوا في منازلكم، عليكم أن تصوتوا بكثافة، أريد ان أرى الناس غير خائفين"، قبل أن يختم "أعطونا أصواتكم واتركونا نواجههم"، معلنا تشبثه بمواصلة الإصلاح ومواجهة خصومه.&

من جهته، دعا سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الأحزاب السياسية إلى القيام بحملة انتخابية نظيفة في خطابها، وأكد أن حزبه ما زال صامدا ومناضلا في إطار "الشفافية والنزاهة"، لافتا أن الوسائل التي توظف ضد حزب العدالة والتنمية جربت في سنة 2015 وكانت نتائجها عكسية، معربا عن ثقته في ذكاء المغاربة.&

وهاجم العثماني البرنامج الانتخابي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي ظل لسنوات ينتقد الإصلاحات التي تباشرها الحكومة، وقال &"الحزب المعلوم وجدناه في برنامجه يتعهد بمواصلة إصلاح منظومة العدالة واستكمال إصلاح صندوق التقاعد"، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية يبرهن انه حزب الأداء والإنجاز ردا على "التلبيس الذي يقع في الخطاب السياسي".&

وشهد المهرجان الخطابيعرض شريط توثيقي لحصيلة وزراء حزب العدالة والتنمية في مختلف القطاعات التي اشرفوا عليها، بالإضافة إلى توقيع وكلاء اللوائح الانتخابية على ميثاق برلمانيي الحزب الذي ينص على عدد من الالتزامات التي يتعهد المرشحون بالوفاء بها ، والالتزام بها في حال وصولهم قبة البرلمان.&
&&