أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أن التعرّض الإيراني لكلمة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي في الأمم المتحدة لا يغيّر الحقائق، حيث احتل نظام الشاه جزر الإمارات الثلاث، والاحتلال مازال قائمًا.

إيلاف من دبي: قال قرقاش على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "دول المنطقة مجمعة على أن السياسة الإقليمية الإيرانية أحد أهم عوامل عدم الاستقرار في العالم العربي، طهران يتيمة ووحيدة في الاعتقاد بغير ذلك".&

تخلت عن دورها
أضاف أن "النفي الروتيني غير المقنع من متحدثي الخارجية الإيرانية لهذه الوقائع غدا مسخًا، جيران طهران يعانون من تدخلاتها والاعتراف بذلك نصف الحل".

وردًا على تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في الأمم المتحدة، دعاه بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس إلى "النظر بواقعية والكفّ عن تكرار الاتهامات الواهية التي لا أساس لها من الصحة"، على حد قوله.

وأوضح المتحدث الإيراني أن "محاولات وزير الخارجية الإماراتي الرامية إلى تصدير الأزمة في ما يخص زعزعة الأمن الإقليمي واتهام الآخرين فيها، تأتي في الوقت الذي تركت أبوظبي سياساتها التقليدية لمصلحة اللاعبين المتطرفين والمحرّضين على الحروب في المنطقة، وبدلًا من أن تبادر إلى تهدئة التوترات، تحرّض على تعميق الخلافات واتساع نطاق الحروب".

وذكر أن الجزر الثلاث "هي جزء لن يتجزأ من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتكرار المزاعم الواهية لن تغيّر من الحقائق التاريخية"، داعيًا وزير الخارجية الإماراتي إلى "النظر بواقعية والكفّ عن تكرار الاتهامات البالية".

خطاب ملتهب
وكان الشيخ عبدالله بن زايد قد دعا إيران في كلمته أمام الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى الكفّ عن القيام بدورها السلبي في المنطقة، قائلًا إن "طهران ما زالت مستمرة في تقويض أمن المنطقة، عبر الخطاب الملتهب، والتدخل في شؤون الدول وتسليح الميليشيات، والإمارات لن تتخلى أبدًا عن حقها في السيادة على جزرها الثلاث، وتدعو إيران إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها".

تابع أنه "لا يمكن أن تشغلنا أزمات المنطقة عن قضيتنا الوطنية الرئيسة المتمثلة في سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي احتلتها إيران بالمخالفة لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، وعلى إيران إعادة الحقوق إلى أصحابها، إما طواعية أو باللجوء إلى الوسائل السلمية لحل النزاعات الدولية، وعلى رأسها اللجوء إلى القضاء أو التحكيم الدوليين".

راعية للإرهاب
وذكر أنه "على الرغم من التوصل إلى ما يعرف بالاتفاق النووي بين طهران ودول (5+1)، وعلى الرغم من ترحيب دول المنطقة بذلك الاتفاق، وخلافًا لكل التوقعات المتفائلة بتغيير إيران لنهجها العدائي، سرعان ما اصطدمت هذه القراءة بواقع استمرار طهران في تقويض أمن المنطقة، عبر الخطاب الملتهب والتدخل الفجّ وإنتاج وتسليح الميليشيات".&

أضاف "ناهيكم عن تطوير برنامجها الصاروخي، وعن تصنيفها المقلق كدولة راعية للإرهاب، وهذه كلها سياسات رفضت طهران أن تتخلى عنها. وغني عن البيان أن بقاء السلوك الإيراني على حاله يؤكد طرحنا أن الاستقرار في المنطقة مفتاحه التصدي للأزمات وحلها، لا الاكتفاء بمحاولة إدارتها".

خطورة الأزمات
وأفاد الشيخ عبد الله بن زايد أن السنوات القليلة الماضية أثبتت عقم الاكتفاء بإدارة هذه الأزمات، لذلك فإن جهودنا المشتركة وجهود المجتمع الدولي يجب أن تنصبّ على إيجاد الحلول الأساسية لهذه الصراعات، معتبرًا أنه على الرغم من خطورة الأزمات التي نواجهها جميعًا، فإن إيجاد الحلول ليس بالأمر العسير، إذا توافر حسن النيات والإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي ولدى الأطراف القادرة على حلها.

وأكد أن دولة الإمارات ترحّب بما اتفقت عليه الأطراف المعنية في ليبيا في اتفاق الصخيرات، وتكوين حكومة الوفاق الوطني، وتأمل أن يتحقق الالتزام بالبناء الدستوري، وأن يترسخ التعاون بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب، اللذين يمثلان الشرعية في ليبيا، وأن يتحقق الاصطفاف الوطني، بما يحفظ وحدة تراب ليبيا وتلاحم شعبها.

التدخل في سوريا
وعن الأزمة السورية، قال ابن زايد إن دولة الإمارات لا ترى أي احتمال لحل الأزمة عن طريق القوة العسكرية التي لا تنتج منها إلا زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق، وتدفق اللاجئين على الدول الأخرى. ومما يزيد من تعقيدات المشهد تدخل إيران وميليشياتها الإرهابية في الشأن السوري، كل ذلك من شأنه الحدّ من وضوح الرؤية، والابتعاد عن المسار القائم على المرجعيات والقرارات الدولية باعتباره سبيل الخلاص من هذه المأساة المروّعة.

وذكر أنه "مع صعوبة ما تجتازه منطقتنا من أزمات، فإن الآمال ما زالت منعقدة على تجاوزها، ويشهد على ذلك بعض الحلول التي اعتمدتها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المنطقة التي تبعث على التفاؤل من تجربتها الوطنية"، آملًا أن تمتد آثارها الإيجابية إلى غيرها من دول المنطقة.

مواجهة الصراعات
وشدد على أن الإمارات إذ تجعل من البناء السليم للإنسان وسيلة وغاية وسياسة وتشريعًا، فإنها تؤمن بأن الإطار اللازم لتحقيق هذا الهدف يتمثل في الحفاظ على الدولة الوطنية وتحصينها من عوامل التطرف والطائفية وحماية مؤسساتها وتأمين الاستقرار فيها.&
لافتًا إلى أن إيمان دولة الإمارات بدور الأمم المتحدة وأجهزتها، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، إيمان لا يتزعزع، وتوقع منها دورًا فاعلًا وحيويًا في مواجهة الصراعات وحلها وتعزيز حصانة الدول الوطنية في إطار احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وتابع وزير الخارجية الإماراتي أنه لتمكين مجلس الأمن من القيام بدوره يتعيّن على أعضائه العمل معًا لما فيه المصلحة والخير للمنطقة ودول العالم، مضيفًا أن الواقع هو القوى الفاعلة في الأزمات، التي تضرب منطقتنا، سواء كانت أطرافًا إقليمية أم دولية اكتفت بإدارة الأزمات من دون اقتحامها، ووضع الحلول لها، وكان من نتائج ذلك تفاقم خطورتها وازدياد تعقيداتها على نحو جعل من العسير حلها إلا بجهود مضاعفة وبتكلفة مادية وبشرية باهظة.