أحبط البرلمان العراقي اليوم محاولات كردية واخرى لأقليات بتقسيم محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش وقرر ابقاءها موحدة ضمن حدودها الادارية التي كانت عليها عام 2003 فيما رحب نواب المحافظة بالقرار واعتبروا ان المحافظة فرضت هويتها على اعداء العراق والمطالبين بالتقسيم.

إيلاف من لندن: صوّت مجلس النواب الاثنين على قرار يقضي بأن محافظة نينوى بحدودها الادارية الحالية محافظة عراقية محمية وأي تغيير بوضعها القانوني والإداري يعد مخالفا للدستور وباطلا . ونص القرار على "رفض الشعب العراقي بكافة ممثليه اي عملية تقسيم وعلى الجميع العمل على تحرير المحافظة من سيطرة داعش ومصيرها يحدده ابناؤها بعد التحرير".
وجاء هذا التصويت خلال جلسة مجلس النواب العشرين من الفصل التشريعي الاول للسنة التشريعية الثالثة التي عقدت الاثنين.

وكان مجلس النواب بدأ صباح اليوم بمناقشة صيغة قرار لرفض تقسيم محافظة نينوى على اسس طائفية وعرقية.

نواب نينوى يرحبون

ومن جهتهم اكد نواب عن محافظة نينوى عقب التصويت ان المحافظة فرضت هويتها على اعداء العراق والمطالبين بالتقسيم.

وقال النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب المحافظة والتحالف الوطني ان" محافظة نينوى فرضت هويتها العراقية اليوم على اعدائها واعداء العراق الواحد واضافت لربيعيها ربيعا ثالثا بلون الانتماء الوطني وطعمها ووضعت الى الابد حدا للمطامع غير المشروعة والدسائس التي امتدت طوال 21 عاما وبددت مخاوف ابنائها الصابرين وقلبتها الى امل خفاق للتحرير عن افاق الوطن الرحبة".
واضاف ان ابناء العراق ارسوا اليوم وحدة بلدهم من خلال وحدة نينوى ومكانها الادبي الذي هو جزء لايتجزأ من العراق ويحق للمشردين والمعذبين والمضطهدين من ابناء نينوى ان يثقوا بالعودة الكريمة الى ديارهم كراما احرارا . واشار الى ان هذا اليوم هو يوم نينوى الذي اشترك فيه جميع العراقيين و"سنحتفل به كلما حان الوقت في الموصل الحدباء وقد تحررت من رجس الارهاب فاليوم تحررت نينوى بإرادة نواب الشعب العراقي" بحسب قوله.

وفي 21 من الشهر الحالي اعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري عن تقديم طلب موقع من 100 نائب لرفض مشروع تقسيم محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل. وقال الجبوري ان النواب يطالبون باصدار قرار برفض هذا المشروع والتصويت على توصيات مقدمة بهذا الخصوص مشيرا الى انه تم احالة التوصيات على اللجنة القانونية لصياغتها وتقديمها للتصويت عليها. .

ومن جهتهم رفض نواب محافظة نينوى في بيان لهم اي تقسيم للمحافظة وقرأ النائب عبد الرحمن اللويزي بيانا للنواب اكد رفض مشروع تقسيم محافظة نينوى واعتبار ذلك تجزئة للمنطقة برمتها". وشدد على ضرورة ارجاء موضوع تقسيم المحافظة الى ما بعد تحريرها وعودة النازحين والاستقرار فيها.

وأكد النواب احترام الخصوصية اﻻجتماعية والدينية لجميع اﻻقليات في محافظة نينوى ودعوتهم بأن ﻻ يكونوا دعاة لتقسيم المحافظة ومطالبة مجلس النواب برفض اي مشروع بهذا الصدد.&

يذكر ان سياسيين عراقيين يتداولون معلومات عن امكانية تقسيم نينوى الى عدة محافظات الاولى للعرب السنة والثانية للاقليات المرتبطة بالاكراد والثالثة للمسيحيين والرابعة في سنجار التي تقطنها اغلبية ايزيدية.

صراعات

واليوم حذّر محافظ نينوى السابق ومسؤول قوات تحرير نينوى أثيل النجيفي من صراعات خطيرة قد تشهدها مدن المحافظة بعد استعادة السيطرة عليها وطرد داعش منها. واشار النجيفي في بيان صحافي الى أنّ "بعض مدن المحافظة مثل سنجار أصبحت مهيأة لصراعات مقبلة أخطر ما فيها أنها تحاول استخدام بسطاء المكون الأيزيدي ليكونوا وقوداً للمعارك الجديدة".. موضحا ان البعض بدأ منذ الآن إثارة الجدل حول اسمها هل هو سنجار أم شنكال.

والاسبوع الماضي حذر رئيس التحالف الشيعي الحاكم من مرحلة ما بعد تحرير الموصل منوها ب "اننا امام تحدٍ كبير ولن يكون التحدي الأخير وما بعد الموصل قد يكون اصعب مما قبلها"... داعيا الى العمل بجد وصدق ووحدة تحت راية العراق لإكمال مشروع التحرير والتفرغ لمشروع بناء الدولة للوصول الى مشروع العراق الأكبر والاهم الا وهو حماية الوطن وتأمينه"... مشيرا الى ان مشروع الوطن يكتمل بمشروع بناء الدولة ومشروع بناء الدولة يكتمل بمشروع التحرير ومشروع التحرير يكتمل بمشروع الوحدة.&

وتستعد القوات العراقية حاليا بمساعدة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي يضم اكثر من 60 دولة لشن عملية عسكرية لتخليص محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل ثاني اكبر مدن العراق التي يقطنها اكثر من مليوني مواطن من قبضة التنظيم الذي سيطر عليها في العاشر من يونيو عام 2016.

&