عمان: دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية المدافعة عن حقوق الانسان في بيان الثلاثاء اغتيال الكاتب الصحافي الاردني ناهض حتر، ودعت الحكومة الاردنية الى سن تشريع في قانون العقوبات "يلغي تهمة التشهير بالدين".

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة منطقة الشرق الاوسط في المنظمة في بيان، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، ان "المحاكمات التعسفية بتهمة ازدراء الأديان تشوّه الأفراد وتجعلهم أهدافا لأعمال انتقامية". 

اضافت "على السلطات الأردنية الاعتراف بأن قوانين ومحاكمات +ازدراء الأديان+ تساهم بشكل كبير في التطرف العنيف".ودعت ويتسن الحكومة الاردنية الى "إيقاف الملاحقات القضائية بتهمة التشهير بالدين فورا، والعمل على إلغاء الأحكام المتعلقة به من قانون العقوبات، والسماح للمواطنين بالخوض في أي نقاشات سلمية، بما في ذلك المواضيع 'المحرمة'".

وكانت منظمتا العفو الدولية واليونيسكو دانتا الاثنين اغتيال الكاتب حتر، واعتبرتاه هجوما خطيرا على حرية التعبير. وقتل حتر صباح الاحد امام قصر العدل في وسط عمان، عندما كان يهم بدخول البوابة الرئيسة لحضور جلسة محاكمته بعد نحو اسبوعين على اطلاق سراحه بكفالة مالية اثر اعادة نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فايسبوك اعتبر انه "يمس الذات الالهية". 

والقي القبض على مطلق النار البالغ من العمر 49 عاما، ووجهت اليه تهم "القيام بعمل ارهابي ادى الى موت انسان، والقتل العمد مع سبق الاصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري من دون ترخيص". 

وكانت السلطات افرجت عن حتر في 8 سبتمبر لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه على خلفية اعادة نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على موقع فايسبوك إعتبر مسيئا الى الذات الالهية. 

ووجه مدعي عام عمان للكاتب اليساري المسيحي تهمتي "اثارة النعرات المذهبية" و"اهانة المعتقد الديني"، واعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به، مؤكدا انه "غير مذنب". وكانت عقوبة اي من التهمتين المسندتين الى حتر قد تصل، في حال ادانته، الى الحبس ثلاث سنوات. 

وكان حتر (56 عاما) اعاد نشر رسم كاريكاتوري، لم يرسمه، على صفحته شخصية على فايسبوك بعنوان "رب الدواعش" ما اثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.

 لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعدما اكد أن الرسم "يسخر من الارهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الارهابيون". 

واضاف قبل ان يغلق صفحته الشخصية ان "الذين غضبوا من هذا الرسم هم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري". 

وتابع ان النوع الثاني "إخونجيون داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".