لندن: اكتشف العلماء أدلة مثيرة على وجود محيط من الماء السائل تحت القشرة الجليدية للقمر يوروبا التابع لكوكب المشتري مع أدلة جديدة على تصاعد أعمدة بخارية ثم تشتتها في الفضاء، كما اعلنت وكالة الفضاء الاميركية "ناسا". &

وقال كبير الباحثين في الوكالة&وليام سباركس انه "إذا وُجدت أعمدة بخارية فان هذا اكتشاف مثير وهو يعني اننا قد نكون قادرين على استكشاف ذلك المحيط، محيط يوروبا، بحثاً عن عناصر كيماوية عضوية". &

واضاف ان الاكتشاف "سيتيح لنا البحث عن دلائل حياة دون حاجة الى الحفر على عمق اميال تحت الجليد".&

ويبدو ان غالبية الأعمدة البخارية هي حول القطب الجنوبي للقمر يوروبا رغم ان احدها يبدو في الشمال وقد يكون هو المرشح لارسال مركبة فضائية تستكشفه، بحسب سباركس.

وأوضح كبير الباحثين ان هذه الأعمدة تتكون من بخار الماء أو جسيمات جليدية لأن "هذا هو ما يتكون منه القمر يوروبا ، وهذه الجزيئات تظهر بالأطوال الموجية التي رصدناها".&

ويستطيع العلماء بإستخدام أجهزة أخرى ان يبحثوا عن الهيدروجين والاوكسجين وغيرهما من العناصر الكيماوية التي يمكن ان تشير الى ما يتكون منه المحيط. &

ويعتبر القمر يوروبا من أنشط الأجرام في المنظومة الشمسية.&وهو بحجم قمر الأرض تقريباً وأعلى حرارة يصل اليها هي 160 درجة مئوية تحت الصفر.&وتغطي القمر قشرة جليدية تجعله من أفضل الأجرام السماوية المجاورة في انعكاس الضوء من سطحه. &

عناصر كيماوية

ولكن لقمر المشتري هذا خصائص نادرة بينها أدلة على وجود الماء بوفرة ولديه لب صخري يحوي مجموعة من العناصر الكيماوية، وطاقة يولدها التسخين المدّي،& ويرتبط القمر يوروبا ارتباطاً مادياً بالمشتري ويكون احد جوانبه دائما صوب الكوكب الغازي العملاق. &

وإذا تأكد وجود ماء وطاقة وعناصر كيماوية عضوية على القمر يوروبا فان اللبنات الأساسية لبناء الحياة التي نشأت على الأرض قد تكون متوفرة فيه. &

وقال الفيزيائي الفلكي في وكالة الفضاء الاميركية بول هيرتز "ان البشرية تتساءل منذ زمن طويل عما إذا كانت هناك حياة خارج الكرة الأرضية ونحن محظوظون بما فيه الكفاية لأن نعيش في حقبة نستطيع ان نتعامل فيها مع أسئلة كهذه بطريقة علمية". &

واضاف "ان العلماء يولون اهتماماً خاصاً بأي مكان قد يمتلك هذه الخصائص والقمر يوروبا قد يكون مثل هذا المكان". &

واشار الفيزيائي الفلكي الى ان اكتشاف الماء على القمر يوروبا "يزيد ثقتنا بأن الماء وغيره من المواد في محيط يوروبا المخفي ، قد تكون متاحة لأن ندرسها دون حاجة الى الهبوط عليه وحفر اميال مجهولة من الجليد".&

ويجمع العلماء مؤشرات ودلائل على وجود محيط تحت قشرة يوروبا الجليدية منذ عشرات السنين.& وفي عام 1970 اظهرت المركبة الفضائية فويجر ان الجليد متصدع في بعض الأماكن مثل الصفائح الجليدية الطافية على سطح الأرض، وفي التسعينات أكدت المركبة غاليلو التي امضت ثماني سنوات تدور حول المشتري وجود المحيط تحت سطح يوروبا.& وفي عام 2016 اشارت دراسة الى ان ما ينتجه القمر يوروبا من الاوكسجين يزيد عشر مرات على ما ينتجه من الهيدروجين ، وهذه خصائص تجعله شبيهاً بالأرض. &

استكشاف يوروبا

ويدرس علماء ناسا اطلاق مركبة فضائية تستكشف القمر يوروبا منذ 15 سنة ولديهم خطة لارسالها بحيث تمر قرب القمر بحلول عشرينات هذا القرن& مخترقة مجاله الإشعاعي الذي يحرق الالكترونيات.& كما تخطط وكالة الفضاء الاوروبية لاطلاق مركبة الى توابع المشتري تدور في افلاك الأقمار غانيميد ويوروبا والقمر الثالث كاليستو. &

وقال العالم كورت نيبور ان هدف مثل هذه المهمة الفضائية بإرسال مركبة تمر قرب القمر يوروبا هو ايجاد القدرة على العيش وليس البحث عن حياة. &

وقلل سباركس كبير الباحثين في ناسا والعالمة الفلكية جنيفر وايزمان التي تعمل في مرصد التلسكوب هابل من احتمالات العثور على أدلة مباشرة على وجود حياة برحلات كهذه.& وقال سباركس ان المركبة لن تبقى بسبب الاشعاع ودرجات الحرارة المنخفضة الى اقصى الحدود،&وقالت وايزمان ان الأمر يعتمد على وجود الأعمدة البخارية فعلا. &

وإذا ثبت وجودها فان بالامكان ارسال مركبة فضائية الى القمر يوروبا تجمع عينات من الأعمدة البخارية لتكوين فكرة عما يسميه كبير الباحثين هيرتز "محيطاً عالمياً مالحاً من الماء السائل" يلتف حول القمر حالياً تحت اميال من الجليد.&

وقال سباركس ان الاكتشاف الذي اعلنته ناسا تحقق في الواقع عام 2014 بعد سنة على ما شاهده باحثو ناسا وقالوا انه دليل على وجود اعمدة بخارية تنطلق الى ارتفاع 290 كلم في الفضاء من قطب يوروبا الجنوبي.& واوضح سباركس انه تعين على المهندسين تطوير برمجية لتحليل طائفة من الأحداث المرصودة.& وخرج الباحثون بنتائج احصائية مهمة ولكن سباركس حذر قائلا "نحن لا نزعم اننا اثبتنا وجود أعمدة بخارية بل أسهمنا بأدلة على ان مثل هذا النشاط قد يكون موجودا".

&

أعدت ايلاف المادة عن صحيفة الغارديان

المادة الاصل هنا

&

&