لاهاي: اعلنت النيابة الهولندية الاربعاء عند تقديم اولى نتائج تحقيقها ان الصاروخ الذي اسقط الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 17" في 17يوليو 2014 في شرق اوكرانيا تم نقله من روسيا.

وصرح فيلبرت بوليسين احد المسؤولين عن التحقيق انه "بناء على التحقيق الجنائي، خلصنا الى ان رحلة ام اتش17 اسقطت في 17 يوليو 2014 بصاروخ +بوك+ نقل من اراضي الاتحاد الروسي وانه بعد اطلاقه تمت اعادة نظام اطلاقه الى روسيا".

 وقدم فريق دولي الاربعاء النتائج الاولية لتحقيقه الجنائي في قضية تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا في 17 يوليو 2014 ما ادى الى مقتل ركابها الـ298.

والتقى المحققون اولا اهالي الضحايا من الركاب وافراد الطاقم - وقد كان بينهم 193 هولنديا - لاطلاعهم على سير تحقيقاتهم، قبل ان يعقدوا مؤتمرا صحافيا عند الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش في نويفيغاين بالقرب من اوتريشت في وسط هولندا. لكن النيابة العامة الهولندية قالت انه لن تتم تسمية أي مشتبه فيه حاليا.

وقال ايفرت فان تسيتفيلد، الذي فقد اربعة من افراد عائلته في الكارثة، ويترأس جمعية لدعم اقرباء الضحايا، لوكالة فرانس برس "الى جانب السلاح الذي استخدم ومكان اطلاق النار (...) نريد ان نعرف المنفذين (هذا الهجوم) وتوقيفهم ومحاكمتهم".

موسكو تنفي 

وكان تحقيق آخر جرى بتنسيق من المكتب الهولندي للتحقيق الامني توصل في اكتوبر الماضي الى ان الطائرة أسقطت بصاروخ "باك" اطلق من منطقة يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا، لكنه لم يحدد الجهة التي اطلقته. وتنفي روسيا والمتمردون هذه الرواية، ويتهمون القوات الاوكرانية بغطلاق الصاروخ.

واستبقت موسكو صدور التقرير الاربعاء، واتهمت الجيش الاوكراني الاثنين بالتسبب بهذه المأساة. وقال الجنرال الروسي اندري كوبان ان "امتناع اوكرانيا عن نشر معلومات محطات الرادار التابعة لها حتى الآن يشير الى ان المكان الذي اطلق منه الصاروخ - اذا كان فعلا صاروخ باك - يقع في ارض يسيطر عليها الجيش الاوكراني". واضاف "لو اصيبت طائرة البونيغ الماليزية في ارض تقع شرق موقع تحطمها لرصدت الرادارات الروسية ذلك".

 واعترضت شركة "الماظ-انتاي" الروسية المنتجة للصاروخ ايضًا على نتائج التحقيق الدولي، الذي تجريه هولندا، موضحة انها قامت بتفجير صاروخ بالقرب من طائرة على الارض، في تجربة تحاكي "الظروف الواقعية". واضافت ان نموذج الصاروخ الذي ادى الى سقوط الطائرة لم يعد في الخدمة في الجيش الروسي. واكدت انه اطلق من ارض كان متنازعا عليها بين المتمردين والجيش الاوكراني.

وقدمت السلطات الروسية نظريات عدة لتفسير اسباب سقوط الطائرة، من بينها تورط مقاتلة اوكرانية في الحادث. واكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان "مرتكبي هذه المأساة سيعاقبون". واضاف "مع شركائنا نفعل ما بوسعنا لجلب المذنبين الى القضاء".

طلب تعويضات 

ويقوم ذوو عدد من ضحايا تحطم الطائرة بتحركات في العالم للمطالبة بتعويضات. بين هؤلاء عائلات تتهم زعيما انفصاليا سابقا باسقاط الطائرة وتطالبه بـ779 مليون يورو. وتأخذ والدة ضحية الماني على كييف في التماس قدمته امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، عدم اغلاقها المجال الجوي للمنطقة التي تشهد نزاعا، امام الرحلات المدنية.

في ستراسبورغ، تلقت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان شكوى من اقرباء 33 من الضحايا الاستراليين والنيوزيلنديين والماليزيين ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين. وقال محامي هؤلاء انهم يطالبون بتعويضات تبلغ 6,8 ملايين يورو.

 واخيرا تستعد حوالى ثلاثين عائلة لرفع دعوى امام القضاء الاميركي ضد "اشخاص وكيانات تدعم الانفصاليين على الارض الاوكرانية" للحصول على تعويضات جديدة"، كما قال محاميهم جيمس هيلبرات لفرانس برس.