لندن:&اعتبر قيادي كردي أن إصدار مؤسسات دينية لفتاوى شرعية بالسماح بقتال داعش والأكراد والوقوف مع الجيش التركي، يفتح الباب للسؤال حول مرجعية مصدري هذه الفتاوى، ومدى ارتباطها بأجندات إقليمية.

وقال زارا صالح، القيادي في حزب يكيتي وعضو المجلس الوطني الكردي في حديث مع "إيلاف"،&إن اصدار أطراف إسلامية منها المجلس الاسلامي السوري للفتاوى الدينية والسماح والدعوة لحركة أحرار الشام وغيرها بجواز التنسيق مع الجيش التركي لقتال&داعش ومحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي&ومنعهم من السيطرة على المناطق التي تحرر من داعش كي لا يتكرر ما حصل في منبج وتل أبيض بحق أهل السنة من العرب من قبل ذلك الحزب حسب الفتوى"، أن ذلك يعكس حقيقة مدى علاقة تلك الفصائل التي تدعي انتماءها للجيش الحر وارتباطهم مع الأتراك من جهة وكذلك تورط تركيا وتدخلها العسكري باسم ما أسماه "تلك الميليشيات الاسلامية المتطرفة".

واعتبر أن هذا "يؤكد الأهداف الرئيسة من عملية جرابلس التي أعلن عنها لمحاربة داعش شكلاً، ولكن في الجوهر هو محاربة الكرد والوقوف ضد الطموح الكردي رغم أن الأكراد& هدفهم طرد داعش من تلك المناطق وتسليمها لحكم مدني".

تسليم الشمال السوري لتركيا

وقال صالح إن الجانب الآخر في هذه القضية هو الجنوح نحو تبني أغلب& الفصائل "لفكر القاعدة و جبهة النصرة وان سيطرة النزعة الدينية - المذهبية يؤكد هدفها في اعادة حكم اسلامي - عروبي لأغلبية سنية بالتنسيق مع تركيا واستعداد تلك الفصائل العسكرية وممثلها السياسي في المعارضة السورية لتسليم كل الشمال السوري لتركيا وضمها للسلطنة العثمانية ولعل ما يحدث في حلب كجزء من تلك الاتفاقية، وكذلك وثيقة لندن عبرت عن تلك النوايا بخلفيتها العروبية - الاسلامية المتطرفة"،&على حد تعبيره.

وعبر عن أسفه لأنه "لا يختلف الأمر&حول مفهوم الاحتلال بالنسبة لإيران وحزب الله اللبناني ومثله تركيا التي تحتل باسم كتائب تركمانية وسورية اراضيَ من الدولة السورية" .

وأكد القيادي الكردي أنه من الغريب أن تكون "خطوة مباركة وتحريرًا وفتحًا مبيناً، فيما يعتبرون أن هزيمة داعش على يد القوات الكردية احتلال كردي وتطهير عرقي، وهذا بحد ذاته بداية اعلان التقسيم وتكريسه على الارض وقبول "الاحتلال" التركي الذي لا يختلف عن الروسي والايراني".&

وهنا لا بد من الإشارة،& كما رأى صالح أن&"أهم أسباب عدم دعم أميركا لفصائل المعارضة التي تثبت يوماً بعد يوم عدم اختلافها عن القاعدة واغترابها عن جوهر ( الثورة السلمية) وتنفيذها لاجندات خارجية مثل تركيا وغيرها، رغم ادعائها الوطنية السورية، والحديث عن سيادة وطنية بات كلاماً في الهواء بعد هذا العمل الطوعي، ودعوة تركيا للدخول وتسليم المنطقة الشمالية لها تحت حجة محاربة الأكراد وهذا بطبيعة الحال خطورة وجوهر الامر وتوزيع الكعكة السورية واستحالة بقائها موحدة ليبقى الطرح الكردي لنظام فيدرالي لعموم سوريا يغرد منفردًا، فيما يقابله عزف العسكر من نظام ومعارضة تقسيمًا لانه باسم الأكراد رغم تسليم الطرفين ( نظام ومعارضة) لسوريا لايران وروسيا وتركيا حلال بفتاوى شرعية".

وكانت تركيا قد أكدت على لسان مسؤوليها ان ما تقوم به في سوريا من عمليات عسكرية ليس&احتلالاً، وأنها ستعود أدراجها حين ينتشر الاستقرار في الشمال الذي ينعكس الوضع فيه على أمنها، ولفتت الى منطقة آمنة بعمق&5000 كم مربع في سوريا على حدودها .

التكفير

هذا وأكدت "الهيئة الشرعية" في فصيل "جيش الاسلام" التابع للجيش السوري الحر، تأييدها لفتوى المجلس الإسلامي السوري بخصوص القتال والتنسيق مع&الجيش التركي في المعارك ضد تنظيم "داعش"، وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي به ديه).

وقال رئيس الهيئة، الشيخ أبو أنس حسن دلوان، في بيان إن فتوى المجلس "مسددة وتوافق الشرع الحنيف في رد صائلة المعتدين".

وأكد البيان على أن "تكفير الأشقاء في تركيا&هو من فكر "الخوارج " الغلاة، الذين استباحوا الدماء وساهموا في هدم الثورة والجهاد&وقطعوا الطرقات وشوهوا صورة الإسلام".

وكان المجلس الإسلامي السوري أكد أيضا في فتوى " أن الاستعانة بمن يعين على قتال تنظيم "داعش" وحزب الاتحاد الديمقراطي مشروعة ما دامت الحاجة داعية إلى ذلك.

وأشار البيان الى أنه كثرت الفتاوى وتعدت حول مسألة القتال في ظل القوات التركية في ما سمي عملية (درع الفرات)، وكثر اللغط في الأمر وخاض فيه الكثيرون، معتبرًا "أن أمراً كهذا ينبغي أن يرجع فيه إلى أهل الاستنباط الراسخين في العلم ولا يرجع فيه إلى الغلاة والمتنطعين، فضلاً عن الجاهلين والمتأولين".

وأضاف بأن قتال "الدواعش و(بي يه ديه ) قتال مشروع، لأنهما صائلان معتديان، والاستعانة بمن يعين على قتال هؤلاء ورد صيالهم مشروعة ما دامت الحاجة داعية إلى ذلك، لأننا عجزنا عن رد صيالهم وما زال صيالهم مستمرًا".