نصر المجالي: دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر على يد متشدد إسلامي يوم الأحد الماضي، مؤكدًا رفض جميع الأردنيين والأردنيات للعمل الإجرامي الجبان، الذي استهدفه وأودى بحياته.

وزار الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، ديوان عزاء الكاتب ناهض حتر، حيث قدم واجب العزاء لآل الفقيد، وأعرب عن إدانته الشديدة لهذه الجريمة البشعة والغريبة "على شعبنا الأردني الأصيل وثقافتنا".
وشدد الملك على أن القيم الأردنية استندت، منذ نشأة المملكة، إلى "أن هذا الوطن نشأ بروح الأسرة الواحدة المتعاضدة المتماسكة بين الجميع، مسلمين ومسيحيين، البعيدين كل البعد عن التطرف والعنف والتعصب الأعمى".

تشييع حتر&

وكان تم يوم الأربعاء، تشييع جثمان الكاتب الصحافي ناهض حتر، الذي اغتيل يوم الأحد عندما كان يهم بدخول قصر العدل لحضور جلسة محاكمته بسبب رسم كاريكاتوري اعتبر أنه "يمس الذات الالهية"، وسط تواجد أمني كثيف. وقد شيّع الآلاف في بلدة الفحيص، شمال غرب عمان، جثمان الكاتب الصحافي حتر.

ولف النعش بالعلم الأردني ونقل بسيارة سوداء مليئة بالورود تحمل صورته، ونقل أولاً إلى منزله في منطقة جبل اللويبدة وسط عمان، ثم إلى كنيسة اللاتين في الفحيص، مسقط رأسه، حيث اقيمت صلاة الجنازة.

ووسط عزف فرقة موسيقية والزغاريد، نقل جثمان حتر ليوارى الثرى في مقبرة البلدة، وحضر الدفن مسؤولون سابقون، يتقدمهم رئيس الوزراء السابق عبد الله النسور، وكبار رجال الدولة وشيوخ لعشائر وقادة الأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني.

لافتات&

وحمل المشيعيون أعلاماً أردنية ولافتة كتب عليها "لا للتطرف لا للعنف لا للاغتيال"، ورددوا شعارات "لا أمن ولا أمان ناهض قتلوه بعمان" و"يا ملقي اسمع اسمع، الاردن ما راح يركع″ و"يسقط يسقط الملقي، ويسقط يسقط سلامة حماد".

وكانت عائلة حتر اتهمت رئيس الوزراء هاني الملقي، ووزير الداخلية سلامة حماد، بالتقصير في توفير الحماية لحتر، الذي كان قد تلقى عشرات التهديدات بالقتل وطلب الحماية.

وقبض على القاتل رياض عبد الله (49 عامًا)، ووجه له مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى الاحد تهم "القيام بعمل ارهابي أدى إلى موت انسان، والقتل العمد مع سبق الاصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص".

وبحسب قانون العقوبات، تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار إلى الاعدام شنقًا.