سالم شرقي: يرمز الحجاب في الثقافة الإسلامية إلى "العفة"، بينما ترمز مجلة "بلاي بوي" إلى الإباحية والتحرر من القيود كافة، فكيف لرمز العفة أن يصبح غلافاً لرمز الإباحية ؟ أو بالأحرى ما الهدف من ذلك ؟ سؤال يتردد ليس على المستوى العربي فحسب بل على النطاق العالمي.

تجربة نور

بداية القصة المثيرة للدهشة، تتمثل في أن الصحافية الأميركية المسلمة التي تتمتع بأصول ليبية نور تاجوري سوف تظهر بالحجاب وملابس محتشمة بالكامل على غلاف مجلة "بلاي بوي" في عدد أكتوبر المقبل، حيث تتحدث هي وغيرها من النساء والرجال عن تجاربهم الشخصية لكي يحققوا أحلامهم، في تقرير أو تحقيق يحمل عنوان "مخاطرون بأشياء ثمينة من أجل تحقيق أحلامهم".

الحجاب ليس مخيفاً

ويبدو أن الهدف الأساسي من ظهور نور تاجوري بالحجاب على غلاف مجلة الـ"بلاي بوي" هو رغبتها في أن ترسل للعالم رسالة واضحة، وهي ألا يخشوا من الحجاب، وألا يتعاملوا مع من ترتديه بصورة سلبية، ووفقاً لما نشرته الصحافة الأميركية ممثلة في الواشنطن بوست، وكذلك الصحف والمواقع الإنكليزية لصحافيات وناشطات مسلمات، فإن نور تاجوري ذهبت بعيداً جداً في محاولتها لتوصيل رسالتها.

تناقض يثير الدهشة

وفي مقال كتبته إيناس يونس عبر صفحات الواشنطن بوست قالت إن الحجاب لا يرمز إلى العفة فحسب، بل إنه يعزز رغبة الفتاة في ألا تكون ملفتة، وألا تسمح للغير بأن يتلصص عليها وينظر إليها، فيما تجسد مجلة بلاي بوي كل ما هو عكس ذلك، فالنساء يظهرن عاريات على غلافها وعبر صفحاتها لكي يجذبن النظر، فما الهدف من وجود رمز العفة على غلاف رمز الإباحية ؟

تكفير نور

وبعيداً عن مناقشة الأمر بصورة هادئة فقد أعلنت جهات إسلامية عن تكفير نور تاجوري، لأنها بما فعلته تعمدت إهانة الحجاب الإسلامي، وهو ما يحمل إهانة لكل المسلمات، وفي ردها على ذلك قالت تاجوري التي تعمل صحافية في موقع Newsy و تطمح إلى أن تصبح أول شخصية إعلامية محجبة في محطات التلفزة الأميركية، قالت "لا أهتم بمثل هذه الأشياء، هذه النوعية من ردود الأفعال ليست موضع اهتمامي".

مربكة أم واضحة ؟

ملخص ردود الأفعال العالمية الواسعة على ظهور نور تاجوري المحجبة على غلاف بلاي بوي يشير إلى أن هناك 3 آراء مختلفة، أولها تشجيع الفتاة المسلمة على ذلك على اعتبار أنها تريد توصيل رسالة قوية نوعاً ما للجميع بأن الفتاة المحجبة ليس إرهابية فذهبت في الإتجاه الآخر بتطرف متعمد، أما الرأي الثاني فيقول إن ما فعلته نور يحمل رسالة مربكة بلا أي وضوح في الرؤية، فيما يرى طرف ثالث أن نور أساءت للإسلام بما فعلته.

يذكر أن مجلة بلاي بوي توقفت قبل عام تقريباً عن نشر الصور العارية بعد 6 عقود كاملة من شهرتها في نشر الصور الإباحية.