طالبت الخارجية العراقية نظيرتها الألمانية بايضاحات رسمية عن قتل شرطتها لاجئاً عراقياً أثناء هجومه على شخص باكستاني اعتدى على ابنته في متنزه عام قرب أحد مخيمات اللاجئين في برلين، وسط صدمة وحزن بين اللاجئين وضجة إعلامية خاصة أن القتيل أراد الانتقام لابنته التي يشتبه بتعرضها لإعتداء جنسي.

إيلاف من لندن: قالت وزارة الخارجية العراقية اليوم الجمعة إنها تتابع حادث مقتل لاجئ عراقي على يد الشرطة الألمانية، مبينة أنها وجهت مذكرة رسمية للخارجية الألمانية للوقوف على ملابسات الحادث.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، في تصريح صحافي الجمعة اطلعت على نصه "إيلاف"، إن &وزارة الخارجية العراقية تتابع من خلال سفارة العراق في برلين وباهتمام بالغ الحادثة الأليمة المتعلقة بقيام الشرطة الالمانية بقتل لاجئ عراقي أثناء هجومه على شخص باكستاني اعتدى على ابنته في متنزه عام قرب أحد مخيمات اللاجئين في العاصمة الألمانية.

وأضاف جمال أنه تم توجيه مذكرة رسمية للخارجية الألمانية للوقوف على ملابسات الحادث وأسباب قيام الشرطة الالمانية بقتل اللاجئ العراقي والمطالبة بضمان أمن زوجته وابنته وتلقيهما الرعاية النفسية الكاملة. وأشار إلى أن السفارة العراقية في برلين اتخذت جميع الاجراءات القانونية الكفيلة بمحاسبة المتسببين بهذا الحادث الاليم.

ومن جهتها، طالبت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي وزارة الخارجية العراقية&بمتابعة قضية اللاجئ القتيل، معتبرة أن الشاب رفع اسم العراق بـ"غيرته".

وقال عضو اللجنة النائب محمد نوري عبد ربه إن "الغيرة العراقية دفعت الشاب اللاجئ في المانيا لأن يتصرف ضد من تحرش بالفتاة،&وبالتالي قتل".. داعيًا وزارة الخارجية العراقية&للمتابعة والعمل على الدفع لمحاكمة الجاني ومتابعة عائلة الشاب، كما قال في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" للانباء العراقية مطالبًا الخارجية بالاسراع في متابعة هذا الملف.. مشيرا الى أن الضحية "يمثل العراق وقد رفع اسمه بغيرته ودفاعه عن الفتاة".

دافع عن شرفه

وقتلت الشرطة الألمانية لاجئاً عراقياً في سكن للاجئين في العاصمة برلين، وذلك بعد أن هاجم بسكين شخصًا يقال إنه باكستاني شك في قيامه بالاعتداء جنسيًا على ابنته الصغيرة.

وقالت الشرطة إن اللاجئ العراقي البالغ من العمر 29 عامًا توفي بعد إصابته بعدة عيارات نارية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء (28&سبتمبر 2016)، في سكن مخصص لطالبي اللجوء يقع في حي موابيت في العاصمة برلين.

وذكرت صحيفة "BZ" الألمانية اليومية أن الشرطة حضرت إلى السكن بعد أن تسلمت إخطارًا يفيد بأن الباكستاني البالغ من العمر 27 عامًا اعتدى جنسيًا على الطفلة التي لا يتجاوز عمرها ثمانية أعوام في متنزه مجاور. وعندما ألقت الشرطة القبض على الباكستاني المشتبه به وقيدته بالأصفاد، هجم عليه والد الطفلة محاولاً طعنه وصارخًا "لن تفلت من هذه". لكن رجال الشرطة فتحوا على العراقي النار وأصابوه بعدة عيارات وتوفي بعد عدة ساعات في المستشفى. أما الباكستاني المشتبه به فلم يصب بأذى.

وحذرت نقابة الشرطة في برلين من خطورة إدانة رجال الشرطة الذين قتلوا اللاجئ العراقي، وقال رئيس النقابة بودو فالزغاف "كان على رجال الشرطة منع عمل انتقامي فردي في موقف كان يشكل خطورة على حياتهم". وكرر زعيم النقابة طلبها بأن يزود رجال الشرطة بأجهزة صعق كهربائي قائلاً "إن الشرطة لا تريد قتل احد، ولكنهم مجبرون على ذلك إذا لم توفر الحكومة لهم وسائل أخرى".

يذكر ان اكثر من مليون مهاجر ولاجئ وصلوا الى المانيا في العام الماضي واصبح العنف والاعتداءات الجنسية في الاماكن التي اسكن فيها هؤلاء مصدر قلق بالنسبة للنسوة والاطفال على وجه الخصوص.
كما تشهد المانيا وشطرها الشرقي تحديدًا تصاعدًا في العنف الموجه نحو المهاجرين واللاجئين.

ففي وقت سابق من الشهر الحالي، اشتبك العشرات من ناشطي اليمين المتطرف مع مهاجرين في بلدة باوتسن والقيت الاربعاء الماضي قنبلة على مسجد في مدينة درسدن.

صدمة وحزن

وأكدت وسائل اعلام تصدر بالعربية في المانيا أن حادثة قتل اللاجئ العراقي ولد صدمة وحزن داخل مأوى للاجئين يقع في وسط برلين، كما أحدث ضجة إعلامية خاصة أن القتيل أراد الانتقام لابنته التي يشتبه بتعرضها لاعتداء جنسي.

وبعد الأحداث الدامية التي شهدها مركز إقامة لاجئين في برلين ومشاعر الحزن والصدمة التي عاشها اللاجئون بعد حادثة إطلاق النار، تمت السيطرة على المزاج العام في المأوى وهدأت الخواطر قليلاً للاجئين الـ 250 الذين يقطنون هناك، حيث كان هناك تواجد لرجال الأمن الذين حذروا اللاجئين من الإدلاء بتصريحات حول الموضوع، أو إمداد الصحافة بأية معلومات.

وبدلاً من ذلك، كان المتحدث باسم سلطات مدينة برلين ساشا لانغينباخ متواجدًا للإجابة على أسئلة الصحافيين حول الحادث المرعب، والذي خلف مقتل لاجئ عراقي وسجن رجل باكستاني بالإضافة إلى عائلة مكلومة لوفاة عائلها، وقال لانغينباخ مخاطبًا الصحافيين " شكرًا لتفهمكم أن الحادث خلف صدمة وحالة حزن للقاطنين هنا".

وقد لخصت شرطة برلين حقيقة ما حصل في بيان أصدرته الأربعاء، حيث ذكرت أن الشرطة تلقت اتصالاً من مركز إيواء للاجئين يقع في منطقة موابيت وسط برلين، وذلك لتوقيف طالب لجوء في الـ 27 من عمره يشتبه في انه اعتدى جنسيًا في حديقة مجاورة، على لاجئة في الثامنة تعيش في المركز نفسه. وقال متحدث باسم الشرطة إنه عندما كان عناصر الشرطة يقتادون المشتبه به مكبلاً إلى السيارة،&حاول لاجئ آخر مهاجمته بسكين.
&
تفاصيل إضافية للقضية&

ووفقًا للبيان، فإن ثلاثة عناصر من الشرطة أطلقوا النار على الأب المكلوم، وهو عراقي الجنسية، والذي تقدم نحوهم حاملاً السكين، بينما كان يتم نقل الرجل الباكستاني إلى سيارة الشرطة، حيث حاول العراقي والد الفتاة طعن المعتدي بالسكين، وهو يصرخ قائلاً "لن تنجو بفعلتك هذه"، لتطلق الشرطة النار عليه بعد أن تجاهل عدة نداءات له بالتوقف. وقد تم فتح تحقيق بالحادث. هذا الأمر أكده لنا أيضًا المتحدث باسم شرطة برلين مارتن شتيلتنر، والذي أضاف أن اللاجئ العراقي كان على قيد الحياة عندما نقل إلى المستشفى، إلا أنه توفي بعد ساعات متأثرًا بجراحه.

وكانت الصحافة المحلية قد ذكرت أن اللاجئ العراقي القتيل كان قد تعرض أيضًا لتحرشات من الرجل الباكستاني سابقًا إلا أن &لانغينباخ قال "إنه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي هذه القصة، وأنه لا توجد لديه معلومات بشأنها". وأضاف أن القتيل هو والد لثلاثة أطفال أعمارهم تتراوح بين الثالثة والثامنة، وأكد أن العائلة نقلت إلى مكان آخر، وذلك لسلامتهم، حيث تتلقى الآن الرعاية الكاملة، وأنه تتم متابعة حالة العائلة والأطفال من أخصائيين نفسيين يتكلمون العربية.

وكانت صحيفة بيلد الألمانية قد توصلت إلى معلومات جديدة بخصوص القضية، حيث قالت إن اللاجئ العراقي القتيل ويدعى "حسام &س" كان شرطيًا في العراق قبل أن يتوجه إلى ألمانيا، وقالت نسبة إلى شهود عيان سوريين أنهم شاهدوا الباكستاني ويدعى "طياب"، وهو يشغل الموسيقى من هاتفه للطفلة، وأنهم اختفوا بعد ذلك من أمام مأوى اللاجئين، ووفقًا للصحيفة فإن اللاجئين السوريين بحثوا عنهم في حديقة مجاورة فوجدوا الفتاة شبه عارية، وكان الباكستاني يقربها فقاموا بإمساكه وسلموه للأمن في مأوى اللاجئين، ثم قاموا بالاتصال بالشرطة، ثم حدث بعدها ما حدث.
&&
تكدس اللاجئين&

وأثار الحادث المروع بحسب تلفزيون DW الالماني بالغربية أسئلة العديدين الذين رأوا أنه قد يكون هناك تسرع من عناصر أجهزة الأمن في إطلاق النار، كما أثارت هذه الحادثة التعامل غير المريح للسلطات في برلين مع اللاجئين والصور التي انتشرت في تكدسهم أمام المكاتب المعنية من أجل تسجيل أنفسهم بشكل قانوني.

إلا أن لانغينباخ يرى أن الازدحام الحاصل في السكنات، وفي الدوائر الحكومية كان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى برلين، مما أدى إلى مشاكل عديدة. ولدى سؤاله عما إذا كان تكدس اللاجئين في المساكن المخصصة لهم تسبب بهذه المشاكل التي تحدث، قال لانغينباخ إن "المشاكل تحصل بين الناس دائما في مأوى اللاجئين أو غيره،" وتابع: "بالنظر إلى حقيقة أنه في العام الماضي جاء إلى ألمانيا مليون شخص، لذلك فإن عدد الحوادث هي قليلة نسبيًا".

تدابير حماية لأطفال اللاجئين

المتحدث باسم سلطات المدينة لانغينباخ كان حريصًا على التأكيد أن هناك لوائح "واضحة جدًا" من أجل حماية الأطفال في نزل اللاجئين، وقال إن العاملين هناك يجب أن يكونوا مؤهلين ولديهم شهادات تظهر حسن السيرة والسلوك، وأنه في حالة ورود شكاوى بخصوص تصرفات غير مناسبة من العمال أو الموظفين، فإن تحقيقًا فوريًا يتم فتحه، ويعاقب المسيء.&

وقال لانغينباخ إن بعض الملاجئ تكون مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الأسر، إلا أن هناك أيضا ملاجئ جماعية غير قادرة على تطبيق هذا الفصل. وقال "عادة نحاول أن نخصص قاعة للعائلات وقاعة أخرى مصممة للرجال فقط، إلا أنه أحيانًا يحدث تداخل بين المجموعتين بسبب التكدس". وتابع: "من المستحيل ضمان فصل تام للعائلات عن الآخرين في جميع الأوقات"، وقال إن هناك حوالي 80 ألف لاجئ قدموا إلى المدينة وحدها منذ بداية العام الماضي.

ويرى لانغينباخ أنه على الرغم من بناء مساكن جماعية لاستيعاب الوافدين الجدد، إلا أنه&لا يزال هناك تكدس في مأوى اللاجئين، وأن العديد منهم&لا يزالون يعيشون في صالات رياضية. وقال إن&برلين لا تزال تكافح لاستيعاب الجميع على نحو كافٍ، وأوضح المتحدث الحكومي أن العاصمة الألمانية برلين تستقبل حوالي 40 ألف شخص كل عام يبحثون عن سكن، لذلك فإن الأزمة غير خاصة باللاجئين وحدهم.