تشكل عقدة "التكنوقراط المستقلين" لتولي المناصب، التي يشغلها التحالف الشيعي العراقي، عائقًا أمام عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى التحالف وانهاء تجميد نشاطه فيه المستمر منذ ستة أشهر احتجاجًا على عدم جديته في تنفيذ الاصلاحات.. بينما اكدت وزارة الدفاع لأهالي&الموصل قرب تحريرهم من قبضة تنظيم داعش داعية اياهم إلى التعاون مع قوات الجيش لتحقيق هذا الهدف.

إيلاف من لندن: وافقت رئاسة التحالف الشيعي على معظم الشروط التي ضمنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رسالة إلى رئيس التحالف عمار الحكيم من اجل العودة إلى "الشيعي"، عدا شرط واحد هو "ضرورة اختيار شخصيات تكنوقراط مستقلة لشغل جميع المناصب التي يشغلها التحالف".&

وكشف النائب عن كتلة الأحرار الصدرية مازن المازني، اليوم، عن موافقة كتل التحالف الشيعي على شروط الصدر لإنهاء تجميد مشاركته في نشاطات التحالف، عدا شرط واحد مازال يمثل عائقًا امام انهاء هذا التجميد.

فقد اشترط الصدر للعودة إلى التحالف بعد اشهر من تجميد نشاط تياره فيه، الكف عن ترشيح المتحزبين للمناصب الوزارية والخاصة والهيئات المستقلة، وكشف ملفات الفساد، وإلغاء ترشيح وزراء من الكتل السياسية وإحالة الوزراء الحاليين والسابقين إلى القضاء والنزاهة.&

وتضمنت رسالة الصدر 14 شرطًا تتعلق بالإصلاح وتغيير الوزراء ومحاسبة المفسدين، والكف عن ترشيح المتحزبين للمناصب الوزارية والخاصة والهيئات المستقلة وإلغاء جميع الهيئات المستقلة وتشكيل هيئات اخرى مستقلة بعيدة عن الأحزاب السياسية، اضافة إلى ترشيح الاكفاء والمستقلين من رؤساء واساتذة الجامعات لشغل الوزارات والهيئات المستقلة.. وكذلك اجراء الإصلاح الوظيفي وكشف ملفات الفساد وإلغاء ترشيح وزراء من الكتل السياسية وإحالة الوزراء الحاليين والسابقين إلى القضاء والنزاهة وإلغاء وتغيير مفوضية العليا للانتخابات وقانون الانتخابات وتشكيل مفوضية جديد مستقلة بعيدة عن الأحزاب السياسية.

وكان رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم دعا في 26 من الشهر الحالي التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، الذي يقاطع اجتماعات التحالف احتجاجًا على ضعف دوره في تحقيق الاصلاحات التي يدعو لها، إلى شغل موقعه في التحالف، لافتًا إلى اهتمامه بتطوير النظام الداخلي للتحالف بما يتناسب مع ضرورات المرحلة ومتطلباتها.

واوضح المازني في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة، أن الاجتماعات والمفاوضات بين كتلة الاحرار الصدرية والتحالف الشيعي مستمرة للخروج "بصيغة تخدم العراق وترضي جميع الكتل" بحسب قوله، حيث كان التيار الصدري شكل مؤخرًا لجنة تفاوضية مع الهيئة القيادية للتحالف بهدف استئناف عودة التيار إلى اجتماعاته، وهي برئاسة النائب جعفر الموسوي، نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار وعضوية ضياء الأسدي رئيس كتلة الأحرار النيابية، فضلاً عن وزير الإعمار والإسكان السابق طارق الخيكاني والشيخ صباح الساعدي.

وكانت آخر مشاركة للصدر في اجتماعات الهيئة القيادية للتحالف الشيعي هي التي تمت في الاجتماع الذي عقد في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) مطلع مارس الماضي، إثر اعلان العبادي حزمة الإصلاحات الثانية، والتي لم ترضِ الصدر بسبب تلكؤ البرلمان في التصويت عليها، ما دفعه إلى التصعيد لاحقاً بالدعوة للاعتصام قرب المنطقة الخضراء، ثم الدخول اليها واقتحام مبنى البرلمان ومقر رئيس الوزراء.&

الدفاع توجه رسالة لأهالي الموصل للتعاون مع قواتها

اكدت وزارة الدفاع العراقية في رسالة إلى اهالي نينوى وعاصمتها الموصل قرب تحريرهم من قبضة تنظيم داعش، داعية اياهم إلى التعاون مع قوات الجيش العراقي لتحقيق هذا الهدف.

وقالت الوزارة في الرسالة إن معركة تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم داعش اصبحت قريبة، داعية سكانها إلى التعاون لتعود الحياة من جديد إلى مدن محافظتهم. واضافت قائلة إن "أخوانكم من أبطال جيشكم الباسل عقدوا العزم لتحريركم من جرذان داعش الإرهابي، وسيكونون أوفياء لأرواحكم وممتلكاتكم، فكونوا خير عون لهم لتعود الحياة إليكم من جديد".

وضمنت الوزارة رسالتها هاشتاغًا يحمل عنوان "#نينوى_بدء_العد_التنازلي_للتحرير".. وآخر يقول "#جيش_العراق_ينتصر" كما ارفقتها بصورة لمسجد النبي يونس في الموصل، الذي أقدم التنظيم على تدميره.&

ويوم امس، بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد مع رئيس اقليم كردستان خطط تحرير&الموصل التي يحتلها تنظيم داعش منذ يونيو عام 2014، وأكدا وضع خطط لمشاركة القوات العراقية وقوات البيشمركة في معركة تحرير المدينة الذي سيتم قريبًا.

واعلنت الحكومة العراقية امس أن الرئيس الاميركي باراك اوباما قد وافق على طلب العبادي بزيادة أخيرة لمستشاري ومدربي بلاده العسكريين إلى العراق لدعم القوات العراقية في معركة تحرير الموصل الوشيكة، حيث تم الاعلان في واشنطن أن الولايات المتحدة سترسل إلى العراق قريبًا 600 عسكري آخر يضافون إلى 4500 عسكري آخر في العراق حاليًا من بين 8 آلاف عسكري تابعين للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة سترسل نحو 600 جندي إضافي إلى العراق لمساعدة القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل، وقال في تصريح صحافي إن الجنود سيدربون القوات العراقية وسيقدمون لها المشورة والدعم اللوجيستي وسيساعدون في جهود جمع المعلومات.

وكشف المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الكولونيل جون دوريان أن معلومات التحالف تشير إلى وجود بين 3 و5 آلاف مقاتل من داعش في المدينة، منوهًا إلى أنّ موعد انطلاق معركتها تحدده الحكومة العراقية.