أجواء سياسية وأمنية مشحونة تعيش على وقعها السلطات في تركيا خلال الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد حادث الملهى الذي وقع في ليلة رأس السنة وخلف 75 قتيلًا وجريحًا، حيث قادت كل هذه التطورات الساخنة بعض المحللين السياسيين إلى القول إن العملية الديمقراطية في تركيا ربما دخلت دوامة العنف والموت.

إيلاف: رغم عدم التعرف إلى هوية منفذ ذلك الحادث، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن الهجوم، كردّ من جانبه على الهجمات الجوية وغيرها من العمليات العسكرية التي تنفذها "حكومة تركيا المرتدة" على عناصر التنظيم في سوريا.

تداعيات مرتقبة
شددت في هذا السياق مجلة "نيويوركر" الأميركية على خطورة ذلك الحادث، لأنه ليس حادثًا منعزلًا، بل إنه الأحدث في سلسلة من الهجمات العنيفة التي تستهدف الدولة التركية، التي قررت اتخاذ تدابير انتقامية واسعة، كانت سببًا في تقويض الديمقراطية التركية بشكل خطير، إذ إنه سيؤدي بلا شك إلى موجة أخرى من الاعتقالات.
&
مضت المجلة تقول إن الشرارة الأولى للأزمة بدأت في شهر يوليو الماضي، حين سعت مجموعة من الضباط والجنود في القوات المسلحة التركية إلى الإطاحة بحكومة رجب طيب أردوغان المنتخبة ديمقراطيًا.&

تطهير المعارضة
ورغم فشل ذلك الانقلاب، إلا أنه أسفر عن مقتل 265 شخصًا. وبينما اتضح أن أتباع رجل الدين المعارض فتح الله غولن هم من كانوا وراء محاولة الانقلاب، فقد استغل أردوغان ذلك كذريعة لبدء عملية تطهير واسعة في المجتمع التركي، وهدفه الواضح هو سحق ما تبقى من المعارضة الديمقراطية لحكمه.&

جاءت سلسلة الهجمات الأخرى – التي نفذها بعض الانفصاليين الأكراد وبعض الموالين لداعش - &لتضفي مزيدًا من الشرعية على الحملات القمعية التي يقوم بها نظام أردوغان ضد كل من يعارضه أو يتصدى لحكمه.

عزلة دولية
تابعت المجلة بقولها إنه وبالرغم من استحالة &تحديد أرقام بعينها، إلا أن الواضح منذ شهر يوليو الماضي أنه قد تم حبس واعتقال الآلاف من المدنيين، وأن كثيرين منهم، إن لم يكن معظمهم، بلا أي صلة تربط بينهم وبين غولن أو داعش أو المسلحين الأكراد. فضلًاً عن طرد أو تعليق عمل مئات الآلاف الآخرين من الأشخاص. ومن ضمن هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم خلال الأشهر الماضية أساتذة جامعات، زعماء لتيارات المعارضة الديمقراطية، صحافيون وموظفون حكوميون.

ختمت النيويوركر بقولها إن أردوغان الذي يمضي أكثر من أي وقت مضى نحو الديكتاتورية يسحب معه تركيا بعيدًا عن العالم الغربي، كما إن السياسة التي يتبعها تجاه داعش ليست سوى سياسة مزعجة، وأنه من الأفضل بالنسبة إليه أن يلتزم بما قاله عقب حادث الملهى الليلي، حين طلب من مواطنيه التزام الهدوء والترابط بشكل أكبر مع بعضهم البعض، وعدم منح الفرصة على الإطلاق لمثل هذه الألعاب القذرة.

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «النيويوركر». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.newyorker.com/news/news-desk/the-end-of-democracy-in-turkey?mbid=nl_January%202nd%202017%20(4)&CNDID=31115831&spMailingID=10159731&spUserID=MTMzMTgzMTU4MzUxS0&spJobID=1080201642&spReportId=MTA4MDIwMTY0MgS2


&