يدعو فريدريك هوف، مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي، الإدارة الأميركية الجديدة إلى دعم المعارضة وإطاحة الأسد وترميم العلاقة مع الأصدقاء، لأنه السبيل إلى محاربة الإرهاب.

إيلاف: في انتظار دونالد ترامب فريق أمنه القومي، حين ينتقل إلى البيت الأبيض بعد مراسم تنصيبه في 20 يناير الحالي، ملفات شائكة، في مقدمها الملف السوري، خصوصًا بعد وقف إطلاق النار المهزوز الذي توصل إليه الفرقاء المتصارعون، بضمانة روسيا وتركيا.

مراجعة استراتيجية
الجدير بالتذكير هنا أن القوات الأميركية موجودة في الجو وعلى الأرض في مناطق في سوريا، تعمل مع تشكيلات كردية في الغالب تقاتل ضد داعش. 

في هذا الشأن، يقترح فريدريك هوف، مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي، على وزير الدفاع الجديد أن يقوم بمراجعة استراتيجية تمنح ترامب خيارات أخرى غير السياسة التي اعتمدتها إدارة باراك أوباما في سوريا، إذ اكتفت بمضايقة داعش لا أكثر، وهي سياسة يصفها هوف بأنها "غير وافية تمامًا على مستويات متعددة".

أحمد عبد الله (80 عاما) يسير داخل مدرسة في قرية تل عار التي يسيطر عليها المتمردون، محافظة حلب شمال سورية 28 ديسمبر 2016

كما يدعو هوف الإدارة الأميركية الجديدة إلى اتخاذ قرار مبكر بمواصلة الدعم الاميركي للمعارضة السورية المسلحة التي تقاتل داعش وزيادة حجمه، "فذلك سيكون منسجمًا مع سياسة الإدارة الجديدة في إعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب في سوريا، كما أن هذا الدعم لن يتناقض مع الجهود الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار، الذي لا يشمل داعش ولا فرع تنظيم القاعدة في سوريا".

ترميم الثقة
يصف هوف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا بأنها "نعمة هبطت على المتطرفين الإسلاميين، يستخدمونها ذريعة لتجنيد عناصر جدد، سواء في سوريا أو في خارجها". 

ويلاحظ أن الأطراف التي تتحمل المسؤولية الأولى عن هذه الكارثة الانسانية التي تخدم داعش هي نظام الأسد وإيران وروسيا، ويرى أن يوجّه ترامب رسالة مبكرة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين تؤكد استعداده للتعاون مع موسكو في تيسير الانتقال السياسي في سوريا، والاستمرار في محاربة داعش في الوقت نفسه. وعلى الرسالة أن تؤكد أيضًا "عجز الولايات المتحدة عن القيام بذلك إذا عاد نظام الأسد وحلفاؤه إلى استهداف المدنيين السوريين".

يشدد هوف على أن حل الأزمة السورية لن يكون سهلًا بعد سنوات من تخبط الإدارة السابقة، لافتًا إلى أن ما حدث في سوريا لم يبق فيها، وأن في الإمكان تجنب المزيد من الضرر بصدقية الولايات المتحدة والتحالف الغربي، وذلك بالعودة إلى الممارسات المجرَّبة التي تخلت عنها الإدارة الحالية.

وعلى الرغم من أهمية التواصل مع الخصوم بحثًا عن نقاط التقاء، "يأتي الحلفاء والأصدقاء أولًا" بتعبير هوف، مضيفًا أن عملًا كثيرًا ينتظر الرئيس الجديد وطاقم السياسة الخارجية في إدارته من أجل إعادة بناء علاقات الثقة مع هؤلاء الأصدقاء والحلفاء.

قولنا والعمل
يحثّ هوف الإدارة الأميركية الجديدة على مقاومة ما يسميه "الإغراء القائل إن القيادة الأميركية في العالم أصبحت أسطوانة مشروخة، وأن التهديدات الدولية والتحالفات المطلوبة لمواجهتها سياسة عتيقة تنتمي إلى القرن العشرين". 

ويشدد هوف على ضرورة دعم الأقوال بالأفعال، مشيرًا إلى الخطوط الحمراء التي رسمها أوباما بالأقوال، وتراجع عنها بالأفعال.

في الختام، يكتب مدير مركز رفيق الحريري في المجلس الأطلنطي أن إدارة ترامب "ترث في سوريا وغيرها أوضاعًا سيئة زادت سوءًا بسبب قيادة سيئة في البيت الأبيض وممارسات سيئة في التعاطي مع هذه الأوضاع. وحل الأزمة السورية سيكون صعبًا، لكنه سيكون مستحيلًا من دون ممارسات عملية سليمة".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "أتلانتيك كاونسل". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.atlanticcouncil.org/blogs/syriasource/advising-trump-on-syria