نيويورك: مع اقتراب حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير الشعبية، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، يتساءل المصريون والخبراء السياسيون على المستوى الدولي: أين ذهبت تلك الثورة، التي كان يتعشم البعض أن تغيّر وجه المنطقة العربية للأفضل؟

وفي محاولة للإجابة على هذا التساؤل، أعدت مجلة "نيوركر" الأميركية ملفًا عن الحدث، حمل عنوان "ثورة مصر الفاشلة"، سلطت فيه الأضواء على دور الرئيس عبد الفتاح السيسي فيها، وفي الأحداث اللاحقة عليها، مرورًا بتولي جماعة الإخوان المسلمين الحكم، ثم التدخل للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وانتهاء بالمرحلة الراهنة التي يتولي فيها الحكم، والأزمات السياسية والاقتصادية التي يواجهها.

&

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

&

الجنرال الهادئ

"جنرال هادئ، لا تفارق الابتسامة وجهه، ويخفي خلف نظراته الهادئة أعصابًا فولاذية"، هكذا يرسم مراسل صحيفة "نيوركر" الأميركية في مصر، بيتر هيسلر، صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي، في الحلقة الأولى من الملف الذي تنشره "إيلاف" في ثلاث حلقات متتالية.

ويعتبر هيسلر تدخل الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي بـ"الإنقلاب"، وقال: "يُعرف عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تسلّم السلطة بعد انقلاب أسفر عن مذبحة أودت بروح أكثر من ألف شخص من أنصار سلفه الإخواني محمد مرسي أنّه يتحدث بهدوء شديد".&

ونقل هيسلر عن ديبلوماسي أوروبي قوله: "عندما تتحدث إليه (السيسي) يصغي، خلافًا لمعظم الجنرالات، فهو ليس منمقًا". وكذلك أشارت مسؤولة أميركية إلى أنّ السيسي يذكرها بنمط أهل واشنطن.&

وقالت: "هناك السياسيون الذين يريدون دائمًا أن يكون صوتهم هو الأعلى في الغرفة، وهناك الأشخاص الذين ينتمون إلى النظام، أي يتمتّعون بالقدر نفسه من السلطة لكنهم لا يتكلّمون بالضرورة بصوت عالٍ"، وقالت عن السيسي: "أعتقد أيضًا أن موقفه الصامت المتحفظ يجعل الناس يميلون إلى التفكير حقًا في ما يقوله، وفي الإشارة التي يحاول إرسالها، وإن كان هناك معنى أعمق أم لا؟".

الوسيط السري&

وحسب تقرير المجلة الأميركية، فإن السيسي عمل وسيطًا سريًا بين الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، وإسقاط حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقالت: "عندما أجبرت حركة ميدان التحرير الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التنحي، كان السيسي رئيسًا لإدارة المخابرات الحربية بالجيش، وهذا منصب ما كان مرئيًا للشعب، قبل خمس سنوات، أكمل دورة في الكلية الحربية للجيش الأميركي في كارلايل بولاية بنسلفانيا، لكن يبدو أنه بالكاد لفت انتباه كبار المسؤولين الأميركيين".

في هذا السياق، قال ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي أثناء ثورة يناير، والذي كان مسؤولًا في السابق عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: "لا استطيع القول إنني أذكر أي نوع من الاهتمام الخاص بالسيسي في ملخصات الاستخبارات".

أما تشاك هيغل، الذي حل مكان بانيتا في وزارة الدفاع في عام 2013، فأشار إلى أن العسكريين ما كانوا يعرفون السيسي جيدًا. ووفقًا لمسؤولة أميركية أخرى، كانت المعلومات عن سيرته الذاتية قليلة جدًا: "لم يكن الناس يعرفون الكثير عن زوجته، ولا عن أولاده، ولا أعتقد أن هذا من محض صدفة، بل هالة متعمدة بناها حول نفسه".

واستولى مبارك على السلطة ثلاثين عامًا تقريبًا من دون أن يسمي خلفًا له، ثم أسقطته ثورة افتقرت إلى القيادة أو الهيكل التنظيمي، بعد ذلك، تولّى حكم مصر المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي، وكان من المفترض أن يشرف المجلس على عملية انتقال السلطة إلى حكومة مدنية. كان السيسي العضو الأصغر سنًا في هذا المجلس، وورد أنه كان يقوم بدور قيادي في محادثات سرية مع جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت محظورة في مصر حتى قيام الثورة.

ولطالما كانت العلاقات متوترة بين الاخوان والجيش، لكن خلال فترة ما بعد التحرير، ووصول الجماعة إلى السلطة من خلال انتخابات شعبية، ظهرت دلائل على أن تدبيرًا ما يتحضّر. "كان السيسي يجري مفاوضات مع الإخوان"، بحسب ما أفاد به مسؤول كبير في وزارة الخارجية كان على اتصال بالجيش والإسلاميين في تلك الفترة. أضاف: "وجهة نظره، كما أعتقد، هي أنه كان يحاول التأثير في العملية السياسية والسيطرة عليها وتذليلها".

واعتبر دبلوماسي أوروبي أن الترتيب الذي حدث عبارة عن "تعايش". قال: "ما دامت جماعة الإخوان لا تتدخل كثيرًا في المسائل العسكرية، فإن الجيش يسمح لها بتولي أعمال الحكومة المدنية ".

وترى المجلة أن قادة الإخوان كانوا يثقون بالسيسي لأنه كان مسلمًا متدينًا. وبدا أن القادة العسكريين يلتزمون بالجزء المتعلّق بهم من الصفقة. وفي يونيو 2012، في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر، عندما فاز محمد مرسي، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، لم يتدخّل الجيش. وبعد وقت قصير من تولّيه، أجبر وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري السابق المشير حسين طنطاوي، وقادة القوات البحرية والدفاع الجوي والقوات الجوية على التقاعد.

&

مرسي اختار السيسي وزيرًا للدفاع لأنه متدين

&

وأشاد الثوار المصريون الشباب بهذه الخطوة، إذ اعتبروها دليلًا على أن مرسي كان مصممًا على الحدّ من نفوذ الجيش. فرح الكثير من الناس أيضًا لاختياره السيسي وزيرًا للدفاع، لاسيما أنه كان في سن السابعة والخمسين، وجاء خلفًا لجنرال بلغ السادسة والسبعين من العمر. وبدا تعيينه أنّه يعكس عملية نقل إلى ضباط أكثر استنارة وأصغر سنًا.

غير طامع في السلطة

لم يمضِ وقت طويل قبل اتّخاذ مرسي خطوة جريئة أخرى. في نوفمبر، أصدر مرسومًا رئاسيًا يمنحه صلاحيات موقتة بعيدًا عن متناول أي القضاء، في وسيلة لاستباق الاعتراض على دستور جديد يدعم الحركة الإسلامية، وهذه نقطة تحول في الحظوظ السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. فالجماعة كانت قد خسرت دعم معظم الثوار، ونمت المعارضة ضدها بشكل مطرد خلال الأشهر الستة التالية، إلى درجة أنّ عددًا من مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة، رفض العمل باسم حكومة مرسي.

وفي تلك الأثناء، وبينما كانت الأوضاع تتفاقم، فتح وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل، حوارًا مع السيسي، وزار القاهرة في شهر مارس 2013، أول مرة، وقال إن "الكيمياء بينه وبين السيسي كانت جيدة جدًا".

مع اشتداد الأزمة، أصبح هيغل الوحيد في حكومة الولايات المتحدة الذي يتواصل السيسي معه. ويقدّر عدد الاتصالات الهاتفية بينهما بنحو 50 مكالمة ، وقال في تصريحات للصحيفة الأميركية: "كنا نتحدث مرة واحدة في الأسبوع، وكانت محادثاتنا تستغرق ساعة وأحيانا أكثر من ذلك".

يعتقد الكثيرون أن الجيش المصري كان يخطط لإسقاط مرسي، لكن هيغل مقتنع بأن "السيسي لم يكن ينوي في البداية الاستيلاء على السلطة"، ويوافقه الرأي دبلوماسيون آخرون. ووفقًا لدبلوماسي أوروبي قابل السيسي عشرات المرات، "هو ليس شخصًا أمضى حياته يشتهي النفوذ، أو يتوق ليصبح رئيسًا". بينما قال عدد من المراقبين إن الرغبة في السلطة تميل إلى أن تكون قوية خلال فترة عدم الاستقرار السياسي.

انقلاب مفاجئ

في اليوم الأخير من يونيو 2013، نزل نحو 14 مليونًا مصريًا إلى الشوارع في مظاهرة ضد نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين، لكن ماذا سيفعل السيسي وهو وزير للدفاع في تلك الأثناء، ويقول هيغل إنه طرح هذا السؤال على السيسي، فرد قائلًا: "ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا يمكنني أن أدير ظهري وأبتعد. لا يمكنني أن أخذل وطني. ولا بد لي من أن أقود البلد، ولديّ الدعم اللازم. أنا الوحيد في مصر اليوم الذي يمكنه إنقاذ هذا البلد".

بدا قادة الإخوان يعتقدون أن السيسي كان إلى جانبهم. وبحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية: "فوجئ مرسي عندما انقلب السيسي عليه واعتقلوه".

الغامض ذو الشعبية

وبتاريخ 3 يوليو، ظهر السيسي على شاشة التلفزيون معلنًا أن حكومة موقتة ستحكم مصر إلى أن يصبح في الإمكان إجراء انتخابات وإقرار دستور جديد، خلال الأشهر التالية، تمتّع السيسي بشعبية هائلة، لكنه بدا عازمًا على البقاء شخصًا عاديًا، ونادرًا ما كان يظهر علنًا، كما لم ينضم إلى أي حزب سياسي. عندما ترشح للرئاسة في ربيع 2014، لم يحضر أي مسيرة من مسيرات حملته الانتخابية، ولم يكلف نفسه عناء توضيح بعض التفاصيل الأساسية في حياته، حتى أنّ قناة يوتيوب الرسمية لحملته لم تحدّد مكانًا واحدًا لولادته، بل حددت مكانين متضاربين. والسيسي أب لأربعة أولاد بالغين، لكنه نادرًا ما يذكرهم في العلن، أما زوجته فكانت شبه مغيّبة.

لكن، منذ أصبح رئيسًا، كشف بشكل غير متعمّد الكثير عن نفسه وعن الهياكل السياسية في مصر، وكشفت مجموعة من مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية المسربة بعضًا من شخصية السيسي الغامضة، لاسيما أنه تحدث فيها الرئيس بصراحة عن موضوعات حساسة تراوح بين التلاعب بوسائل الإعلام إلى انتزاع النقود من دول الخليج.

وظهر السيسي في أحد التسريبات خلال اجتماع مغلق مع ضباط الجيش، وقال: "إن ثورة يناير تعيد فك وتركيب مؤسسات الدولة". ويتنهد السيسي بعمق في الفيديو، وعيناه تظهران حذرًا ورقّة مدهشة. فهو صغير البنية، قصير العنق، يرتدي زي تمويه مع نجوم وسيوف متقاطعة على الكتفين، وتظهر أمامه باقات من الزهور متعددة الألوان، وما لا يقل عن ثلاث عبوات من المناديل المعطرة. ويشبه هيسلر هذا المشهد بـ"أجواء شبيهة بفيلم "ساحر أوز".

صحافيون للزينة

وفي شهر نوفمبر 2015، بدأ السيسي زيارة إلى بريطانيا، بعد أيام قليلة من اسقاط طائرة ركاب روسية فوق جبال سيناء، ورغم تبني تنظيم داعش العملية، إلا أن السيسي ومرافقيه رفضوا الاعتراف بذلك. ويروي هيسلر تفاصيل محاولته لقاء الرئيس المصري في لندن، وقال: "كان السيسي ينزل في فندق ماندارين أورينتال، بالقرب من حديقة هايد بارك، وعندما مررت لزيارته في الثامنة مساء يوم وصوله، كانت الشرطة تطوق المدخل الأمامي لأنّ عشرات المتظاهرين المصريين وقفوا هناك مرددين هتافات ميدان التحرير: "يسقط يسقط حكم العسكر".

وقال هيسلر: "في الداخل، كان وفد السيسي قد استولى على صالة روزبيري الأنيقة. وكان مسؤولو الأمن قد تمركزوا إلى جانب النوافذ الكبيرة، بينما يجلس رجال الأعمال حول الطاولات، يدردشون بالعربية. وكان أعضاء السلك الصحفي الرئاسي المصري ينتظرون مؤتمر المساء. وجلست مع فتحية الدخاخني، مراسلة صحيفة "المصري اليوم" التابعة للقطاع الخاص. كانت تشك في أن تتاح لأعضاء الصحافة فرصة طرح أسئلة كثيرة عن حادثة سيناء. علقت قائلة: "نحن هنا للزينة، لا أكثر".

&

السيسي يصطحب الصحافيين معه في زيارته الخارجية

&

ونقل عن الدخاخني قولها: "في أيام مرسي كان من الطبيعي أن يتفاعلوا مع المتحدث باسم الرئيس. لكن منذ أن تولى السيسي منصبه، لم يُجر مؤتمرًا صحفيًا في مصر إلا مرة واحدة، كُتبت فيه الأسئلة مسبقًا، حيث "اختاروا ثلاثة صحافيين مصريين، وأعطوهم الأسئلة التي سيطرحونها"، مشيرة إلى أنها أنّها كتبت مقالاً عن ذلك، فمُنعت من الدخول إلى القصر الرئاسي ثلاثة أشهر.

وحسب مراسل المجلة الأميركية، فإن السيسي يتحكم في وسائل الإعلام المصرية، عن طريق التفاوض الفردي. فلا وجود لوزارة إعلام أو جهاز رقابة رسمي في الواقع، مشيرًا إلى أن "موقع يوتيوب نشر تسجيلات متلفزة عن اجتماعات السيسي بالمحررين البارزين ومضيفي البرامج الحوارية. وفي أحد الاجتماعات، طلب السيسي من مجموعة من الصحافيين تمرير معلومات حساسة إلى السلطات بدلًا من نشرها: "إذا كانت لديكم أية معلومات عن هذا الموضوع، لماذا لا تهمسون بها لنا بدلًا من الكشف عنها؟".

في صالة روزبيري، ظهر أخيرًا المتحدث باسم السيسي واجتمع سرًا بالدخاخني وغيرها من الصحافيين المصريين مدة عشرين دقيقة. بعد ذلك، قالت الدخاخني إنها كانت الوحيدة التي سألت عن حادث تحطم الطائرة، "لكنّ المتحدث لم يكن يريد الإجابة، فردّ: نحن لا نريد التركيز على هذه المسألة، بل على هذه الزيارة. ما يمكنني قوله هو أننا في مصر، لا نريد اتخاذ أي قرار حتى انتهاء التحقيق".

يستمر هيسلر في روايته: سألتها إذا كانت ستكتب عن الاحتجاجات حول الفندق، فضحكت وخبّأت وجهها بيديها، وكأنّها عاجزة عن الرد. فالمحررون في الصحيفة قرروا أن تغطية التظاهرات أمر خطر. وفي وقت لاحق، غيّروا رأيهم: نشرت الصحيفة مقالًا ثانويًا من دون وضع اسم الصحافي الحقيقي، وشددت القصة على وجود متظاهرين مؤيدين للسيسي في لندن، مدّعية أن جميع المعارضين كانوا مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين. وأعلمتني الدخاخني أن هذه الحسابات شائعة: "في بعض الأحيان، إذا نشرنا شيئًا نتلقّى مكالمة من مكتب الرئيس لسحب القصة من التداول"!

إحراج الرئيس

خلال زيارة السيسي إلى بريطانيا، قررت حكومة ديفيد كاميرون حظر السفر إلى مصر، على خلفية اسقاط طائرة الركاب الروسية، وتبني تنظيم داعش المسؤولية عن الحادث، وقال هيسلر: "بعد يوم واحد من حظر الرحلات الجوية، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا يدّعي أن البريطانيين اتخذوا قرارهم "من جانب واحد، من دون التشاور مع مصر"، على الرغم من كل الاتصالات المباشرة رفيعة المستوى التي جرت".

&

السيسي ظل محتفظًا بهدوئه رغم حظر سفر البريطانيين لمصر

&

ونقل هيسلر رد الفعل المصري على القرار، وقال: "يوم غادر السيسي لندن، رأيت الجنرال (الراحل) سامح اليزل، وهو مسؤول سابق بجهاز الاستخبارات العامة، ورئيس ائتلاف نواب يدعمون السيسي في البرلمان، مرة أخرى، وقال إن أعضاء الوفد غضبوا من قرار بريطانيا إيقاف الرحلات الجوية. أضاف: "كان من المفترض الانتظار حتى الانتهاء من الزيارة". بدا رده غير عقلاني باعتباره ضابط مخابرات سابقًا، كان يجب أن يعرف أن أي حكومة غربيّة ستعطي رد فعل فورياً على أي معلومات تفيد بأنّ مواطنيها يمكن أن يكونوا عرضة لخطر الإرهاب.

ويرى هيسلر أن الوفد المصري يتبنى نظرية المؤامرة، وقال: "عندما تحدثت مع أحد الصحافيين المصريين الحكوميين الذين غطّوا الزيارة، قال لي إن البريطانيين والأميركيين تآمروا لإلحاق العار بمصر وتدمير الاقتصاد السياحي: "هذه إهانة، فلماذا تريدون إحراج الرئيس؟".

وأضاف: "أحيانًا، يقود كبرياء المصريين سياستهم، والمسؤولون معروفون بأنّهم سريعو الغضب. فقد صرّح مسؤول أميركي قائلًا: "بالتأكيد، صاح في وجهي عدد من المصريين في الحكومة وواجهوني بطريقة عدوانية، لكنني لم أرَ السيسي يومًا يفقد أعصابه".

ورغم كل العواصف، يظل السيسي محتفظًا بهدوئه، وقال هيسلر: "في لندن، عندما ظهر السيسي مع كاميرون أمام الصحافة، كان لطيفًا تجاه مضيفه. وقال لي كاسون إنه في خلال الاجتماعات المغلقة، لم يُظهر السيسي أي علامة غضب أو استياء، "بل كان محنّكًا، وصريحًا جدًا".

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف نقلًا عن موقع "نيويوركر".