عادت الأصوات لتعلو مطالبة بإعادة العمل بمطار القليعات، بعد أزمة طيور النورس الأخيرة التي تهدّد سلامة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

إيلاف من بيروت: بعد اندلاع أزمة طيور النورس التي تهدّد سلامة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي أخيرًا، والخطوة غير الشعبية التي تمثلت باستدعاء بعض الصيادين لقتل الطيور، علت الأصوات المطالبة باعادة العمل بمطار القليعات.

وفي هذا الاطار، رأت "هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس"، في بيان، أنه "أمام مهزلة النورس في مطار بيروت، تتجدّد المطالبة بتشغيل مطار القليعات، وهو أصلاً حاجة وطنية حيث بلغ مطار بيروت سعته القصوى، وحاجة مناطقية حيث انه حجر أساس في تنمية الشمال".

وأضافت أن "تشغيل مطار القليعات يقتضي تشكيل الهيئة العامة للطيران المدني، لأن هناك الكثير من الإجراءات التنفيذية الضرورية لتشغيله، ولا يمكن العودة إلى مجلس الوزراء عند كل إجراء، كما يجب إزالة الخلفيات السياسية والمناطقية التي تعترض قرار تشغيله".

وأعلنت تبنيها موقف غرفة التجارة والصناعة في طرابلس الداعي إلى تشغيل مطار القليعات، متمنية على هيئات المجتمع المدني ونواب ووزراء الشمال، دعم هذا المطلب، وأعربت عن ثقتها بأن "وزير عكار في الحكومة معين مرعبي، سيستمر في سعيه الدؤوب لتحقيق هذا المطلب".

إيجابيات

فما هي اليوم ايجابيات فتح مطار القليعات، ولماذا التجاذب السياسي عليه؟&

يرى الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن فتح المطار ضروري بغض النظر عن الأوضاع السياسيّة والامنيّة، فوجود مطار آخر في لبنان ضروري، ومع وجود 3 مطارات أفضل أيضًا وهكذا تتوزع شركات الطيران عليها، وهذا يؤدي إلى تنمية قوية للمناطق، فمع وجود تلك المطارات نجد مواقف السيارات وكذلك تنتعش الحركة السياحيّة، ونخفف الضغط عن بيروت ومطارها، فمع وجود البنايات من حوله لم يعد بالمطار المثالي، وكذلك تهديد طيور النورس لسلامة الملاحة الجوية.

عن منافع فتح مطار القليعات أو المساوىء التي تترتب على فتحه، يقول حبيقة: "المنافع واضحة إنمائية تنموية وشغل للعمال، وتنمية المناطق، والمشكلة التي تطرح هل نحن نملك القدرة الكافية لتشغيل مطارين في لبنان، الهدف ليس التخفيف من القادمين إلى مطار بيروت، بل الهدف أن يبقى العمل كما هو في مطار بيروت، ويزيد في مكان آخر، ولا يصبح مطار القليعات وكأنه البديل عن مطار بيروت، نريد أن يبقى مطار بيروت بعمله الطبيعي وكذلك مطار القليعات".

ويبقى الهدف بحسب حبيقة: "زيادة في العمل وليس توزيعه بين المطارات، وهنا يمكن استعمال مطار القليعات لطائرات ال"تشارترز" ولشركات طيران جديدة".

أعباء

وبرأي حبيقة يستطيع لبنان تحمّل أعباء فتح مطار جديد، لأنه يمكن العمل عليه على طريقة الـ bot، وهناك تقنيات عدّة أيضًا لا تكلّف الدولة، ومن يبني المطار يشغله لمدة معينة، كما حصل تمامًا مع إنشاء الخليوي في لبنان.

وفتح المطار يفيد لبنان سياحيًا بقدر كبير، من خلال إضافة العمل ويبقى مطار بيروت مطارًا مهمًا ونزيد العمل بالمطارات الأخرى.

وعملية انعاش المناطق المجاورة من خلال فتح مطار القليعات تتم من خلال تشغيل المئات من الناس من المناطق المجاورة، وحتى من خبراء الطيران، وحتى فنادق المناطق تنتعش، ومن خلال أيضًا انتعاش الحركة في المحال التجارية القريبة من المطار، فعندما نفتح مطار نخلق مدينة من حواليه.

ويضيف حبيقة لكن يجب أن يكون فتح مطار القليعات ليس على حساب استمرارية مطار بيروت، وذلك بطريقتين من خلال جعله مطارًا للتشارترز، وثانيًا نستقبل شركات طيران غير موجودة في مطار بيروت.

نبذة عن مطار القليعات

ليست المرة الأولى التي تُبعث فيها فكرة إعادة تشغيل مطار القليعات، طرحت مرارًا مسألة استثمار المدرج الموجود في منطقة القليعات الشمالية، مقدمة لإنشاء فرع ثانٍ لمطار بيروت.

تقع قاعدة القليعات العسكرية التي يشغلها الجيش راهنًا، في بلدة القليعات الساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس.

لجأت الدولة إلى مطار القليعات في أواخر الثمانينات كمطار مدني بعدما تعذر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان، فتم تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية، وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في المرحلة الأولى من نوع "بوينغ 720 " تابعة لطيران الشرق الأوسط ناقلة 16 راكبًا من الشمال إلى العاصمة اللبنانية، ثم سيرت شركة "الميدل إيست" ثلاث رحلات أسبوعيًا، وزادتها في ما بعد بمعدل رحلتين يوميًا وحددت سعر التذكرة آنذاك ذهابًا وإيابًا بـ 28 ألف ليرة للدرجة الأولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحية، وقدر حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يوميًا.

وازدادت أهمية هذا المطار عندما أصبح مسرحًا لانتخاب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية في 5 نوفمبر 1989 حيث شهد المطار هبوط طائرة "بوينغ 707 "، مما عزز جدارة هذا المطار في استقبال طائرات ضخمة. وبعد استشهاد الرئيس معوض غداة عيد الاستقلال في 22 نوفمبر 1989 قرّر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر العام 1991.