أسامة مهدي : حسمت الحكومة العراقية اليوم جدلا سياسيا واسعا بين اجراء انتخابات مجالس المحافظات للحكومات المحلية في موعد منفصل وبين دمجها مع الانتخابات البرلمانية العامة في ابريل عام 2018 فقررت اجراءها في 16 سبتمبر المقبل.. فيما دعا العبادي الى تحقيق في تحويل عملية تحرير العراق الى احتلاله.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب ترؤسه اجتماع الحكومة الاسبوعي وتابعته "أيلاف" ان مجلس الوزراء قرر في هذه الجلسة اجراء انتخابات مجالس المحافظات للحكومات المحلية &يوم السبت 16 سبتمبر ايلول من العام الحالي 2017 . وأكد ضرورة العمل على اجراء انتخابات نزيهة ودقيقة تحقق طموحات العراقيين في الإصلاح.

ودعا الى تحقيق دولي في تحول عملية تحرير العراق عام 2003 الى عملية للاحتلال وعن اطلاق القوات الاميركية لارهابيين معتقلين .. وقال ان العلاقات العراقية الاميركية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب يجب ان تبنى على اساس احترام سيادة العراق واستقلال قراره وتطوير التعاون الاستخباري لمواجهة الارهاب.

واشار الى ان معركة الموصل لتحريرها من قبضة تنظيم داعش تجري بنجاح كبير مؤكدا تراجع امكانات التنظيم وقوته لكنه اشار الى ان عملية القضاء عليه ستستغرق وقتا لانه يمثل فكرا ارهابيا منحرفا.

وطالب التحالف الاسلامي بالمشاركة في عمليات إعادة النازحين وإعمار مدن العراق المتضررة بالارهاب . وكشف عن صعوبات في تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية على مدار اليوم منوها الى ان مليارات الدولارات انفقت سابقا على تحقيق هذا الهدف لكن معظم الاموال ذهبت الى جيوب الفاسدين.&
وأكد العبادي مضي حكومته في نهجها الاصلاحي داعيا الى اصلاح العملية السياسية واجراء تغييرات توصل سياسيين قادرين على خدمة المواطنين الى السلطة . واوضح ان السلطات انجزت مؤخرا توسيع شبكة المستفيدين من برنامج الحماية الاجتماعية بإضافة مليون و200 الف مستفيد اليها. &

جدل سياسي ومالي حول اجراء الانتخابات

وكانت رئاسة البرلمان العراقي قد بحثت في نوفمبر الماضي مع رؤساء الكتل البرلمانية ومفوضي مفوضية الانتخابات العليا اليوم تأجيل الانتخابات المحلية المقررة في ابريل المقبل.

وخلال الاجتماع الذي شارك فيه رؤساء كتل البرلمان السياسية ورؤساء اللجان تم بحث امكانية تأجيل الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات المقررة في ابريل المقبل بسبب عدم توفر الامكانات المالية لدى المفوضية لاجرائها اضافة الى الاوضاع الامنية بسبب الحرب المستمرة ضد تنظيم داعش ونزوح حوالي اربعة ملايين عراقي من مناطق سكناهم وصعوبة مشاركتهم في الانتخابات.

ويأتي قرار الحكومة اليوم في تحديد موعد الانتخابات المحلية في وقت ينتظر ان يقر مجلس النواب قانون انتخابات مجالس المحافظات فيما تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة توفير الامكانات المالية والفنية لاكمال تسجيل الناخبين واجراء هذه الانتخابات بعد توقف مستمر منذ عام 2013.
وسبق للمفوضية العليا للإنتخابات ان اعلنت مؤخرا انها في وضع حرج من قلة الميزانية المالية لاجراء هذه الانتخابات بسبب عدم تزويدها بالميزانية المخصصة لاجراء الانتخابات في موعدها الدستوري المقرر . &

&وتجرى حاليا نقاشات من اجل تقليص عدد اعضاء مجالس المحافظات قانونيا حيث يعتبر هذا الاجراء نتيجة للازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها العراق ولتقليل نفقات الحكومة العراقية. وبحسب التعديل المقترح فانه سيتم تقليص عدد اعضاء جميع مجالس المحافظات الى 15 عضوا حيث يضم البعض منها حاليا اكثر من 30 عضوا.
&
الرئاسة العراقية تبحث متطلبات مرحلة ما بعد داعش

ومن جهته بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم الثلاثاء مع نائبيه اياد علاوي ونوري المالكي متطلبات مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش.

وعبر المجتمعون عن الاعتزاز بالانتصارات التي تواصل تحقيقها القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها في قواطع العمليات ضد الارهابيين وما أسفرت عنه من تحرير العديد من المدن والقرى كما جرى تثمين الدور المهني والانساني الذي اضطلع به المقاتلون في جميع المناطق التي حرروها وبما جعل منهم موضع تثمين واكبار عموم العراقيين كما قال بيان رئاسي حصلت على نصه "إيلاف".&

كما ناقش الاجتماع بشكل مستفيض "مجمل التطورات السياسية والأمنية في البلاد وفي هذا المجال تم التركيز على أهمية تنسيق وتوحيد جهود مختلف القوى السياسية لصالح الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية لمرحلة ما بعد الانتصار على داعش وبما يعزز وحدة العراق ويوطد الأمن والاستقرار والشروع بالبناء والتقدم، ومشيرين في هذا المجال إلى أهمية توفير ظروف العمل التي تساهم في تعزيز التنسيق والتعاون بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء".

وتدارس الاجتماع أيضا التطورات في المنطقة والتعبير عن حرص العراق على اقامة أفضل العلاقات مع الجميع بما يضمن المصالح المشتركة ويصون مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ويدعم جهود مكافحة الارهاب ومنع أسبابه مع ضرورة أخذ الجميع بالاعتبار أهمية المنطقة في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين خصوصا في هذه الظروف التي يشهد معها مطلع هذا العام الكثير من التغيرات والتطورات الدولية والتي تضع جميعها المنطقة في دائرة الاهتمام كما قال البيان الرئاسي.

وفي وقت سابق اليوم شرعت القوات العراقية بتحرير مجمع القصور الرئاسية في المدينة بعد السيطرة على احياء ومواقع جديدة فيما توقع قائد العمليات انجاز تحرير الساحل الايسر والاستعداد لعبور نهر دجلة الى الساحل الايمن خلال 48 ساعة .

وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" التي انطلقت في 17 اكتوبر الماضي الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله في تصريحات تابعتها "إيلاف" ان القوات العراقية تقاتل اليوم لتحرير آخر حيين او ثلاثة من الساحل الايسر لمدينة الموصل متوقعا تحرير هذا الساحل بالكامل خلال 48 ساعة الامر الذي سيقود القوات الى مرحلة جديدة متقدمة من العمليات بعبور نهر دجلة الى الساحل الايمن للمدينة لانجاز تحريره في عملية يعتقد عسكريون انها ستسغرق ثلاثة أشهر اخرى.