«إيلاف» من الرباط: توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، شيخ ومؤسس الزاوية البودشيشية القادرية، حمزة القادري البودشيشي، عن سن ناهز 95 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي ألزمه الفراش طيلة السنوات الأخيرة من حياته.

ويمثل الشيخ حمزة بن العباس بن المختار القادري البودشيشي، الذي رأى النور بقرية "مداغ" بإقليم بركان (شرق المغرب)، أحد رموز التصوف بالمغرب والعالم الإسلامي، إذ نجح في تأسيس طريقة صوفية بلغت شهرتها جميع أنحاء العالم، وجعل قريته الصغيرة نقطة يشد لها الرحال كل سنة في ملتقى سنوي يحضره الآلاف من المريدين من داخل المغرب وخارجه.

ويحظى الشيخ حمزة، بمكانة خاصة لدى مريديه ومحبيه، الذين ينادونه بـ"سيدي حمزة"، وينظرون له بصفته "منار الحقيقة، وسليل أهل الصلاح والولاية، وسبط رجالات الجهاد والهداية"، وهو تعريف تزكيه وتتبناه الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، وأتباعه ومريدوه في تزايد مستمر، من ضمنهم شخصيات رفيعة في مختلف المجالات، ومثقفون وشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية.

ورغم هذه المكانة الخاصة التي يحظى بها الشيخ لدى مريديه، بالإضافة إلى الموقع الذي تحتله الزاوية "البودشيشية" في خريطة التصوف بالمغرب وكذا التقدير والدعم الذي تستفيد منه من طرف الدولة، لم تسلم من حملات النقد التي طالته من طرف التيار السلفي ورموزه، الذين يعتبرون الرجل وطريقته تدخل في إطار "البدع والخرافات التي تتنافى مع الدين والسيرة النبوية"، لكن هذا النقد لم يؤثر على الرجل ومسيرته، التي ظلت الملتقيات السنوية التي تشهدها قرية "مداغ" النائية كل سنة، شاهدة على تألقه وبلوغه العالمية في مجال التصوف.