«إيلاف» من الرباط: أنهت مراكب الصيد الساحلي بالمغرب، والتي يناهز عددها 1800 مركب، إضرابا استمر لأزيد من أسبوعين. ويرتقب أن تعود المراكب ابتداءا من الإثنين المقبل (23 يناير) إلى استئنافنشاطها في مصائد السردين والاسقمري وغيرها من الأسماك السطحية (بيلاجيك) في السواحل المغربية. وتوقف الإضراب الذي بدأ يوم 7 يناير الحالي عقب التوصل إلى اتفاقية بين نقابة مراكب الصيدالساحلي بالمغرب واتحاد صناعات تحويل وتثمين منتجات البحر يقضي بالزيادة في سعر شراء المحصول من طرف الصناعيين على ثلاث مراحل بعد مفاوضات عسيرة على مدى الأسبوعين الماضيين.ويضم قطاع تحويل وتثمين منتجات البحر نحو 380 شركة. كما توصلت النقابة عقب اجتماع مع مسؤولين حكوميين في الرباط إلى وضع خطة لتكوين البحارة.

ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بزيادة ثمن السردين من طرف الصناعيين على مرحلتين، الأولى ب 15 سنتيما للكيلوغرام ابتداءا من الأسبوع المقبل ، والثانية في منتصف العام الحالي. وكانت نقابةمراكب الصيد تطالب بزيادة 60 سنتيما.

وصادف الإضراب الذي دعت إليه نقابة مراكب الصيد الساحلي، ومقرها مدينة أغادير ( جنوب الدار البيضاء) ، يوم 7 يناير الحالي ردود فعل شديدة، سواء من طرف البحارة العاملين بالقطاع أو منطرف الصناعيين. وأشارت النقابة في بيان إعلان الإضراب الى أن سبب القرار هو ندرة العمالة (البحارة) وضعف ثمن بيع محاصيلها للصناعيين مطالبة بزيادة السعر المتفق عليه. وفي رده على مطالبالمراكب أشار إتحاد صناعات تحويل وتثمين منتجات البحر إلى أن الظروف الإقتصادية العالمية والوطنية غير ملائمة للمطالبة بالزيادة في أسعار التموين بالمواد الأولية، خاصة مع الانكماش الذي يعرفهالطلب الأوروبي وانخفاض أسعار المنتجات المصنعة، إضافة إلى وقع انخفاض العملة الأوروبية اليورو. ويستورد الإتحاد الأوروبي 70 في المائة من إنتاج الصناعات المغربية لتحويل السمك السطحي.

نفور البحارة وبحثهم عن مهن أخرى أكثر دخلاوأحسن حالا

البحث عن مهنة أخرى

في غضون ذلك ، أعلنت نقابات البحارة أن ندرة العمالة ناتج عن ظروف التشغيل على متن مراكب الصيد الساحلي وهزالة الدخل، الشيء الذي أدى إلى نفور البحارة وبحثهم عن مهن أخرى أكثر دخلاوأحسن حالا.

ورغم استمرار الإضراب لمدة أسبوعين فانه لم يلق أي صدى لدى الرأي العام المغربي، لأن المستهلك المغربي لم يشعر قط بأثر هذا الإضراب. فتزويد السوق الداخلية بسمك السردين، الذي يعتبر السمكالشعبي بالمغرب، استمر بشكل عادي ومن دون أن تحدث زيادة في الاسعار، وذلك بفضل نشاط قوارب الصيد التقليدي الصغيرة التي يناهز عددها 14 ألف قارب، والتي استغلت الإضراب لتضاعفنشاطها في تزويد السوق المحلية.

ويعتبر السردين ثروة وطنية خاصة بالمغرب، إذ يتوفر المغرب على نوع خاص من هذا السمك، والذي يسعى إلى تسجيله كعلامة مميزة خاصة بالمغرب.

ويعد لمغرب أول منتج ومصدر للسردين في العالم. ويتم اصطياد السردين ساعات قبل الفجر، عندما تتجمع قطعان السردين في مستويات قريبة من سطح البحر، قبل أن تعود للغطس مع حلول الفجر.وتستعمل في صيد السردين مراكب الجر، التي تجر شباك كبيرة لجمع المحاصيل عندما يكون السردين مجتمعا في قطعان كبيرة قرب سطح الماء. وتستمر رحلة صيد السردين ليلة واحدة، حيث يتم تفريغحمولة البواخر كل صباح في موانيء الصيد بالمغرب لتحملها الشاحنات إلى مصانع التحويل. وتوجه نسبة 20 في المائة من المحصول للاستهلاك الداخلي، فيما تستوعب المصانع نسبة 80 في المائة منالمحصول.