في ما يمكن أن يكون خيالًا علميًا، يقول تقرير لمشروع "جينوغرافيك" إن العرب ليسوا بعرب أقحاح، بل تدخل في تركيبتهم الوراثية جينات من شعوب مختلفة، من مناطق جغرافية مختلفة.

إيلاف من دبي: هذا ليس خيالًا علميًا، بل علم يدنو من الخيال. فمشروع "جينوغرافيك" الذي أطلقته "ناشونال جيوغرافيك" في عام 2005، وقاده آنذاك العالم الجيني الدكتور سبنسر ويلز، مشروع علمي يقوم على تحديد جذور سكان هذه الأرض وأعراقهم وأصولهم، وسبيلهم إلى استيطان هذه الأرض، من خلال تحليل الحمض النووي للشعوب قاطبة، ثم تصنيف مجموعات مرجعيّة من السكان، لوصف مواطن كل دولة بحسب تركيبته الجينيّة، إستنادًا إلى عيّنات حمض نووي أُخضعها القائمون على البرنامج لتحليلاتٍ جينية بأحدث التقنيات المتطوّرة. اليوم، يشرف على المشروع الدكتور ميغيل فيلار، ويضم فريقًا من علماء الوراثة والأنثروبولوجيا، ومن خبراء المعلوماتية.

مصريون: 17 في المئة عرب

في تقرير أخير صادر عن المشروع، ظهرت 4 جنسيات عربيّة جزءًا من اللائحة المرجعيّة التي قدمها المشروع، وفي موازاتها إكتشافات مفاجئة تطاول تركيباتها الجينيّة.

في المقام الأول، يقول المشروع إن المصريين عرب بنسبة 17 في المئة فقط. فتركيبة المصريين الأصليين الجينية تتألف من أصول يهودية بنسبة 4 في المئة، ومن أصول شمال أفريقية بنسبة 68 في المئة، ومن جذور عربية بنسبة 17 في المئة، ومن جذور أفريقية شرقية وآسيوية وأوروبية جنوبية بنسبة 3 في المئة.

يربط المشروع المصريين بأفريقيا من خلال دراسته هجرة المجموعات السكانيّة القديمة أوّل مرّة من القارة، من خلال طرقِ شمال شرقيّة، وذلك في عبورهم إلى جنوب غرب آسيا.

وأدى إنتشار الزراعة إلى مزيد من مظاهر الهجرة من القشرة الخصبة، عودةً إلى أفريقيا، كما فعل الإنتشار الإسلامي من شبه الجزيرة العربيّة في القرن السابع.

الكويتيون: 84 في المئة عرب

يفصل مشروع "جينوغرافيك" تركيبة الكويتيين الجينيّة كما الآتي: 84 في المئة عربيّة؛ 7 في المئة من آسيا الصغرى؛ 4 في المئة من شمال أفريقيا؛ 3 في المئة من شرق أفريقيا.

وفي تعليل لهذه التركيبة، يقول المشروع إن المهاجرين القدامى انتقلوا من أفريقيا إلى أوراسيا عبر الشرق الأوسط. وأحب بعضهم هذه المنطقة فقرّروا الاستقرار فيها، وطوروا أنماطًا وراثية تناقلتها الأجيال.

أما الجذور الشمال - أفريقية والشرق – أفريقية للكويتيين فربما تكون ناتجة من تجارة الرق العرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

اللبنانيّون: 44 في المئة عرب

في دراسة مستفيضة للعرق "اللبناني"، تبين للقائمين على مشروع "جينوغرافيك" أن التركيبة الجينيّة للبنانيّين الأصليّين هي الأشد تنوّعًا بين الجنسيّات العربية الأربع التي تناولها التقرير، وهي كما يأتي: 44 في المئة من أصول عربية؛ 14 في المئة من الشتات اليهودي؛ 11 في المئة من شمال أفريقيا؛ 10 في المئة من آسيا الصغرى؛ 5 في المئة من جنوب أوروبا؛ 2 في المئة من شرق أفريقيا.

يقول تقرير الدراسة إن المهاجرين القدامى عبروا الشرق الأوسط في ترحالهم من أفريقيا إلى أوراسيا، فاستقر بعضهم في لبنان، وطوروا أساليب حياة وأنماط معيشة وسلالات جينية توارثتها أجيال اللبنانيين القدامى.

التونسيون: 4 في المئة عرب

التونسيون هم أصحاب الجنسية الرابعة التي تناولها المشروع. وبدا للعلماء أن المواطنين الأصليّين في تونس يتمتعون بتركيبة جينيّة مثيرة للإهتمام: 88 في المئة من شمال أفريقيا؛ 5 في المئة من غرب أوروبا؛ 4 في المئة من العرب؛ و2 في المئة من أفريقيا الغربيّة والوسطى.

وفي تعليل تاريخي لهذه التركيبة، ساهم موقع تونس على شواطئ البحر المتوسط في تنوّع في التركيبة الجينية التونسية، وجاء المكوّن العربي بفضل وصول الزراعة من الشرق الأوسط، إنتشار الإسلام في القرن السابع.

عجم عرب

في المقابل، ثمة من غير العرب الذين يحملون جينات عربيّة في تركيبتهم الوراثية. فالجورجيون عرب بنسبة 5 في المئة، والإيرانيون بنسبة 56 في المئة، وشعب لوهيا في كينيا بنسبة 2 في المئة، وشعب مدغشقر بنسبة 2 في المئة، وشعب شمال القوقاز (بما فيهم شعبا داغستان وأبخازيا) بنسبة 9 في المئة، والطاجيكيون &بنسبة 6 في المئة، وشعب سردينيا بنسبة 3 في المئة، وسكان الهند الجنوبية بنسبة 2 في المئة، وسكان الهند الغربيّة بنسبة 6 في المئة، والأندونيسيون بنسبة 6 في المئة، والأثيوبيون بنسبة 11 في المئة، واليهود الأشكناز المتحدّرون من أوروبا الشرقيّة بنسبة 10 في المئة.