إيلاف من بغداد: اعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) اليوم ان ما مجموعه 203 مدنيين عراقيين قد قتلوا واصيب 389 آخرون جرّاء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي شهدها العراق خلال الشهر الماضي، وحذرت من ان تنظيم داعش مازال يشكل قوة فعالة داعيًا العراقيين الى تنحية خلافاتهم جانباً مهما كانت كبيرةً ومتجذرةً، ومواصلة العمل معاً في الحرب ضد التنظيم.

وقالت البعثة في تقرير لها اليوم الاحد عن حصيلة اعداد ضحايا الارهاب والعنف في العراق خلال شهر سبتمبر الماضي في تقرير تسلمت "إيلاف" نصه الاحد ان عدد القتلى المدنيين في شهر الماضي بلغ 196 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 381 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة) وكان من بين القتلى 10 مواطنين أجانب.

ووفقا للأرقام الواردة الى البعثة كانت محافظة بغداد العاصمة الأكثر تضرراً، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 194 شخصًا (37 قتيلاً و157 جريحاً) تلتها محافظة ذي قار الجنوبية حيث سقط 82 قتيلاً و93 جريحاً، ثم محافظة الأنبار الغربية حيث لقي 20 شخصاً مصرعهم وأصيب 46 آخرون. وقد حصلت البعثة على أعداد الضحايا المدنيين في الأنبار من دائرة صحة المحافظة وتم تحديثها حتى 29 من الشهر نفسه. 

داعش مازال قوة فعالة

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش إن استمرار معاناة المدنيين هو تذكير صارخٌ بقدرة تنظيم داعش الإرهابي على المهاجمة على الرغم من هزائمه في جبهة القتال.

وأضاف كوبيش قائلا "في هجومٍ واحدٍ وقع يوم 14 سبتمبر، تمكن إرهابيو داعش من قتل أو إصابة ما يقرب من 200 مدني، ومن بينهم حُجّاج أجانب، وذلك في الناصرية في محافظة ذي قار جنوب العراق مشيرًا الى ان هذا يبرهن على أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكّل قوة فعالة ما لم يتم التصدي له بحزمٍ في جميع أنحاء البلاد كمسألةٍ ذات أولويةٍ ودون أي تشتيتٍ للجهود يحوّل الانتباه إلى مكان آخر".

وتابع بالقول "إن هجماتٍ من هذا القبيل هي بمثابة دعوةٍ لجميع العراقيين إلى تنحية خلافاتهم جانباً، مهما كانت كبيرةً ومتجذرةً، ومواصلة العمل معاً في الحرب ضد داعش الارهابي، حيث إن التنظيم الذي يوشك أن يُقضى عليه في أراضي العراق من خلال تضافر جهود جميع تشكيلات قوات الأمن العراقية والبشمركة والمتطوعين المحليين والعشائريين، يسعى إلى استغلال كلّ الفرص والاستفادة منها وكلّ تنازعٍ وخلافٍ ليطيل بقاءه على قيد الحياة هنا وفي المنطقة لتحقيق أهدافه الإرهابية العالمية". 

وشدد الممثل الاممي على ان "محاربة تنظيم داعش لا تزالُ وهزيمته تشكّل أولويةً، وتتطلب أن يبقى جميعُ العراقيين متحدين خلف قواتهم الأمنية، مع التركيز على القضاء على هذا العدو الذي لا يفرّق بين منطقةٍ وأخرى أو طائفةٍ وغيرها، ويتربص بالبلاد سعياً إلى تقويضها".

واشارت البعثة الى انها واجهت عراقيل في التحقق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق الصراع. وتم الحصول على أرقام الضحايا في محافظة الأنبار من مديرية صحة الأنبار، حيث تمت الاشارة اليها. واوضحت ان أعداد الضحايا التي وفرتها مديرية صحة الأنبار قد لاتعكس بشكل كامل الأعداد الحقيقية للضحايا في تلك المناطق، بسبب تزايد هشاشة الأوضاع الأمنية على أرض الواقع وانقطاع الخدمات. 

واضافت البعثة الاممية ان هناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكل جزئي فقط من حوادث معينة حيث انها تلقت أيضاً، من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعد أن فرّوا من ديارهم، فلقوا حتفهم بسبب تعرضهم لظروف شتى كانعدام الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية. ولهذه الأسباب المذكورة، ينبغي اعتبار الأرقام الواردة هنا بمثابة الحد الأدنى المطلق.