لندن: أكدت مرشحة الرئاسة الفرنسية منى برنس أنها تريد أن تكسر صورة الرئيس، وأشارت في حديث الى صحيفة الغارديان أنها ستركز في برنامجها الإنتخابي على استخدام التعليم والفنون لحل مشاكل مصر.

كانت المرشحة الرئاسية المصرية جالسة في مطعم يقدم المشروبات الروحية وسط القاهرة حين اعلنت وهي تسحب نفساً طويلا من سيجارتها "أُريد ان أكسر صورة الرئيس بوصفه شخصاً أشبه بالإله يعرف كل شيء".

وأعلنت منى برنس استاذة الأدب الانكليزي في جامعة السويس ضاحكة وهي ترتدي قبعة بيسبول اميركية مهترئة وترشف البيرة "أنا كائن بشري والرئيس كائن بشري".

وأكدت برنس في مقابلة مع صحيفة الغارديان "نحن ليس محكوماً علينا بالهلاك" مشيرة الى برنامجها الانتخابي يركز على استخدام التعليم والفنون لحل مشاكل مصر وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية المستمرة وخطر الجماعات الجهادية. ولكن ترشيحها لاقى استنكاراً لأسباب منها الطريقة غير التقليدية التي اختارتها لاعلان نيتها في الترشح بفيلم فيديو على فايسبوك ظهرت فيه تحتسي البيرة على سطح منزلها وهي تناقش شؤون سياسية راهنة.

قالت منى برنس "لن يجرؤ مرشح رئاسي على نشر صورة وبيده كأس نبيذ أو أي شيء من هذا القبيل رغم انهم يتعاطون الكحول". وأوضحت ان ذلك "ليس ترويجاً للكحول في المجتمع بل أن أكون صادقة فحسب! أنا لا أنشر صوري وأنا أُصلي ليعرف الناس اني متدينة. فهذا ليس هو ما يؤهلني للرئاسة. أنا هنا لأداء مهمة وليس للتحدث باسم الله".

برنس معروفة بكونها شخصية مثيرة للجدل. واصدرت جامعة السويس قراراً بإيقافها عن العمل بعد تدريس طلابها قصيدة جون ملتون "الفردوس المفقود" فاتهمتها ادارة الجامعة بنشر "افكار هدامة" و"تمجيد الشيطان".

وفي وقت سابق من العام الحالي قررت ادارة الجامعة احالة برنس الى مجلس تأديب لمحاسبتها بعد ان ظهرت ترقص في شريط فيديو على فايسبوك. ويمكن ان تفقد برنس وظيفتها في الجامعة ، وإذا قررت الادارة توجيه تهم أخرى ضدها فانها قد تُمنع اصلا من الترشيح للرئاسة.

ويقول متعاطفون مع برنس ان غالبية الانتقادات التي تعرضت اليها في وسائل الاعلام المصرية استهدفت كونها امرأة ونددت بها "لكشف حياتها الشخصية" وبدعوى ان رقصها وصورها بالبكيني لا تليق باستاذة جامعة. ولكنها لا تبالي بهذه الانتقادات مؤكدة انها زادتها اصراراً على الترشيح للرئاسة.

الحاجة الى التغيير

وقالت برنس في حديثها لصحيفة الغارديان ان المصريين "يشعرون اننا بحاجة الى تغيير ، ولم لا؟ فنحن جربنا النمط التقليدي ـ رئيس ينظر ويتكلم بطريقة معينة. فلماذا لا نجرب امرأة؟" 

واضافت برنس انها تتلقى رسائل تأييد من انحاء مصر بما في ذلك من فتيات تشجعن بجرأتها في مجتمع محافظ. ولكن كسب اصوات الناخبين سيكون اكثر صعوبة.

هذه الرسالة القائلة ان الزعماء ليسوا معصومين من الخطأ تتردد بين مرشحين آخرين ايضاً. وقال انور السادات ابن أخ الرئيس المصري الراحل انور السادات "نحن نريد بالأساس توجيه رسالة تقول انه ليس هناك رئيس يبقى في منصبه الى الأبد وان هناك مرشحين آخرين ومنافسين آخرين".

وصرح السادات لصحيفة الغارديان انه وطاقمه يحضران لامكانية ترشيحه. ويذهب مراقبون الى ان السادات إذا قرر دخول السباق الرئاسي في عام 2018 بصورة رسمية سيكون منافساً قوياً لا سيما وانه نائب سابق معروف.

وأوضح السادات ان التنافس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي "ليس بالضرورة من اجل الفوز بل لاطلاق مناظرة". واضاف ان الشيء الوحيد الذي سيقنعه بعدم الترشح هو إذا شعر "ان المنافسة محسومة أو منحازة أو غير مستقلة". 

ولمح المرشح الرئاسي السابق احمد شفيق الذي خسر امام محمد مرسي في عام 2012 الى نيته في الترشح مرة اخرى عام 2018. وقال شفيق في مقابلات تلفزيونية انه سيعلن قراره "في غضون اسبوع أو 10 أيام". ولكن شفيق وهو رئيس وزراء سابق كان قائد سلاح الجو ايضاً ، ما زال يقيم في الامارات منذ خمس سنوات ولم يعد الى مصر من اجل التحضير للحملة الانتخابية. 

التحدي الرئيسي الذي يواجه اي مرشح هو التأهل الذي يشترط على المرشح ان يقدم مذكرة تحمل 30 الف توقيع على الأقل من 15 محافظة. وتقول برنس ان لديها 110300 متابع لصفحتها على فايسبوك وان هذا يجعل جمع العدد المطلوب من التواقيع هدفاً يمكن بلوغه. واضاف ان هذا بحد ذاته "انجاز إذا تمكنت من تحقيقه". 

تعتزم منى برنس اطلاق حملتها في وقت لاحق من العام الحالي وقالت "ان البعض يصفونني بالجنون ولكننا نحتاج الى قليل من الجنون في حياتنا. نحتاج الى هذا المس من الجنون في رئيس ، الى احد جرئ". 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/global-development/2017/oct/03/the-dancing-beer-drinking-woman-who-would-be-egypt-next-president-mona-prince