نصر المجالي: اعتبر سيرغي ناريشكين، مدير دائرة الاستخبارات الخارجية في روسيا، أن الأحداث المأساوية في عدد من العواصم والمدن الكبرى في أوروبا، أظهرت أنه ليس هناك مكان آمن ضد الهجمات الإرهابية. وقال إن تنامي الصراعات في العالم يعرقل فعالية المعركة ضد الإرهاب.

وأمام الاجتماع السادس عشر لرؤساء أجهزة الاستخبارات، والأجهزة الأمنية المنعقد حاليًا في مدينة كراسنودار بجنوب روسيا قال ناريشكين: "كما أظهرت الأحداث المأساوية الأخيرة في عدد من العواصم والمدن الكبرى في أوروبا، لا يمكن اعتبار أي منطقة أو بلد جزيرة للرفاه، وأنها محصنة ضد الهجمات الإرهابية. لقد أصبح التهديد الإرهابي جزءًا من الحياة، وخاصة في المدن الكبرى. هكذا يريد الإرهابيون أنفسهم إقناعنا ، فضلاً عن أولئك الذين يسعون إلى استخدام الإرهابيين لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية الخاصة".

عدم اليقين

ووفقًا لما نقلته وكالة (نوفوستي)، فإن مدير دائرة الاستخبارات الخارجية في روسيا، أكد أن التطور العالمي يجري في السنوات الأخيرة في بيئة سريعة التغيّر تتسم بزيادة عدم القدرة على التنبؤ وعدم اليقين. وأكد أن هذا راجع إلى أزمة الانتقال من عالم آحادي القطب إلى نظام متعدد العلاقات الدولية.

وأوضح ناريكشين أن "القطب الأحادي لا ينوي التخلي عن المركز المهيمن وإسقاط سلطته عن الدول الأخرى، فيما الأقطاب الجديدة الصاعدة لا ترى أي سبب لمواصلة اللعب وفقاً لقواعد نموذج القطب الواحد التي عفا عليها الزمن، وهي على استعداد للدفاع بقوة عن رؤيتها الخاصة للنموذج الأمثل للتنمية".

وأضاف انه نتيجة لذلك، يلاحظ عدم الاستقرار تقريبًا في جميع مناطق الكوكب، "ما زالت هناك صراعات عسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وان عدد الضحايا يتزايد، وخاصة بين السكان المدنيين".

وأشار ناريشكين إلى أن الاندفاع والعفوية يحلان محل عملية صنع القرار المتوازن والمسؤول في العلاقات الدولية، وهذا يزيد من مستوى الصراع ويؤدي إلى خلافات حتى بين الحلفاء.

وفي الأخير، قال المسؤول الاستخباري الروسي الكبير إن "الآليات الجماعية للتصدي للتحديات تتآكل بشكل متزايد، وهي متوقفة، فيما يسود من جانب واحد، النهج الذاتي والأنانية المحورية "، كما هو الحال في تصاعد التوتر حول كوريا الشمالية وإيران.