إيلاف من نيويورك: جرت العادة ان يقوم رئيس اركان موظفي البيت الأبيض المعين حديثا في منصبه، بالتواصل مع أسلافه الذين شغلوا هذا المنصب للوقوف عند ارائهم والاستفادة من خبراتهم.

لكن جون كيلي الرئيس الجديد لأركان البيت الأبيض شذ عن القاعدة وقرر السباحة عكس التيار. الجنرال المتقاعد لم يلتفت للتواصل مع من سبقه، وقرر قلب الصورة تماما كما فعل بالجناح الغربي بعد إطاحته بعدد من الرموز الذين كان يصعب على احد تخيلهم خارج مقر حكم الرئيس الأميركي.

تجاهل رسائل اسلافه

مع مرور الأيام الأولى لتعيين جون كيلي، قام رام ايمانويل الذي سبق له وان عمل كرئيس لاركان البيت الأبيض بالاتصال بمكتبه عارضا خدماته، وكذلك فعل بيل دالي الذي بعث برسالة معربا عن خلالها عن جهوزيته للمساعدة، غير ان الجنرال المتقاعد لم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليهما.

وقالت صحيفة بوليتيكو، "&ان ايمانويل عمد يوم توليه المنصب الى الاتصال بجوش بولتن الذي خدم في إدارة الرئيس &جورج بوش، وعندما تولى جون بوديستا منصب رئيس الأركان في عهد بيل كلينتون، تحدث كثيرا مع ثلاثة من اسلافه وكذلك مع كين دوبيرستين الذي عمل مع الرئيس رونالد ريغان".

وأضافت، "قام بيل دالي بالتواصل في بعض الاحيان مع جيم بيكر، رئيس الاركان في عهد الرئيس جورج بوش الاب للحصول على المشورة حتى رينس بريبوس فتح قنوات تواصل مع صمويل سكينر من اجل تلقي النصائح كما تناول العشاء مع مجموعة من رؤساء الأركان الديمقراطيين والجمهوريين السابقين".

ثاني رجل عسكري في هذا المنصب

ويعد كيلي ثاني رجل عسكري يتولى المنصب بعد الكسندر هيغ الذي عمل مع الريتشارد نيكسون، وبرر صمويل سكينر عدم تواصل رئيس الأركان الحالي مع اسلافه بالقول، " انا متأكد بان جون يعرف ما يجب القيام به، وهو يعرف البيت الأبيض وكيف تجري الأمور بشكل عام على النقيض من رينس بريبوس".

ونقلت بوليتيكو عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده ان كيلي تواصل مع عدد من رؤساء الأركان ولكنه لم يفصح عن أسمائهم.

مهامه

وفي حين يمتلك كيلي خبرة عسكرية كبيرة، إلا ان منصبه الحالي يحتم عليه التواصل مع الجميع لتحريك جدول أعمال السياسة المحلية من خلال الكونغرس، ويعتمد عليه البيت الأبيض للتفاوض مع قيادتي الحزبين، بحسب جون بوديستا.

الجنرال الحديدي

ومنذ توليه منصبه، تمكن كيلي من فرض النظام في الجناح الغربي بعد اشهر من الفوضى، وبعدما كانت الصحف الأميركية تنشر كل يوم تقريبا تسريبات عما يدور في البيت الأبيض نجح كيلي بشكل كبير في الحد من المعلومات المسربة، وكذلك ساهمت سياسته في تقوية موقف بعض الشخصيات الأساسية في الإدارة كمستشار الامن القومي هيربرت ماكماستر بالتزامن مع انتهاء نفوذ الجناح القومي المحافظ الذي كان يشكل ستيفن بانون ابرز رموزه.

&