كشفت معلومات موثوقة أن الحرس الثوري الإيراني يقود في حربه بسوريا "مليشيات" عراقية وأفغانية ولبنانية وباكستانية قوامها 100 ألف مسلح يتم استخدامها للسيطرة على الشريط الحدودي السوري مع العراق والأردن ثم فتح طريق إلى البحر المتوسط عبر لبنان.

إيلاف من لندن: يكثّف نظام طهران مساعيه حاليا للوصول إلى السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط من خلال الاستيلاء على الطريق البرّي بين العراق وسوريا بأي طريقة ممكنة. ويبلغ عدد "الميليشيات" الموالية لقوات الحرس في سوريا أكثر من 100 ألف شخص وهذه "الميليشيات" الأفغانية والعراقية واللبنانية والباكستانية تشكّل القسم الأعظم من هذه القوات.

كما أن "الميليشيات" السورية تشكّل ثلثا منها، وتم تنظيمها من قبل قوات الحرس على غرار قوات البسيج في إيران وكل هذه القوات يتم تمويلها وتسليحها من قبل قوات الحرس وتعمل تحت قيادتها.

"الميليشيات" الافغانية

في 14 يناير كانون الثاني عام 2017 أعلن عميد الحرس «حسين يكتا» أحد قادة قوات الحرس والمسؤول عن مقر خاتم، أن عدد "الميليشيات" الأفغانية العاملة تحت قيادة قوات الحرس في سوريا والتي تم تنظيمها في فرقة تسمى «فاطميون» قوامها 18 ألف مقاتل. 

ويؤكد تقرير لـ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" اليوم حصلت "إيلاف" على نصه أن "الميليشيات" الأفغانية يتم ارسالها إلى سوريا أيام الثلاثاء بشكل ثابت. 

وفي البداية تقوم قوات الحرس بتسجيل أسماء الأفغان المقيمين في المحافظات المركزية الإيرانية في مركز لقوات الحرس يقع جنوبي طهران (مقابل محطة مترو لمقبرة خميني) ثم يتم ارسالهم إلى ثكنة «خير الحافظين» في منطقة «شهريار» (جنوب غرب طهران) ليتم ارسالهم لاحقا من مطار خميني في رحلات «شركة ماهان للطيران» و«شركة إيران اير» إلى دمشق. ويتم ارسال نحو ألفي شخص اسبوعيا من الأفغان من معسكر «خير الحافظين» إلى سوريا. 

وبعض هؤلاء الأفغان يتلقّون دورات عسكرية في معسكر تدريبي لقوات الحرس في ضواحي مدينة «قم» ثم يتم ارسالهم إلى سوريا لكن البعض الآخر يتلقون التدريبات في سوريا بعد ارسالهم إليها. 

وجميع العناصر التي ترسلها قوات الحرس إلى سوريا تتلقى من قيادة قوات الحرس في المبنى الزجاجي قرب مطار دمشق بطاقات الهوية لدخول سوريا. والمبنى المعروف بالزجاجي مكوّن من خمسة طوابق حيث مركز قيادة قوات الحرس في سوريا. 

ويتم نقل عناصر "الميليشيات" الأفغانية إلى معسكر «شيباني» (المسمى بمعسكر الامام الحسين) غربي دمشق ومن هناك يتم توزيعهم إلى مناطق مختلفة في سوريا. "الميليشيات" التي لم تتلق التدريبات في إيران، تتلقى دورة تدريبية في هذا المعسكر. 

وتبقى "الميليشيات" الأفغانية في سوريا لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين. وزادت وجبات ارسال هذه "الميليشيات" في الأشهر الماضية مع احتدام المعارك في سوريا حيث قتل عدد كبير من الأفغان بينهم مراهقين بأعمار 14 عاما، حسب التقرير.

"الميليشيات" العراقية

كما تستخدم قوات الحرس في سوريا على نطاق واسع "الميليشيات" العراقية منها قوات بدر وحركة النجباء وعصائب أهل الحق وكتائب الامام علي وكتائب سيد الشهداء وحركة الابدال وحركة أنصار الله الأوفياء وسرايا خراسان وكتائب صفين وغيرها.

ويقول التقرير أنه لهذا الغرض أسست قوات الحرس معسكر تدريب لعناصر حركة الابدال في منطقة «بل نو» خارج عبادان في طريق شلامجه. عناصر هذه الحركة يتم نقلها بداية من البصرة إلى هذا المعسكر وبعد تلقى دورة قصيرة لتلقي تدريبات عسكرية وعقائدية يتم ارسالهم إلى سوريا. كما لهذه الحركة مكتب في شارع «أمير آباد» وسط مدينة عبادان ومسؤوله شخص يدعى «ابو فاطمة» من العمارة. 

والقائد العام لحركة الابدال هو أبو أكرم الماجدي ونائبه «كمال الحسناوي» وقائد هذه القوات في سوريا هو مصطفى الزبيدي المعروف بأبو فدك. وتم مؤخرا ارسال قسم من عناصر حركة الابدال إلى منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية لمساعدة كتائب سيد الشهداء. 

كما تم تنظيم قسم آخر من عناصر هذه القوات في منطقة الرطبة الحدودية داخل العراق وقسم ثاني تم تنظيمه في لواء 39 للحشد الشعبي العراقي. 

وهناك مجموعة عراقية أخرى لها قوات في سوريا تدعى كتائب الإمام علي في وحدة قوامها لواء. وفي أغسطس 2017 دخلت عدد من عناصر هذه المجموعة دورة تدريبية لعدة أشهر في مركز سري لقوات الحرس في ضواحي طهران وآمرهم الحاج ابو علي. قسم من هذه القوات منتشر في منطقة ديرالزور وقائدهم محمد الباوي الملقب ب«أبوعبدپش. ويتم ارسال هذه القوات بشكل ثابت عن طريق مدينة عبادان جنوبي إيران إلى دمشق. 

قوات الحرس تقود الحرب البرّية في سوريا 

ومن جهتها تمسك قوات الحرس الثوري الإيراني زمام قيادة العمليات البرّية في سوريا. ومقر قيادة قوات الحرس يقع في المبنى الزجاجي قرب مطار دمشق. ووزعت قوات الحرس، سوريا على عدة قواطع عملياتية لكل قاطع مقر قيادة خاصة له، وكشف "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" عن تفاصيلها في يوليو تموز عام 2016 واعترف أحد قادة القواطع العملياتية باسم «جواد قرباني» في مقابلة مع صحيفة «جام جم» بتاريخ 21 يناير2017 بوجود ثلاث ثكنات في سوريا تشمل معسكرات مسماة بـ «رقية» في حلب (القاطع الشمالي) و «نبي» بين حلب ودمشق (القاطع الأوسط) و«زينب» باتجاه درعا (القاطع الجنوبي)، ويقول وهو كان أحد قادة محاور معسكر زينب «في هذا المعسكر نحن نقاتل في 29 نقطة بشكل متزامن أي لدينا 29 خط أمامي». 

قادة قواطع العمليات العسكرية 

ويتولى ثلاثة قادة في الحرس الثوري قيادة العمليات العسكرية في سوريا وهم:

- عميد الحرس جواد غفاري من قادة الحرب الإيرانية العراقية الذي كان يتولى منذ أربعة أعوام القيادة العسكرية في حلب والقاطع الشمالي من سوريا وقد تم تعيينه في أواخر عام 2016 كقائد ميداني لكل قوات الحرس في سوريا. وقد التقى قبل عام وبرفقة قاسم سليماني بالرئيس بشار الأسد والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. 

- عميد الحرس «رحيم نوعي أقدم» المعروف بابو حسين قائد القاطع الجنوبي الذي يستقر في معسكر زينب على بعد 50 كيلومترا جنوب دمشق باتجاه درعا وكان من القادة السابقين لقوات الحرس في محافظة أردبيل. 

- ثم قائد القاطع الأوسط هو أحد قادة قوات الحرس باسم «ابو باقر» الذي يُعدّ نائب الحرسي جواد غفاري أيضا وهو يقيم في المبنى الزجاجي منذ عام ولكن موقع قيادته التكتيكية في القاطع الشرقي لسوريا يتغير حسب موقع العمليات. 

محاولات الحرس للاستيلاء على الطريق البري بين العراق وسوريا 

وخلال الأشهر الأخيرة، ركّزت قوات الحرس قواتها للاستيلاء على الطريق البرّي بين العراق وسوريا والسعي للسيطرة على نحو 400 كيلومتر من الشريط الحدودي مع العراق والأردن. 

وفي معبر الوليد القسم الجنوبي للحدود العراقية السورية (بالقرب من الحدود الأردنية) تنتشر في الحدود العراقية قوات من عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وفوج من قوات حركة أنصار الله الأوفياء العراقية. «الحاج حامد» أحد مساعدي قاسم سليماني يتواجد لقيادة وتنفيذ الخطة مع قوات كتائب حزب الله. وفي هذا المعبر في الحدود السورية تتقدم قوات من كتائب سيد الشهداء وكتائب حزب الله و.. باتجاه الحدود. 

وفي معبر القيروان في القاطع الشمالي الحدودي بين العراق وسوريا تسعى قوات الحرس في طرفي الحدود لفتح هذا المعبر نحو سوريا ويتركز قسم من "الميليشيات" التابعة لقوات الحرس في هذا المعبر كما أن قسماً من مجموعة كتائب الامام علي منتشر في هذه المنطقة.

وبموازاة القوات المنتشرة أعلاه، تسعى قوات الحرس لفتح المعبر الأوسط من خلال الاستيلاء على مدن ديرالزور والميادين والبوكمال ولهذا الغرض أرسلت أعداد كبيرة من المليشيات الأفغانية والعراقية والباكستانية إلى هذا المحور. 

غضب وكراهية

وقد أدت خسائر كبيرة لقوات الحرس في سوريا، إلى إثارة الغضب والكراهية لدى عوائل الضحايا بحيث تسعى قوات الحرس خفض ارسال العناصر الإيرانية إلى سوريا واستخدام ميليشيات غير إيرانية بدلا منهم. 

وتزداد يوميا حالة الاستياء والكراهية العامّة حيال استمرار الحرب في سوريا التي فرضت تكاليف هائلة على الشعب الإيراني. بحيث تعالت شعارات مثل «اتركوا سوريا وفكروا في حالنا» في الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية. 

وتؤكد معلومات من داخل النظام الإيراني ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني قد أشار في أحد اجتماعات المجلس الأعلى لأمن النظام في سبتمبر ايلول عام 2017 أن في سوريا الشعب يعارض النظام الإيراني، لأنه المواطنينم يرونه سبب استمرار الحرب والقتل والخسائر الناجمة عنها في بلدهم. وأشار إلى أنّه حتى الشيعة السوريين الذين كان النظام يعوّل عليهم هم مستاؤون وغاضبون على تصرفات النظام الإيراني في سوريا.

كما تشير المعلومات إلى أنّه باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد، فحتى كبار السلطات الحكومية وغالبية الوزراء يرون النظام الإيراني عامل الحرب داخل سوريا بحيث بعض من رجال حماية بشار وأفراد من حماية المعلومات في استخبارات الجيش السوري هم من عناصر قوات الحرس الذين ارتدوا زي الجيش السوري.