تتمحور النقاشات المتعلقة بالمدارس والتعليم في الدول الغنية حول مواضيع معينة تشمل سياسات الأفضليات، والمواضيع التي ينبغي منحها الأولوية، والتلاميذ الذين يتعين منحهم مساعدات إضافية، والشؤون التي تستحق الأكثر من الإنفاق العام.

لكن بالنسبة للأسر في العديد من الدول النامية، تتركز الأسئلة المتعلقة بموضوع التعليم على أمور أكثر أساسية، من قبل: هل هناك إمكانية لتعليم أولادهم بالأساس؟

تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن الدول الأفقر في العالم لم تحقق إلا "تقدما يتراوح حول الصفر" فيما يتعلق بالتعامل مع شح مقاعد الدراسة في هذه الدول.

وجاء في تقرير نشر في وقت لاحق حول نوعية التعليم في تلك الدول أن "أكثر من 600 مليون تلميذ يداومون في المدارس في الدول الفقيرة لا يكادون يتعلمون أي شيء البتة".

النيجر
Getty Images
4 من كل 5 نسوة بالغات في النيجر أميات

وبينما تتفوق الفتيات في كثير من الأحوال على الصبيان في مجال التعليم في الدول الغربية الغنية، تتخلف الفتيات في الكثير من الدول الفقيرة - وخصوصا في الدول الإفريقية جنوبي الصحراء الكبرى - عن أقرانهم، بل وقد يخسرن فرصة التعلم أساسا.

في اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة "يوما للفتاة"، نشرت مؤسسة One المعنية بالتنمية تقريرا يشير إلى أصعب الدول التي تحظى فيها الفتيات بفرص التعليم.

مناطق الصراعات

في عشر دول تشهد صراعات مسلحة، تعد الفتيات كبريات الخاسرات في ما يتعلق بالحصول على مقاعد في المدارس.

والدول المعنية دول هشة تعاني فيها الأسر من الفقر والمرض وسوء التغذية والتشريد جراء الحروب والصراعات الداخلية.

السودان
Reuters
مشردون في دولة جنوب السودان

في هذه الدول، يتوقع من الفتيات الصغيرات أن يعملن عوضا عن التوجه إلى المدارس. كما تتزوج العديد منهن وهن صغيرات السن، وهو ما يقضي على أي أمل بحصولهن على أي قدر من التعليم.

وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن عدد الفتيات اللواتي يخسرن فرص التعليم يبلغ ضعف عدد الفتيان في البلدان التي تشهد صراعات داخلية.

ويستند ترتيب الأمم المتحدة على العوامل التالية:

  • نسبة الفتيات المحرومات من مقاعد في المدارس الابتدائية
  • نسبة الفتيات المحرومات من مقاعد في المدارس الإعدادية
  • نسبة الفتيات اللواتي يكملن المرحلة الابتدائية
  • نسبة الفتيات اللواتي يكملن المرحلة الإعدادية
  • السنوات التي تداوم فيها الفتيات بالمعدل
  • نسبة الأمية بين الإناث
  • كفاءة المدرسين ولياقتهم
  • نسبة المدرسين إلى التلاميذ
  • الإنفاق الحكومي على التعليم

لم تتوفر أرقام يعتمد عليها بالنسبة لبعض الدول - مثل سوريا - لأجل إدراجها في الإحصاءات.

أدناه الدول العشر التي يصعب فيها على الفتيات الحصول على التعليم حسب الترتيب:

  1. جنوب السودان: واجهت دولة جنوب السودان، أحدث الدول المستقلة في العالم، الكثير من العنف والحروب، التي أدت إلى إحداث دمار كبير في المنشآت التعليمية وإلى نزوح الآلاف من الأسر من مساكنها. وأدت هذه الظروف إلى حرمان ثلاثة أرباع الفتيات في جنوب السودان من فرص التعليم الابتدائي.
  2. جمهورية أفريقيا الوسطى: مدرس واحد لكل 80 تلميذا.
  3. النيجر: تبلغ نسبة الأمية لدى الإناث، بين عمري 15 و24 عاما، 83 في المئة.
  4. أفغانستان: فرق كبير بين أعداد الفتيان الذين يداومون في المدارس والفتيات.
  5. تشاد: وجود العديد من العقبات الاجتماعية والاقتصادية تمنع الفتيات والنساء من التعليم.
  6. مالي: 38 في المئة فقط من الفتيات يكملن تعليمهن الابتدائي.
  7. غينيا: لا تكاد تكمل الإناث اللواتي تتجاوز أعمارهن 25 عاما سنة واحدة في التعليم.
  8. بوركينا فاسو: 1 في المئة فقط من الفتيات يكملن التعليم الإعدادي.
  9. ليبيريا: ثلثا التلاميذ في عمر المدارس الابتدائية لا يحصلون على أي تعليم.
  10. إثيوبيا: 40 في المئة من الإناث يتزوجن قبل أن يبلغن عمر الـ 18.

يذكر أن شح المدرسين يعد مشكلة كبيرة في البلدان الفقيرة.

ففي العام الماضي، قالت الأمم المتحدة إنه ينبغي تعيين 69 مليون مدرس إضافي حول العالم بحلول عام 2030 من أجل الوفاء بالوعود الدولية في مجال التعليم.

فلورنس
BBC
تعلمت فلورنس تشيبتو القراءة عندما كانت في الستين من عمرها، وذلك عندما جلب لها حفيدها كتابا من المكتبة

وجاء في التقرير الأممي أن ثمة منافع اقتصادية كبيرة لو واصلت الفتيات تعليمهن.

كما أن هناك منافع شخصية كبيرة، والمثال على ذلك القروية الكينية فلورنس تشيبتو التي تعلمت القراءة وهي في سن الستين.

تصف غيل سميث، التي تترأس حملة One، الإخفاق في تعليم الفتيات بأنه "أزمة عالمية من شأنها نشر الفقر".

وتضيف "ما زالت 130 مليون فتاة يفتقرن إلى التعليم، وهو عدد قد يعادل 130 مليون مهندسة ومدرسة وسياسية وامرأة أعمال يخسرهن العالم".