لا تزال المظلة الدولية لحماية لبنان واستقراره قائمة، من منطلقات مصلحة تلك الدول وليس غيرة فقط على أمن لبنان، لأن مصلحتهم أن يبقى لبنان مستقرًا، كي يبقى النازحون السوريون فيه.

إيلاف من بيروت: فرض المشهد الدولي والإقليمي الساخن نفسه على الأجواء المحلية، إلا أن المظلة الدولية لحماية لبنان واستقراره لا تزال قائمة، إن لم تكن أقوى من ذي قبل، خصوصًا أن التهدئة في لبنان مطلوبة داخليًا وخارجيًا.

في هذا الخصوص، يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف"، أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومان بجهد كبير للحفاظ على الإستقرار في لبنان، وعوامل عدة تساهم في نجاح ذلك، ومنها الدعم الخارجي من تسليح الجيش والمعلومات الإستخباراتية والتقنية، مع قرار دولي بالحفاظ على الإستقرار في لبنان، وكذلك مهنيّة القوى الأمنية اللبنانيّة، حيث تتعاطى بمهنية كبيرة نظرًا للإمكانات المحدودة التي تملكها، وهناك جيوش كبيرة غربية لا تستطيع القيام بانجازات القوى الأمنية والجيش اللبناني، ولبنان وضعه الداخلي يبقى هشًا جدًا، ولولا جهود القوى الأمنية لكان الوضع في لبنان مختلفاً تمامًا.

حرص الغرب

وردًا على سؤال كيف يساهم حرص الغرب على استقرار لبنان في القضاء على بعض الخلايا النائمة للإرهاب في لبنان؟ يلفت زهرمان إلى أن ذلك يكون من خلال دعم الغرب للمؤسسات الأمنية اللبنانية، لأن هناك قراراً بعدم تعرض الساحة اللبنانية للإهتزاز الأمني، ولكن من منطلقات مصلحة تلك الدول وليس غيرة فقط على أمن لبنان، فمصلحتهم أن يبقى لبنان مستقرًا.

خوف من النزوح

بدوره، يشدد المواطن سليم طربيه على أن "الغرب حريص على استقرار لبنان خوفًا من أن تتوالى موجات النزوح إلى أوروبا وأميركا".

ويشير إلى أن "لا أولوية غربية حاليًا تعلو فوق الاستقرار اللبناني٬ السياسي والأمني، كما الاقتصادي والاجتماعي، لأن اهتزاز أحد هذه الأسس يؤدي تلقائيًا إلى تدهور أو انهيار البقية".

ويضيف: "قد لا تجد دول أوروبا كما واشنطن نفسها معنية إلى حد كبير بتفاصيل اللعبة السياسية في لبنان، فكل ما يعنيها فعليًا وضع الأمور في نصابها وتفعيل عمل المؤسسات٬ والأهم بالنسبة للدول الغربية يبقى مواجهة أزمة اللجوء السوري"٬ ويلفت طربيه إلى أن ما حصل في السابق من شغور رئاسي وفراغ في المؤسسات في المرحلة السابقة كان سببًا أساسيًا وراء تراجع الدعم والمساعدات.

الغرب والأمن

"الغرب يدعم اليوم الأمن والاستقرار في لبنان، وهذا التوجه متفق عليه مع بقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، يقول جهاد مرعي، ويضيف: "ويبقى رفض دول الغرب التدخل في الشؤون الداخلية للبنان مطلبًا جماعيًا لبنانيًا، وتبقى أولوية الدول الغربية عدم توجه النازحين إليها عبر بوابة لبنان، لذلك تحرص على الإستقرار فيه".

ويضيف: "رغم ذلك تعمل النخب الطائفية والمذهبية في لبنان على إعادة إنتاج نفوذها السياسي عبر تغذية الروح الطائفية والمذهبية، وهي بالتالي ستبقى في حالة عدم استقرار رغم الغطاء الدولي، وستبقى بحاجة لإيجاد مواقع دعم خارجية لحماية "حصتها" في السلطة. وغني عن القول بأن هذه الحصة لا تعود بالنفع إلى مجمل الجماعة الفئوية بل إلى شبكة المحاسيب ضمن الفئة على حساب المواطنين جميعًا، إلى أية طائفة أو مذهب انتموا، وعلى حساب المصلحة العامة للبلد. 

ويتابع: "كما أن خصوصية لبنان الظاهرة في اقتصاده الحر كما في ثقافته المنفتحة دائمًا على التنوع، وليس فقط في نظامه السياسي، هذه الخصوصية قد أكسبت اللبنانيين ماديًا ومعنويًا في المحيط العربي والغربي، وهو المحيط الطبيعي له، فلبنان لا يمكن ان يكون محايدًا بمعنى سلبي أي أن يغسل يديه مما يجري".