ناقشت الصحف العربية تعدد حركات الانفصال في عدة مناطق من العالم وتبعات هذه الحركات الانفصالية ومنها استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال عن العراق، والذي بدأت على إثره القوات العراقية في التقدم نحو كركوك للسيطرة على المواقع الحيوية.

يقول فاتح عبد السلام في صحيفة الزمان العراقية: "إن التردي السياسي، والانطلاق من التفكير الأحادي الملغي للآخر، حتى لو كان حليفاً، هو الذي جعل فكرة الانفصال عن العراق أكثر رواجاً من فكرة الاتحاد به".

ويضيف: "ثمّة يأس لا حدود له في مدن تمتد على مساحة ثلث العراق، ولا تزال تحت مرمى التردي الأمني والسياسي والاقتصادي والمعيشي بدرجات متفاوتة.

وهذا اليأس ناتج عن أربعة عشر عاماً من انهيارات متكررة في النسيج الاجتماعي ومنظومة الأفكار التي كانت تمسك بقوة بمفهوم الدولة الواحدة والعَلم الواحد ومدنية الدولة وخلوها من التصنيفات الطائفية والنزعات الدينية الانقسامية . الانقسامات التي تتحرك في مرمى العراق كثيرة، وهي متوالدة داخلياً من عمق اليأس، ولا علاج لها مع وجود عقلية الإلغاء".

ويقول عبد الزهرة زكي في صحيفة الصباح العراقية: "خسائر أية مغامرة باتجاه الانفصال ستكون كارثية وذلك قبل أن ينتهي دعاة الانفصال من فكرة الانفصال. هذا ما تعرفه سلطات الإقليم أكثر من سواها. لكن هذه السلطات لا تريد أن تتقدم بخطوات عملية مفيدة باتجاه ترميم الشروخ المرعبة التي أحدثها استفتاء الانفصال. قبل يوم الاستفتاء كتبت أن الوضع بعد الاستفتاء لن يكون كما كان عليه قبل الاستفتاء؛ حواجز في الحوار وغياب للثقة وانعدام للتفاهم، كل هذه مشكلات نفسية لن يكون من اليسير التغلب عليها في هذه الأجواء المسمومة والملبدة باحتمالات خطيرة".

"موجة من الانفصالات"

رجل كردي يسير قرب صورة ملونة مرسومة على حائط
AFP/getty

ويقول باسم الطويسي في صحيفة الغد الأردنية: "يبدو أن عصراً جديداً في النزعات الانفصالية بات يتشكل، ثمة موجة من الانفصالات تعصف بالعالم ولا تميز بين دول ديمقراطية من المفترض أنها دشنت كيانات سياسية تاريخية لكل مواطنيها، وبين دول شمولية وشبه شمولية وأخرى انتقالية ما تزال حائرة، وتأخذ النزعات الانفصالية للجماعات القومية والإثنية شرعيتها من الدعوات المتكررة لإجراء استفتاءات شعبية، مثلما جرى في كردستان العراق وفي كتالونيا في إسبانيا، وقبلها في اسكتلندا في المملكة المتحدة، وما هو على الطريق وآخرها إعلانات قادمة من جنوب اليمن عن النية لإجراء استفتاء انفصال آخر".

وفي السياق ذاته، يقول حسن مدن في صحيفة الخليج الإماراتية إن "إسرائيل هي الوحيدة التي رحبت باستقلال إقليم كردستان عن العراق".

ويعلق قائلاً: "هذه 'الهزات والارتدادات' هي ما تطمح إليه 'إسرائيل'، أي إغراق المنطقة في الفوضى الشاملة، وهدّْ الكيانات الوطنية القائمة فيها، والتي بنيت بشق الأنفس وبالباهظ من التضحيات، وهي بالكاد تسعى لتجاوز واحدة من أخطر المحن التي جابهتها في تاريخها الحديث بعد قيام 'إسرائيل' نفسها، ونعني بذلك نشوء وتمدد تنظيم 'داعش' الإرهابي".

ويتساءل حبسي رشدي في صحيفة الوطن القطرية: "إذا كانت كردستان العراق تدرك قبل غيرها أنه في حال إعلان الانفصال والاستقلال ستكون دولة قد ولدت في تابوت، من حيث انها ستكون دولة لا منفذ لها ولا مطل على أي مسطح مائي، ولا أي حليف يتاخمها، وسيتعذر عليها تصدير نفطها، ولا قدرة للاعتماد كليا على إنتاجها الوطني لتوفير احتياجات شعبها في حال إحكام الحصار من حولها....الخ، فلماذا يهرول هذا الاقليم العراقي إلى هذا المصير، ولماذا يقدم على هذه الخطوات الخطيرة التي حتما ستجر على الاكراد مشاكل لا أول لها ولا آخر، إذ سيكون متعذرا على أمتنا القبول بتفتيت العراق، وانتزاع جزء غال وثمين من أراضيه".