«إيلاف» من لندن: في وقت اصبحت جميع حقول النفط في مدينة كركوك تحت سيطرة القوات العراقية فقد انسحبت قوات البيشمركة الكردية لصالح العراقية اليوم من قضاء مخمور ومعسكرات وقرى في الموصل فيما شدد محافظ كركوك على الاستعداد القتالي للدفاع عن المحافظة ضد أي تهديد.

وقالت المصادر ان قوات البشمركة قد اخلت الثلاثاء مواقعها في قضاء مخمور غرب أربيل شمال العراق واوضحت أن القوات العراقية أضحت تسيطر على حقلي باي حسن وأفانا النفطيين في كركوك بعد انسحاب البشمركة.

واشار الى ان القوات الكردية انسحبت كذلك من معسكري الكسك واسكي موصل وقرى شندوخة وتل الريم والقادسية بأتجاه ناحية زمار شمال غرب الموصل. كما سيطرت في وقت سابق اليوم على سنجار ومخمور والكوير.
ومن جهة أخرى فقد عاد آلاف من المدنيين إلى كركوك بعدما فروا من المدينة إثر سيطرة القوات العراقية عليها. وقال إن "أعدادا كبيرة من المواطنين الاكراد الذين غادروا باتجاه إقليم كردستان باشروا بالعودة إلى المحافظة بعد فرض القوات الأمنية الاتحادية السيطرة عليها.

وفرضت القوات العراقية المشتركة سيطرتها على أماكن استراتيجية في المدينة من أبرزها مركز المحافظة ومطار كركوك وقاعدة كي واحد العسكرية ومنشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والحي الصناعي الاستراتيجي جنوبي المدينة.

مواطنو كركوك يحتفلون بسيطرة القوات العراقية على مدينتهم

محافظ كركوك: مستعدون قتاليا للدفاع عن المحافظة ضد أي تهديد

اكد محافظ كركوك بالوكالة راكان الجبوري الاستعداد القتالي للدفاع عن محافظة كركوك من أي تهديد ودعا العائلات النازحة إلى العودة بأقرب وقت مشيراً إلى وجوب تكاتف الجميع لتجاوز هذه المرحلة بسلام .
وقال الجبوري في مؤتمر صحافي نقلته وكالات انباء محلية "نؤكد لجميع مواطني كركوك بأننا مكلفون بإدارة المحافظة بالوكالة ونتمنى أن يتعاون الجميع لحين حصول أمر آخر والحفاظ على التعايش السلمي وهو إرث موجود عبر التاريخ". وأضاف ان "على العوائل النازحة العودة بأقصى سرعة إلى دورها للحفاظ على ممتلكاتها والأجهزة الأمنية ستعمل وفق برنامج مكثف للحفاظ على الأمن وعبور المرحلة بسلام ونحتاج إلى تكاتف الجميع".. وقال "لسنا جديدين على إدارة كركوك ونحن سنؤدي هذه المهمة وفق القانون".
واشار الى إن "الدوام الرسمي سيستمر بدون انقطاع، والشرطة ستقوم بالحفاظ على الأمن داخل المدينة والاستعانة بالقوات الأمنية في حالة الضرروة".. موضحا أن "ما حصل وسيحصل يجب معالجته وكان لدينا اجتماع مع الجهات الأمنية بحضور أعضاء مجالس المحافظة وسنجتمع أيضاً مع الدوائر الخدمية وستعاد الطاقة الكهربائية يوم غد كحد أقصى".
من جانبه قال قائد عمليات شرق دجلة علي فاضل عمران "نبلغ شعب كركوك الأصيل إننا هنا لحفظ الأمن لسنا محررين وإنما هناك إعادة انتشار لأجهزة الأمن داخل المحافظة ونواحيها".. مضيفاً "طردنا داعش بقوة ونحن متواجدون لمساندة الحكومة المحلية لإرساء الأمن".
واشار الى انه قد تم توجيه الأجهزة بما يخدم مصلحة أمن المنشآت وشرطة كركوك المحلية ستحمي الأمن داخل المدينة فيما سيحمي الجيش الأمن في الخارج وعند الحدود الإدارية".. موضحاً أنه تم "رفع العلم العراقي داخل مجلس المحافظة".
وشدد على "الاستعداد القتالي للدفاع عن محافظة كركوك من أي تهديد لافتاً إلى أن "الحكومة الاتحادية موجودة وتبسط نفوذها بمجمل المناطق وكركوك محافظة عراقية لا تجزء ولا تقسم وأمنها مرتبط بأمن الحكومة الاتحادية ونحن هنا لتنفيذ أوامرها".
بدوره قال قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر والذي منع من الرد باللغة الكردية على أسئلة مراسلي القنوات الكردية "سنفتح طرق كركوك وأطلب من كل المواطنين العودة وممارسة أعمالهم وحفظ أموالهم وممتلكاتهم".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد عين أمس راكان الجبوري محافظاً لكركوك بالوكالة لحين اختيار محافظ جديد، ليكون أول محافظ عربي للمحافظة منذ عام 2003 بديلاً عن المحافظ الكردي السابق نجم الدين كريم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني والذي هرب الى اربيل عقب دخول القوات العراقية الى كركوك. 

واعلنت السلطات العراقية خلال الساعات الاخيرة فرض سيطرتها الكاملة على باي حسن وهافانا النفطية، أكبر الحقول في محافظة كركوك والتي كانت تحت سيطرة قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني. وقالت في بيان رسمي أن "قوات الشرطة الاتحادية بسطت سيطرتها الكاملة على حقول باي حسن وهافانا النفطية في شمال كركوك".

واكد ضابط كبير بالجيش العراقي إن قوات الجيش أتمت الثلاثاء عملية للسيطرة على جميع حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال الحكومية في كركوك. وأضاف أن القوات العراقية سيطرت على حقلي باي حسن وأفانا النفطيين شمال غربي كركوك الثلاثاء بعد السيطرة على حقول بابا كركر وجمبور وخباز امس فيما اكد مسؤولون نفطيون في بغداد إن جميع الحقول تعمل بشكل طبيعي.

ويأتي ذلك بعد تقدم القوات العراقية الاثنين إلى مناطق ومنشآت عدة في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان من دون مقاومة عسكرية كبيرة من جانب الأكراد.

وتعتبر هذه العملية العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الماضي.