قُتلت أمس الاثنين دافني كاروانا غاليزيا ،الصحفية المالطية، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، جراء انفجار سيارتها بعد وقت قصير من مغادرتها منزلها، ومازال الفاعل مجهولا.

وذكرت تقارير صحفية أن قوة الانفجار كان شديدا لدرجة تناثر حطام سيارتها في الطريق والحقول المجاورة.

و دافني كاروانا غاليزيا صحفية استقصائية ومدونة من مواليد 1964، كانت قد كشفت معلومات حساسة مثيرة للجدل بما في ذلك التقارير المتعلقة بما سمي بفضيحة أوراق بنما للكشف عن الفساد والتهرب الضريبي في بلادها.

جذبت مدونتها حوالي 400 ألف قارئ في أيام الذروة، علماً أنّ عدد السكان في مالطا أقلّ من 450 ألف نسمة، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأوروبيّة التي وصفتها ب"المرأة الويكيليكس".

ووصفت صحيفة الغارديان البريطانية الضحية، بأنها واحدة من أبرز الصحفيات في مجال التحري في السنوات الأخيرة، وأن عدد متابعي تدويناتها كان يفوق متابعي معظم الصحف الورقية في مالطاز، فيما قالت عنها مجلة "بوليتكو" الأمريكية أنها " قائمة ويكيليكس بحد ذاتها".

صحف عربية تسلط الضوء على "فضيحة وثائق بنما"

وكانت غاليزيا قد نشرت آخر مدونة لها لا تخلو من الجرأة قبل مغادرتها لمنزلها خارج العاصمة المالطية فاليتا، حيث كتبت "هناك الكثير من المحتالين حيثما نظرت حولك ، الوضع يائس".

وقال أحد السياسيين في مالطا أن وفاتها يمثل "انهيار سيادة القانون" في بلادنا، وحسب التلفزيون الرسمي كانت غاليزيا قد أبلغت الشرطة عن تهديدات بقتلها قبل أسبوعين من اغتيالها.

تقارير غاليزيا الخطيرة طالت رئيس الوزراء والمعارضين السياسيين وأعضاء السلطة القضائية مما خلق الكثير من الأعداء لها. ووصف زعيم المعارضة أدريان ديليا مقتلها بأنه "جريمة قتل سياسية".

وقال: "ما حدث اليوم ليس قتلا عاديا بل هو نتيجة انهيار تام لسيادة القانون الذي استمر على مدار أربع سنوات مضت".

وأضاف "لن نقبل تحقيقا من قبل مفوض الشرطة أو قائد الجيش أو القاضي حيث كانوا جميعاً في قلب انتقاد كاروانا غاليزيا".

وطلب زوجها "بيتر غاليزيا" استبعاد القاضية سسيري هيريرا من التحقيق بسبب خلافات سابقة مع الضحية.

جاء قتل كاروانا غاليزيا بعد أربعة أشهر من فوز حزب العمال الذي دعا رئيسه "جوزيف موسكات " إلى انتخابات مبكرة على خلفية ورود اسمه وزوجته في فضيحة "أوراق بنما".

وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء لبي بي سي أنه بالرغم من أن هناك شائعات تقول أن الهجوم قد يكون له دوافع سياسية، لكن التحقيق مازال مستمرا.

وطالبت مالطا المجتمع الدولي بما فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) لمساعدتهم للكشف على الجاني.

ومن الجدير بالذكر أن جوليان أسانج "مؤسس ويكيليكس" قد أعلن بدوره عن جائزة مالية قدرها 20 ألف يورو، لمن يستطيع الكشف عن قاتلها.