وجه الملك سلمان دعوة للعبادي لزيارة المملكة من أجل تمتين علاقات بلديهما وحضور الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي الأعلى بينهما.. بينما رحبت حكومة اقليم كردستان اليوم بدعوة العبادي للحوار تحت سقف الدستور داعية المجتمع الدولي إلى دعم الطرفين في هذا المجال.

إيلاف من لندن: خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هو الثاني خلال أسبوع واحد، "بارك الملك سلمان للعراق حكومة وشعبا الانتصارات المتحققة على الارهاب، مؤكدا رغبة المملكة العربية السعودية بتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين".

ووجه الملك سلمان دعوة للعبادي لحضور الاجتماع التنسيقي الاول بين البلدين الذي سيعقد في السعودية مطلع الاسبوع المقبل كما أكد مكتب رئاسة الحكومة العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف".. مشيرا إلى أنّ المسؤول العراقي قد أكد بدوره سعى إلى تعزيز اواصر التعاون مع السعودية في مختلف المجالات.. وقال "ان المعركة مع الارهاب والقضاء على داعش باتت في نهايتها واقتربنا كثيرا من حسم المعركة ونتطلع لمساهمة الدول في اعادة الاستقرار".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان قد أكد للعبادي خلال اتصال هاتفي الثلاثاء الماضي رفض بلاده لنتائج الاستفتاء الكردي على الانفصال مؤكدا دعم وحدة العراق وأقامة افضل العلاقات معه.. مشيرا إلى أنّ المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الاوضاع في كركوك خصوصا وان العراق قد حقق انتصارات ملحوظة ضد الارهاب". وأكد حرص المملكة على اقامة افضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين.

وكان العراق والسعودية قد اتفقا في 21 يونيو الماضي خلال زيارة قام بها للسعودية العبادي على تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين وذلك للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي والمأمول منه، إضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية.

وسيكون عمل المجلس التنسيقي تنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

وقد عبر البلدان في بيان مشترك عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين. 

وأكد البلدان إدانتهما الأعمال كافة التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وشددا على ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي. كما أكدا حرصهما على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة ولكل ما فيه الخير للشعبين، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة.

حكومة كردستان ترحب بدعوة رئيس الوزراء العراقي للحوار

وبعد ثلاثة أيام من خسارتها السيطرة على مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها فقد رحبت حكومة اقليم كردستان اليوم بدعوة العبادي للحوار تحت سقف الدستور داعية المجتمع الدولي لدعم الطرفين في هذا المجال. 

 

حكومة كردستان خلال اجتماعها برئاسة نجيرفان بارزاني

 

وأكدت حكومة إقليم كردستان عقب اجتماع في أربيل اليوم برئاسة رئيسها نجيرفان بارزاني ترحيبها بدعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي لإجراء حوار بين بغداد وأربيل لمعالجة المشاكل وفق الدستور داعيةً المجتمع الدولي إلى تقديم المساندة للجانبين. وقالت رئاسة الحكومة في بيان صحافي الخميس تابعته "إيلاف" ان مجلس وزراء إقليم كردستان بحث خلال اجتماعه التطورات الأخيرة في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 الدستورية في اشارة إلى المتناوع عليها بين الحكومتية المركزية في بغداد والكردية في أربيل. 

وقالت حكومة الاقليم انها "ترحب بمبادرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإجراء الحوار بين بغداد وأربيل لحل المشاكل وفق الدستور العراقي وفي إطار الشراكة والتوافق".. داعية المجتمع الدولي إلى "تقديم المساندة والتعاون للجانبين" في هذا المجال. وأضافت أن "الاجتماع ناقش إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التطورات المقبلة".. مشددة على "أهمية النظر إلى المستقبل برغم أن الإقليم يمر في ظروف صعبة اليوم". ويشترط العبادي لاي حوار مع أربيل بالغائها للاستفتاء على الانفصال الذي اجراه الاقليم في 25 من الشهر الماضي ونتائجه وهو امررفضته سلطات الاقليم بشدة سابقا لكنه لم يعرف بعد موقفها من هذا الامر بعد طرد القوات الحكومية لقوات البيشمركة من كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها.

وأكدت رئاسة حكومة الإقليم على "ضرورة وحدة الصف الكردستاني لتجاوز المرحلة".. معتبرةً أن "إرادة الشعب الكردستاني لاتنكسر بالقوة العسكرية التي لاتحل المشاكل في العراق" في اشارة إلى دخول القوات العراقية إلى مدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في محافظات ديإلى وصلاح الدين ونينوى وسيطرتها عليها اثر انسحاب قوات البيشمركة الكردية منها.

وكان العبادي قد أكد الثلاثاء الماضي ان استفتاء الاكراد على الانفصال انتهى واصبح من الماضي داعيا إلى حوار تحت سقف الدستور لانهاء الازمة القائمة حاليا بين بغداد وأربيل. 

ومن جهة اخرى قال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق اليوم إن حوالي 100 ألف كردي فروا من كركوك خشية وقوع اضطرابات منذ سيطرة القوات العراقية على المنطقة الاثنين.

وأضاف محافظ أربيل نوزاد هادي للصحافيين أن حوالي 18 ألف أسرة انتقلت إلى مدينتي أربيل والسليمانية حيث بلغ إجمالي من فروا حوالي 100 ألف شخص.