نصر المجالي: مع اقتراب الذكرى المئوية، جدد الفلسطينيون مطالبتهم لبريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور الذي كان أسس لقيام دولة إسرائيل في العام 1948، وكانت لندن أعلنت رسميا رفضها للاعتذار في إبريل الماضي.

وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية، بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917 من وزير الخارجية آرثر جيمس بلفور إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وشدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة زكريا الأغا في بيان له، الخميس، على أن رفض لندن الاعتذار وإصرارها على تنظيم فعاليات احتفالية مع مسؤولين إسرائيليين سيقابل بحراك فلسطيني رسمي لمقاضاة لندن أمام المحاكم الدولية.

وانتقد الأغا، في هذه التصريحات الغاضبة، إعلان الحكومة البريطانية عن تنظيمها احتفالات في 2 نوفمبر بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ100 لصدور الوعد. 

وكان عشرات الفلسطينيين طالبوا يوم الأربعاء، الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني في الذكرى المئوية لوعد "بلفور"، ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت لها لجنة التنسيق الفصائلي (تضم كافة الفصائل الفلسطينية)، أمام المركز الثقافي البريطاني، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، الاعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني.

تصحيح الخطأ 

وقال بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني (أحد فصائل منظمة التحرير)، للمصدر ذاته، على هامش الوقفة، إن بريطانيا مطالبة بتصحيح الخطأ الذي ارتكبته قبل مائة عام، والاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف : "هذا الموقف يجب أن يُسمع، وعلى الحكومة البريطانية أن تستدرك هذا الخطأ، وأن لا تحتفل في ذكراه، بل العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتخليص الشعب الفلسطيني من المعاناة اليومية التي تسببت به حكومتها"، مشيرا إلى أن فعاليات عدة ستقام في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية والعالم، تطالب بريطانيا بالاعتذار.

يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان طالب بريطانيا في وقت سابق من هذا العام بالاعتذار عن وعد بلفور في الذكرى المئوية له، ودعاها للاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

رفض 

وكانت الحكومة البريطانية رفضت في أبريل الماضي تقديم أي اعتذار بشأن وعد بلفور، الذي قالت حينها إن وعد بلفور موضوع تاريخي ولا نية لها في الاعتذار عنه، بل أعربت عن الفخر بدور بريطانيا في إيجاد دولة إسرائيل.

وأضافت الحكومة البريطانية حينها أن المهم في هذه المرحلة هو دفع عجلة السلام من خلال دولتين إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان بسلام جنبا إلى جنب.

وقالت حكومة المحافظين البريطانية في بيان لها إن لا نية لها للاعتذار وأن وعد بلفور دُوّن في فترة شهدت تنافسًا استعماريًا وقوى متطاحنة خلال الحرب العالمية الأولى، واعتبرت أنه في ظل ذلك السياق كان إنشاء وطن لليهود قرارًا سليمًا وأخلاقيا.

وأضافت أنها تدرك أن إعلان بلفور كان يجب أن يدعو إلى حماية الحقوق السياسية للسكان غير اليهود في فلسطين وخصوصا حقوقهم في تقرير مصيرهم، فالحكومة البريطانية انساقت وراء دعاية حكومة الاحتلال ضمنيا في تجاهل أصحاب الأرض الشرعيين، وعدم الإشارة إليهم بأنهم شعب فلسطيني له كيانه وتاريخه. 

وسبق إعلان لندن رفض الاعتذار أن طالب ما يزيد على 11 ألف بريطاني وقعوا على طلب للاعتذار عن وعد بلفور، وهو ما يلزم الحكومة البريطانية بالرد.