«إيلاف» من لندن: في أول تعليق على اعلان تحرير الرقة دعا أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري اليوم للقاء وطني تحت مظلة دولية وعربية للاتفاق على شكل إدارة المناطق المحررة .

وتساءل في تصريح تلقت"ايلاف "نسخة منه، هل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هو تحول آخر في مسيرة الثورة السورية أم إنها محطة الاستقرار الأخيرة؟!.

وأجاب بالقول إذا كانت محطة استقرار أخيرة للمدينة وأهلها وللمحافظة فلم يتم استبعاد أهلها، ضحايا الاختبارات السابقة، لماذا يغيب أهلها من الحضور على طاولة تحديد مصير المدينة وإدارتها؟
واعتبر "إن الكلام عن مشاركة أهلها عبر مجلس محلي كلام مكرر تحفظه ذاكرة المدينة المكلومة، وتكثف هذا الكلام بعد تحريرها من قوات النظام وعقب الإدارات الفاشلة التي تعاقبت عليها حتى إن دولة الارهاب الداعشية كانت تدّعي نفس الشيء، ومن واجب المسؤولية علينا كسوريين أولا وأبناء المنطقة ثانيا، أن نتوجه للقوى الدولية والقوى السورية وخاصة أخوتنا في قوات سوريا الديمقراطية وقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي pyd أن تحرير المدينة عمل مبارك ويبعث بالسرور في نفس كل الوطنيين السوريين، وكي تكون الفرحة كاملة والنموذج قابلا للحياة ولكن لا بد لنا من وقفة عند عدة نقاط" .
وشدد رئيس تيار الغد السوري على نقاط عدة، ووصف الخراب الذي أصاب المدينة والمحافظة عموما، الخراب العمراني والاجتماعي، وقال أن "الخراب الاجتماعي، لا يمكن ترميمه بشعارات وكلمات مستوردة من قواميس وصور تعني ايديولوجية واحدة في المنطقة وتوجه واحد، فصور القائد الكردي، المعتقل في جزيرة ايمرالي، عبد الله أوجلان، فرج الله عنه وأعاده إلى مسيرته النضالية، وسط الخراب وفي مدينة أشباح، مدينة تحول أهلها إلى " لاجئين" في وطنهم السوري وبقرار من المحررين، لا تبشر باستقرار قادم".

 واستطرد قائلا "إن اتفقنا أن أنصاره كان لهم دورا مهما في تحرير المدينة من غرباء داعش وإرهابييها إلى جانب التحالف الدولي، إلا إن ذلك ليس مبررا لفرض صوره، مع كل الاحترام والتقدير لشخصه ،على مدينة عربية سورية عانت كل ويلات الحرب والإرهاب".

 وشدد الجربا على أن "تهدئة النفوس لا يمر عبر فرض رموز تعني طيفا ايديولوجيا واحدا، الأحرار لا يفرضون الاملاءات والخضوع على المُحرَّرَين، والمقدمات الخاطئة تؤدي بالضرورة إلى نتائج كارثية وكل المؤشرات تؤدي إلى أن المقدمات تتخللها أخطاء جسيمة، ولا يمكن لأهل الرقة شرب الظلم من النهر نفسه كل الدهر، نهر الظلم والاستبداد وفرض الاملاءات، نقولها للأخوة الحلفاء في قوات سوريا الديمقراطية وبصوت عالي ونكررها دائما: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا كسوريين أولا وأخيرا بأختلاف انتماءاتنا وتوجهاتنا".

لا اتفاق مع الارهابيين
وشدد الجربا على أنه لا يجوز القبول" بأي اتفاق مع الارهابيين تحت أي بند كان"، و لاحظ " معاودة سيناريو اتفاقيات ميليشيات حزب الله مع جبهة النصرة في اتفاقية المدن الاربعة ومن ثم اتفاق الحزب نفسه في نقل الدواعش من القلمون ".

وأضاف" أخوتنا الكرد في قيادة قوات سوريا الديمقراطية على دراية كاملة بإجرام هؤلاء الإرهابيين ودمويتهم، وقد اختبروها بأنفسهم في عين العرب " كوباني" وتل أبيض في معارك تحرير هذه المدن، وفي الوقت الذي يفتحون فيه ممرات لهؤلاء الإرهابيين للهروب إلى مناطق سورية أخرى، يتم تحويل المدنيين السوريين، ضحايا الإرهاب الأسود، إلى مخيمات في الأراضي السورية أشبه بالسجون، وتحت مسمى لاجئين في بلادهم".

ووصف رئيس تيار الغد السوري الصورة بأنها "مقلوبة ومرعبة للأيام القادمة"، لافتا الى أننا "لم نسمع طوال الصراعات في العالم أن يكون الإنسان لاجئا في بلاده، فيما الإرهابيين ينتقلون وبحماية دولية لممارسة شذوذهم في مناطق سورية أخرى".

ورأى "إن الحرص على استكمال خطوات الانتصار في معركة التحرير، يفترض بناء خطوات لتعزيز ثقة أهالي الرقة بالأطراف التي شاركت بالتحرير وهي قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي وفي مقدمتها القوات الأمريكية، وحيث أن الاجراءات المتبعة حتى الآن لا تبعث بالاطمئنان فإن قرع جرس الانذار واجب وطني يشاركنا فيه كل أبناء سوريا على اختلاف منابتهم وانتماءاتهم".

ودعا " للقاء وطني تحت مظلة دولية وعربية للاتفاق على شكل إدارة المناطق المحررة ولن يكون فرض الوصاية بالقوة إلا فصلا آخرا من الفصول الدامية في المنطقة والحرية والكرامة والعدالة".

وكان قد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الخميس صوراً لمدينة الرقة يظهر فيها الدمار الكبير في المدينة، ويظهر في إحداها صورةٌ كبيرةٌ للقائد الكردي عبد الله أوجلان، على دوار النعيم الذي يعتبر أحد أهم معالم المدينة .

وبثت شبكة "إي بي سي "نيوز شريطاً مصوراً من الجو أظهر حجم الدمار فيما قالت شبكة "AJ+" أن 90 في المئة من المدينة تدمرت.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الرقة مدينة خاضعة لسيطرتها، وقالت أن "مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا الديمقراطية لا مركزية اتحادية".

وفي بيان أشارت الى "إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نعلن بأننا سنقوم بتسليم إدارة مدينة الرقة وريفها إلى مجلس الرقة المدني، ونسلم مهام حماية أمن المدينة وريفها لقوى الأمن الداخلي في الرقة، ونتعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية، ونؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا الديمقراطية لا مركزية اتحادية، يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم".

وأضاف البيان أن "انتصارنا هذا هو انتصار على الإرهاب ووحشيته، فتحرير الرقة يشكل المفصل الأخير من ملحمة التصدي ومحاربة إرهاب داعش في سوريا التي أطلقناها في مدينة المقاومة كوباني".

ودعا البيان جميع الدول والقوى المحبة للحرية والسلام، وجميع المنظمات الإنسانية والدولية إلى المشاركة في عملية إعادة إعمار وبناء المدينة وريفها، والمساعدة في إزالة مخلفات الحرب والدمار الذي خلفه التنظيم.