اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالاشتباكات التي وقعت في صحراء مصر الغربية بين قوة من الشرطة ومسلحين والتي سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى.

وسادت حالة من الحزن في عناوين الصحف المصرية التي نعت ضحايا الاشتباكات من الشرطة، فضلا عن التأكيد على ضرورة مواجهة "الإرهاب". كما نشر معظم الصحف المصرية صورا لعدد من أفراد الشرطة الذين سقطوا في هذه الاشتباكات.

على الجانب الآخر، دعا عدد من الصحف إلى ضرورة إجراء مصالحة في مصر وفتح حوار مع التيارات المعارضة.

"ليست حرباً سهلة"

تقول صحيفة الجمهورية إن "رجال الشرطة ضحوا بإرواحهم وأنقذوا مصر من أخطر عملية إرهابية".

وتقول صحيفة الوفد إن "الإرهاب لن يكسر مصر".

تشدد الأهرام في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "لن تنالوا من مصر أبداً" على أن "المواجهات مع جماعات الإرهاب الأثيمة جاءت لتؤكد من جديد أن حرب مصر ضد الإرهاب الأسود ليست حرباً سهلة".

وترى الصحيفة أن "النجاحات السياسية التي تحققها مصر هذه الأيام على مستوى السياسة الخارجية في القضية الفلسطينية وسوريا وليبيا، أو على مستوى التنمية الداخلية، تجعل أعداء مصر يموتون من الخوف ويحاولون بكل السبل تعطيل تلك النجاحات بكل الوسائل الإجرامية".

من جانبها، تسرد روزاليوسف ثلاثة أسباب "لتصاعد العمليات الإرهابية في أكتوبر".

تقول الصحيفة إن هذه الهجمات تهدف "لإفساد ذكرى النصر العظيم، وهو تكتيك متبع من العناصر الإرهابية حتى يتم تشويه صورة الجيش وانتصاره، خاصة في نظر الأجيال الجديدة والشباب".

وترى الصحيفة أيضاً أن تلك العمليات تأتي على خلفية اتمام المصالحة الفلسطينية واستقرار الأوضاع في غزة، وكذلك "بسبب الانجازات المتحققة خلال الفترة الماضية على الصعيدين الداخلي والخارجي" في محاولة "لإحداث حالة إحباط جمعي للرأي العام الداخلي".

في السياق ذاته، تقول صحيفة الجمهورية "لن تستطيع طعنات الغدر زعزعة الأمن والاستقرار وإقامة المشروعات العملاقة وبناء جيش قوي".

وتشير الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ستبقي مصر ويذهب الإرهاب إلى أقرب جحيم" إلى أن ما حدث لا يؤثر في الشعب المصري الذي "لا تفكك نسيجه الضربات الغادرة.. ويصبر ولا يستسلم.. ويزداد معدنه صلابة في الشدة".

ويقول خالد ميري رئيس تحرير الأخبار إن "مصر تخوض حرباً ضد دول إرهابية وأجهزة مخابرات تمد الإرهابيين بالمال والسلاح والمعلومات والدعم الإعلامي".

"مواجهة شاملة للإرهاب"

يدعو محمد بركات في صحيفة الأخبار إلى "مواجهة شاملة للإرهاب" من خلال "المشاركة الفاعلة والإيجابية لكل فئات الشعب وقواه الوطنية وهيئاته ومؤسساته المدنية" وكذلك "كل قوى الشعب، وفي مقدمتهم المثقفون والمفكرون والإعلاميون والأدباء والفنانون".

كما يقول وجدي زين الدين في صحيفة الوفد إن "مصر، شعبا وجيشاً، أقوى من الإرهاب".

ويضيف: "لن ينال الإرهاب من مصر مهما بلغت التضحيات ومهما ارتفعت أعداد الشهداء الأبرار".

وتقول صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إن "ما حدث في صحراء الواحات هو صفارة إنذار لمصر بأن الإرهاب قادر على التسلل إلى أي مكان والضرب فيه".

وتدعو الصحيفة أجهزة الأمن المصرية والمجتمع المدني والمواطنين إلى مضاعفة اليقظة والحذر والتأهب والرصد والمتابعة الميدانية والضرب بيد من حديد ومن دون هوادة.

حاجة إلى المصالحة

وترى الرأي اليوم اللندنية أن "المجزرة الأمنية في صحراء مصر الغربية" تشكل "إحراجا كبيرًا للسّلطة المِصريّة ومُؤسّساتها الأمنيّة، مٍثلما تُشكّل تَحدّيًا للرئيس المِصري عبد الفتاح السيسي قبل أشهرٍ من خَوضه الانتخابات الرئاسيّة لفَترةٍ ثانية".

الأمن المصري
EPA
تشن قوات الأمن والجيش حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة

تقول الصحيفة: "ارتفاع عدد الضحايا إلى هذا العدد من الأرقام المُرعبة، يُؤكّد مُجدّدًا فَشل الاستراتيجيّة الأمنيّة، وغِياب الرّوح القِتاليّة لرجال الأمن، وانعدام التّدريب والتّسليح الجيّدين لهما".

وتحذر الصحيفة من "تكرارٍ للسيناريو الدّموي السّوري" أو "أن تتكرّر تجربة العَشريّة الدمويّة السّوداء الجزائريّة في مِصر".

وتذهب الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلي أن "مِصر تحتاج إلى مُصالحةٍ وطنيّةٍ، وفَتح قَنوات الحِوار مع كُل التيّارات التي تُؤمن بالحِفاظ على الوحدة الوطنيّة واستقرار البلاد، وسلامة الشّعب ورخائه، فهذهِ المُصالحة هي الطريق الأقصر لتنفيس حِدّة الاحتقان، وتوحيد الشّعب في جَبهة واحدة ضد التطرّف والإرهاب المُدان".

في السياق ذاته، يشدد فراج إسماعيل في صحيفة "المصريون" على أن "المصالحة ستظل ضرورة ملحة لا حاجة فيها لرأي الشعب ما دامت ستحقن دماء هذا الوطن وستوقف صناعة الكراهية".

ويدعو الكاتب الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن "يعترف أنه فشل في إدراك التسامح والمصالحة الوطنية مع جميع أطياف المعارضة، مع أنهما - التسامح والمصالحة - أساس الاستقرار والأمن والبناء".

وينتقد جمال سلطان في "المصريون" تحت عنوان "كابوس الواحات ودلالاته" حالة الطوارئ التي تم تجديدها مؤخراً.

يقول: "الطوارئ ليست سلاحا ناجعا ضد الإرهاب أبدا، بل أن الإرهاب يتمدد في ظلها ويتوحش أكثر، وأن الطوارئ لا تثمر إلا في محاصرة السياسة والنشاط السياسي السلمي المدني بمختلف صوره ، هي أداة للسيطرة وخنق المعارضة المدنية والأحزاب والجمعيات الأهلية والإعلام والصحف وتأمين كرسي الحاكم ، فقط لا غير".

خريطة لموقع الهجوم
BBC

اضغط هنا لتنزيل تطبيق بي بي سي عربي الخاص بمستخدمي نظام أندرويد