نصر المجالي: كشف خالد الحميدي، وهو نجل الخويلدي الحميدي أحد أركان نظام العقيد الراحل معمر القذافي، أن باريس عرضت على والده مغادرة ليبيا إلى فرنسا ووعدته بدعمه ليكون رئيسًا لليبيا، لكنه رفض العرض.

وقال الحميدي إن مكتب الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي اتصل بوالده في مايو 2011، عارضًا عليه خروجًا آمنًا من ليبيا إلى فرنسا، وتقديم الدعم له لاحقا لاختياره رئيسًا لليبيا.

وكشف نجل الخويلدي الحميدي في مقابلة مع وكالة (سبوتنيك) الروسية أن مكتب ساركوزي وعد والده في تلك المكالمة الهاتفية، بتجهيز "طائرة خاصة لنقله وعائلته من مدينة جربة التونسية إلى باريس"، مضيفاً أن والده رفض العرض الفرنسي ورد محتدًا: " أنا لست موظفاً في ثورة الفاتح، أنا شريك في هذه الثورة وأنزلت العلم الأميركي بيدي وحميت بلادي من المستعمر، ولن أكون في يوم خائنًا لوطني أو عميلاً لأحد".

يشار إلى أن خالد الخويلدي الحميدي من مواليد 31 ديسمبر 1973، في طرابلس وهو يرأس المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة وهي منظمة لها حضور دولي وتنشط في حقل العمل الإنساني. 

وإلى ذلك، أوضح نجل الخويلدي الحميدي أن منزل أسرته في مدينة صرمان تعرض للقصف بعد أسابيع قليلة من المكالمة الهاتفية. وقبل ذلك بأيام، قُصف مكتب والده في طرابلس.

 

خالد ووالده الحميدي وعدد من افراد الاسرة في تشييع ضحايا الناتو

 

وقال خالد الخويلدي الحميدي في هذا الشأن: "نحن لم نغادر منزلنا رغم شعورنا بتهديد ساركوزي، حيث لم نتوقع أن يكون بيتنا بساكنيه من الأطفال والنساء والمدنيين هدفاً عسكرياً مشروعاً، منزلنا لم يكن يوماً منطقة عسكرية ولم يحتوِ ترسانة أسلحة".

اتهام الناتو

واتهم نجل الحميدي حلف الناتو بتعمد استهداف منزل أسرته وقتل 13 شخصًا من أقاربه، مشددا على أنه لا يعتقد أن "أجهزة الاستكشاف العسكرية الدقيقة اختلط عليها الهدف من كونه المنزل أو مركز اتصالات"، وذلك ردًا على ادعاءات الحلف بأن المنزل كان هدفًا عسكريًا مشروعاً "لوجود لواقط استقبال تلفزيونية أسماها مبنى اتصالات".

يذكر أن عائلة الخويلدي الحميدي تعرضت لمجزرة دموية جراء غارات حلف الأطلسي.

من جهة أخرى، أعرب نجل الخويلدي الحميدي عن تقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكونه "أول رئيس في العالم تحدث بشجاعة متناهية عن الخطأ الفادح بضرب ليبيا وقتل القائد معمر القذافي"، مناشدًا إياه "بأن لا يدخر جهداً في حماية ليبيا من الإرهاب والتقسيم".

من هو الخويلدي؟

يذكر أن الخويلدي محمد الحميدي كان عسكرياً ليبيًا ووزير داخلية سابق وأحد المقربين من معمر القذافي في حكم ليبيا بعد انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969. وبعد قيام ثورة 17 فبراير فرّ إلى المغرب عبر تونس وتوفي في مصر في 27 يوليو 2015.

وظل الخويلدي رفقة مصطفى الخروبي وأبوبكر يونس جابر الوحيدين من مجلس قيادة الثورة، والذين أبقاهم إلى جواره حتى سقوط نظامه.

تزوج الخويلدي من ابنة عمه سنة 1970 عائشة الحميدي وله 6 بنات و3 أبناء هم: خالد الخويلدي وحاصل على بكالوريوس في هندسة الحاسب الآلي من جامعة الفاتح، ويترأس منظمة ليبية، محمد الخويلدي وهو ضابط بالجيش الليبي برتبة نقيب، وعلي الخويلدي توفي في سن الثالثة من عمره.

وكان الخويلدي الحميدي تخرج من الكلية العسكرية في أغسطس 1965 برتبة ضابط ملازم ثانٍ. والتحق بتنظيم "الضباط الوحدويين" بقيادة الضابط معمر القذافي، وهو أحد الأعضاء الذين قاموا بانقلاب سبتمبر 1969 وأصبح فيما بعد عضواً من أعضاء مجلس قيادة الثورة الإثنى عشر، وهو من بين ثلاثة بقوا مع العقيد القذافي حتى نهاية نظامه عام 2011، وهم أبو بكر يونس، مصطفي الخروبي بعد اختفاء عبد السلام جلود وابتعاده عن الحياة السياسية مطلع التسعينيات.