رفض مقرب من العبادي تصريحات لوزير الخارجية الاميركي ركس تيلرسون وصف فيها فصائل الحشد الشعبي بأنها مليشيات إيرانية.. فيما اتهم مسؤول كردي الحشد بقتل 600 مدني في كركوك وطوزخورماتو. 

إيلاف من لندن: أعرب مصدر مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي عن استغرابه من التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الاميركي حول الحشد الشعبي، وقال إن المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون قدموا التضحيات الجسام للدفاع عن بلادهم وعن الشعب العراقي وهم يخضعون للقيادة العراقية حسب القانون الذي شرعه مجلس النواب. 

وشدد المصدر في تصريح صحافي نشره المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية واطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين، انه "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي وتقرير ما على العراقيين فعله فهم من يقاتل على الارض العراقية ولا وجود لأي قوات مقاتلة اجنبية في العراق". 

واوضح المصدر ان تواجد قوات التحالف الدولي في العراق او أي دولة اخرى هو تواجد بأعداد محدودة لأغراض التدريب وتقديم الدعم اللوجستي والجوي وليس للقتال على الارض العراقية. 

وكان الحشد الشعبي تشكل بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع السيستاني في 13 يونيو عام 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد ثم تم اقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي لصالح القانون في 26 نوفمبر عام 2016. 

وتتهم قوى سياسية عراقية الحشد بارتكاب جرائم تطهير عرقي وطائفي ضد سنة واكراد البلاد وارتباطه بالحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس فس الحرس قاسم سليماني الذي يعمل مستشاراً عسكريًا رسميًا للحشد.

وجاء تصريح المصدر المقرب للعبادي ردًا على مطالبة وزير الخارجية الأميركي ركس تيلرسون أمس الاحد "الميليشيات الإيرانية" بمغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع داعش. 

وقال في تصريحات صحافية في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير بالرياض "بالطبع هناك ميليشيات إيرانية، والآن، وبما أن المعركة ضد داعش شارفت على نهايتها، فإن على تلك الميليشيات العودة إلى موطنها، على جميع المقاتلين الأجانب العودة إلى مواطنهم".

وفي ما يتعلق بالعلاقات السعودية العراقية، قال الجبير إن الرياض تتطلع إلى تنمية العلاقات مع بغداد في جميع المجالات. وأوضح أن المجلس التنسيقي العراقي السعودي الذي انطلقت اعماله امس سيرتقي بالعلاقات على جميع المستويات بين البلدين، مشدداً على أن العلاقات السعودية العراقية هي علاقات تاريخية.

مسؤول كردي يتهم الحشد بقتل 600 مدني بكركوك وطوزخرماتو

إلى ذلك، اتهم رئيس اللجنة العليا للمتابعة والرد على التقارير الدولية في مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان ديندار زيباري اليوم الحشد الشعبي بقتل 400 مدني في كركوك و200 في طوزخورماتو جنوبها. 

وقال زيباري في مؤتمر صحافي في أربيل اليوم إن "إقليم كردستان يتعرض لهجمات الحشد الشعبي" لافتاً إلى أن الحشد الشعبي "يشكل %80 من تلك القوات التي شنت الهجمات العسكرية على كردستان"، في اشارة الى انتشار القوات العراقية في مدينة كركوك ومناطق شمالية اخرى متنازع عليها بين بغداد واربيل في 16 من الشهر الحالي. واشار الى ان"الحشد الشعبي قام بجرائم كبيرة في كركوك". 

وعن حصيلة المدنيين الذين فقدوا حياتهم جراء العمليات العسكرية في كركوك وطوزخورماتو، أوضح زيباري أن "الحشد الشعبي قتل 400 مدني في كركوك و200 في طوزخورماتو". واضاف انه تم "اعتقال 50 شخصاً في حي رحيماوة بكركوك دون مذكرات اعتقال من أي محكمة". 

وقال إنه "تم حرق 1200 منزل في طوزخورماتو".. موضحاً أن "الحشد الشعبي مثل بجثث القتلى وتم توثيق جرائم الحشد الشعبي عن طريق الفيديوهات والوثائق".

وعن نزوح اللاجئين من المناطق السنية إلى كركوك جراء العمليات العسكرية ووجود داعش في مناطقهم، قال "هناك مخاوف كبيرة على اللاجئين السنة في كركوك"، لافتاً إلى أن "اللاجئين السنة في كركوك فروا من الحشد الشعبي خوفاً من ممارساته" كما نقلت عنه "شبكة رووداو الإعلامية" الكردية. وعن الوضع الحالي للمناطق الكردستانية الخاضعة لسيطرة الحشد الشعبي أفاد زيباري بأن "الحشد الشعبي بدأ بتغيير ديمغرافية المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كردستان"، موضحاً أن "قوات الأمن "الآسايش" تتعرض إلى هجمات من قبل مسلحي الحشد الشعبي".

وكانت القوات العراقية نفذت بمشاركة الحشد الشعبي في 16 من الشهر الحالي عمليات انتشار في كركوك ومناطق متنازع عليها شمال العراق ودفعت قوات البيشمركة الكردية على الانسحاب منها.