يحشد العراق وايران حوالي 55 ألف عسكري لتأمين دخول حوالي مليوني إيراني ومشاركة ثلاثة ملايين آخرين من العراق وخارجه في مراسيم اربعينية الامام الحسين لدى الشيعة من خلال تأمين المنافذ الحدودية بينهما، وحماية الطرقات الداخلية الى مدينة كربلاء وتخصيص خمسة منافذ حدودية مع ايران، اضافة الى منفذ سفوان مع الكويت ومطاري النجف والبصرة.

واعلن قائد قوى الأمن الداخلي في إيران العميد حسين اشتري عن إرسال 20 ألف شرطي الى المنافذ الحدودية الخمسة مع العراق لتوفير الأمن أثناء مراسم زيارة الأربعين. وقال خلال اجتماع اللجنة الأمنية لقوى الأمن الداخلي المنعقد في منفذ مهران الحدودي، إن المحافظات التي ستقدم المساعدة ستبادر إلى إرسال الإسناد الأمني لمحافظات ايلام وخوزستان وكرمانشاه الحدودية مع العراق.

واوضح ان 60 بالمائة من هذه القوات ستنشر في منفذ مهران، الذي يحظى بأهمية استراتيجية، حيث يمر عبره أكثر من 50 بالمائة من الزوار متوجهين الى المراقد الشيعية المقدسة في مدينتي كربلاء والنجف .

واشار الى وجود تنسيق مناسب بين قوى الأمن الداخلي والجيش والحرس الثوري واعدًا بأن يكون مرور الزوار الايرانيين خلال العام الحالي أسهل مما كان عليه في السنوات الماضية، كما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية اطلعت عليها "إيلاف". واضاف ان قوات الأمن ستواكب حركة الزوار الإيرانيين بنظام وجدية محذرًا من أن "العدو بصدد القيام بخطوات تخريبية لذلك لا بد أن نبذل جهودنا ومساعينا لنضع أمن الزوار ضمن أولوياتنا" من دون ان يحدد من هو المقصود بكلمة العدو.

ومن جانبه، مساعد محافظ كرمانشاه الإيرانية ان مرور الزوار من منفذ خسروي باتجاه العراق عبر محافظة ديالى سيبدأ يوم الجمعة المقبل. واوضح ان "بلدية كرمانشاه والمحافظات المساعدة وظفت عددًا من اجهزتها لتقديم الخدمات للزوار، وقد تم تخصيص 100 هكتار من الأراضي لركن المركبات، وهناك مرافق كاملة لتقديم الخدمات".

استعدادات عراقية

وفي العراق حددت هيئة المنافذ الحدودية سعر تأشيرة الدخول الخاصة بالزيارة الأربعينية بأربعين دولاراً للشخص الواحد. وقد خصصت الهيئة خمسة منافذ حدودية سيتم العبور خلالها من ايران الى العراق، وهي: الشلامجة والشيب وزرباطية والمنذرية مع الجانب الايراني ومنفذ سفوان مع الجانب الكويتي، بالاضافة الى مطاري النجف والبصرة الدوليين.

ومن جهتها، خصصت قيادة عمليات الفرات الاوسط العراقية اكثر من 35 الف عسكري لحماية ملايين الزوار المشاركين في اربعينية الامام الحسين، وقال اللواء الركن قيس المحمداوي خلال مؤتمر صحافي في النجف انه تم وضع خطة أمنية خاصة متكاملة لاستقبال زوار الأربعينية للحفاظ على أرواح الزائرين وممتلكاتهم، حيث تم إصدار الأوامر لجميع القادة والتشكيلات لحفظ الأمن والنظام.

ومن جهته، اشار محافظ النجف لؤي الياسري الى وضع خطة متكاملة خدمية وأمنية وجميع امكانيات المحافظة في خدمة الزوار لتوفير جميع الخدمات لهم .. بينما اوضح مدير شرطة المحافظة العميد الحقوقي ماجد حاكم كاظم انه سيتم نشر الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية في عموم المحافظة والشوارع والمناطق التي تربط النجف بالمحافظات المجاورة من أجل حماية الزوار. واشار الى انه تم ايضًا مسح جميع أنحاء المحافظة والمناطق والطرق الداخلية والصحراوية من أجل تأمين الزيارة وحفظ الأمن.

 ومن جهتها، اعلنت وزارة الخارجية العراقية عن فتح مكاتب قنصلية في 16 مدينة ايرانية هي : ايلام وسوسنكرد وعبادان وكرمان وساري ويزد وكرج وتبريز ورشت وقم، اضافة الى شيراز واصفهان ورفدها بموظفين مختصين للإسراع بإنجاز سمات الدخول لزوار العتبات المقدسة في العراق .. منوهة إلى انها منحت في العام الماضي أكثر من مليوني سمة دخول للزوار الايرانيين، ومن المتوقع أن يكون العدد هذا العام ثلاثة ملايين زائر تقريباً .

وكان وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي قد وقع مع نظيره الإيراني عبد الرضا رحماني في 13 اغسطس الماضي مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين البلدين بشأن تنظيم مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين.

وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات الجنوب والوسط أفرادًا وجماعات مطلع شهر صفر سيرا على الاقدام إلى مدينة كربلاء (110كم جنوب بغداد)، في حين تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره، الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويًا.