برشلونة: أعلن برلمان كاتالونيا الجمعة ان الاقليم بات "دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية" في قطيعة غير مسبوقة مع اسبانيا بعد أزمة سياسية حادة.

وبعيد ذلك، أجاز مجلس الشيوخ الاسباني وضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد.

ودعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الى جلسة طارئة للحكومة الاسبانية في الساعة 16,00 ت غ. وكان سارع الى الرد عبر موقع تويتر مؤكدا ان مدريد "ستعيد الشرعية" في كاتالونيا.

وسجلت أسهم مصارف كاتالونيا هبوطا اضافيا الجمعة في بورصة مدريد بعد اعلان برلمان الاقليم الاستقلال وبلغت خسائر ثالث مصرف اسباني "كايشابنك" نسبة 5%.

وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي كانت غادرت الجلسة بتأييد سبعين عضوا واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت. وتشكل الاحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف الى يمين الوسط غالبية في البرلمان (72 من اصل 135).

ثم ادى النواب النشيد الانفصالي وهتفوا "لتحيا كاتالونيا".

وخارج البرلمان، احتفل عشرات الالاف من انصار الانفصال بقرار البرلمان بالتصفيق والهتاف.

وكتب نائب رئيس كاتالونيا اوريول خونكيراس على تويتر "نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد".

وفي أول رد فعل اوروبي على قرار برلمان كاتالونيا اعلان الاستقلال، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن مدريد "ستبقى المحاور الوحيد" للتكتل وكتب عبر موقع تويتر "لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. ستبقى اسبانيا المحاور الوحيد لنا".

تفاوض من اجل الاعتراف

وينص القرار على قيام "الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة و(دولة) قانون، ديموقراطية واجتماعية".

ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن اي دولة دعمها للانفصاليين.

وقبل التصويت، غادر نواب المعارضة الجلسة تاركين خلفهم اعلاما لكاتالونيا واسبانيا وضع الواحد منها بجانب الاخر في مقر البرلمان.

وكان النائب المعارض كارلوس كاريسوزا قال رافعا نص قرار اعلان الاستقلال ان "هذا النص الذي اعددتموه يقضي على التعايش" في كاتالونيا.

وتساءل اليخاندرو فرنانديز من الحزب الشعبي المحافظ بزعامة راخوي "كيف وصلنا الى هنا؟" لافتا الى انه "يوم اسود للديموقراطية".

وليست المرة الاولى تحاول كاتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية. لكن حكومتها لم يسبق ان وصلت الى هذا الحد. ويعود اخر فصل في هذا الاطار الى اكثر من ثمانين عاما.

ففي 1934، وتحديدا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر، اعلن رئيس الحكومة الكاتالونية لويس كومبانيس قيام "دولة كاتالونية في اطار جمهورية اسبانيا الفدرالية".

وسارعت الحكومة الاسبانية الى الرد. اذ اعلنت القيادة العسكرية في كاتالونيا حال الحرب واسفرت المواجهات عن مقتل ما بين 46 وثمانين شخصا بحسب المؤرخين. 

ولا يمكن التكهن بنتائج اعلان الاستقلال ووضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد.

وكانت اكثر من 1600 شركة قررت نقل مقارها المحلية خارج كاتالونيا التي تشهد منذ اسابيع تظاهرات مؤيدة للاستقلال ومعارضة له.

واصابت عدوى القلق ايضا اوروبا التي عبرت قبل اسبوع عن دعمها لحكومة راخوي عبر ارسالها جان كلود يونكر رئيس المفوضية الاوروبية وانطونيو تاجاني رئيس البرلمان الاوروبي ودونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي لتلقي جائزة في اوفييدو شمال غرب اسبانيا.

وصرح تاجاني "علينا الا نقيم الحدود بين الاوروبيين"، محذرا من ان محاولة "تغيير الحدود" تحولت الى "جحيم من الفوضى".

واللافت ان اعلان استقلال لا يلبي رغبة عدد كبير من سكان كاتالونيا. اذ افادت الاستطلاعات ان نصفهم على الاقل يريدون البقاء ضمن المملكة الاسبانية.

وفي آخر انتخابات اقليمية في 2015 حصد الانفصاليون 47,8 في المئة من الاصوات.