إيلاف من القاهرة: استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحد من ظاهرة الزيادة السكانية، بدأت الحكومة المصرية في تدشين أكبر حملة قومية لحث المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثًا بضرورة تنظيم النسل، والاكتفاء بطفلين فقط.

الحملة تتضمن أيضًا قيام وزارة الصحة عن طريق طب الأسرة المنتشر في قرى ونجوم المحافظات بالترويج لوسائل منع الحمل بالنسبة للرجال، ولأول مرة تستهدف وزارة الصحة الرجل باعتبار أن قرار الإنجاب في يده.

من جانبها، قالت الدكتورة سعاد عبد المجيد، رئيسة قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة: "إن البرنامج القومي لتنظيم الأسرة يعتمد على توفير وسائل منع الحمل للسيدات والرجال ومنها الأقراص والحقن والوسائل الموضعية واللولب النحاسي، وكبسولات تحت الجلد للسيدات والواقي الذكري للرجال، والتي لها مدة فعالية معينة لكل وسيلة، وقامت الوزارة بتنفيذ حملات قومية لتنظيم الأسرة في جميع المحافظات لتقديم الخدمات ووسائل تنظيم الأسرة مع الترويج للوسائل طويلة المفعول من لولب وكبسولات".

عقار جديد 

وأضافت الدكتورة سعاد: "إن الوزارة وفرت جميع وسائل تنظيم الإنجاب في الوحدات الصحية ومنها وسائل منع الحمل وتنظيم الإنجاب الخاصة بالرجال وتتمثل في الواقي الذكري، داخل جميع وحدات تنظيم الأسرة "، وأوضحت أن الوزارة تجري حملات توعية لضبط معدل الإنجاب، وقد بدأت بمحافظات سوهاج وبني سويف ومستمرة في قنا ثم كفر الشيخ. 

في السياق ذاته، كشفت تقارير طبية عالمية عن اكتشاف عقار جديد ظهر لأول مرة في تاريخ الطب البشري وعلوم الأجنة والحيوانات المنوية، يمنع الرجل من الإنجاب بشكل نهائي، العقار الجديد والذي حمل اسم «Vasalgel» يعتمد على تدمير الحيوانات المنوية للرجل وبشكل نهائي، حيث يقوم العقار بتدمير نحو 1500 نطفة في الثانية الواحدة، ما يتسبب في فقدان الرجل القدرة على الإنجاب نهائيًا، إلا أن وزارة الصحة المصرية نفت تمامًا وجود هذا العقار في مراكز تنظيم الأسرة التابعة للوزارة، مؤكدين أن الواقي الذكري هو الوسيلة الوحيدة التي يتم توفيرها للرجال بجميع مراكز طب الأسرة على مستوى الجمهورية.

حملات جديدة 

كما أعلن عدد من المحافظين تدشين حملات للحد من الزيادة السكانية، حيث تطلق محافظة القليوبية خلال الفترة المقبلة، أكبر حملة شعبية وتنفيذية للحد من الزيادة السكانية ومحو الأمية وخفض نسبة الفقر، الحملة تنطلق تحت عنوان "تنمية مصر طفلين وبس"، وذكرت المحافظة أن اللجنة المكلفة بالتوعية في الحملة سوف تجوب جميع نجوع وقرى ومراكز المحافظة وعقد لقاءات مع المواطنين والأسر، وخاصة حديثي الزواج والمقبلين عليه لحثهم على الاكتفاء بطفلين فقط، كما تبنت محافظات بالوجه القبلي مثل قنا وسوهاج وبني سويف نفس الحملة، وأكد محافظو تلك المحافظات توفير جميع وسائل منع الحمل للنساء والرجل مجانًا بجميع وحدات طب الأسرة.

تحرك برلماني 

الدعوة لتوفير وسائل منع الحمل للرجال لقيت تأييدًا لدى بعض أعضاء مجلس النواب، حيث طالب النائب محمد أبو حامد، عضو لجنة التضامن بمجلس النواب، وزارة الصحة بضرورة توفير وسائل منع الحمل للرجال لتنظيم النسل؛ للحد من الزيادة السكانية التي تشهدها مصر، مشددًا على ضرورة النظر لمعايير "تنظيم النسل"، والبحث في توفير وسائل تنظيم النسل في ما يخص الرجال إن كانت هذه أفضل وأدق، وهذا ليس عيبًا فتنظيم النسل مسؤولية مشتركة للأسرة.

كما أعلن نواب بلجنة الصحة بمجلس النواب مساندة الحكومة في قرار توفير وسائل منع للرجال بجميع وحدات طب الأسرة، حيث أيدت النائبة شادية ثابت، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، قرار وزارة الصحة بتوفير وسائل منع الحمل وتنظيم الإنجاب الخاصة بالرجال داخل جميع وحدات تنظيم الأسرة، مطالبة بنشر حملات توعية في المحافظات. 

نفس الأمر لقى ترحابًا من النائب مكرم رضوان، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، حيث قال: "إن تنظيم النسل للرجال موجود ومعترف به بجميع دول العالم، مؤكدًا على ضرورة مواكبة العالم في الحد من الزيادة السكانية بما يتناسب مع تعاليم الدين والشريعة الإسلامية". 

تأييد أزهري 

من جانبه، قال الدكتور محمد محرم، عضو رابطة خريجي الأزهر: "إن توفير وسائل منع الحمل للرجال أمر غير محرم شرعًا، بشرط ضرورة التأكد من أن هذه الوسائل لا تسبب أضرارًا لجسم الإنسان أو أي مضاعفات سلبية، حتى تبعد عنها أي شبهة تحرمها أو تجعلها غير مستحبة".

مشيرًا إلى أن "النبي محمد أول من دعا لاستخدام الرجل لوسائل منع الحمل، حيث أجاز العزل، وهو إنزال مني الرجل خارج الفرج أو وقف الجماع قبل نهايته".

وطالب عضو رابطة خريجي الأزهر بضرورة تعاون الشعب من الدولة للحد من ظاهرة الزيادة السكانية التي ثبت أنها أهم عائق أمام التنمية على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وتنظيم النسل متفق تمامًا مع الدين، بل أن هناك مسؤولية دينية على كل زوجين ينجبان أطفالًا دون توفير حياة كريمة لهم.

اعتراض سلفي 

في المقابل، انتقد الشيخ خامد الشربيني، الداعية السلفي، قرار الحكومة بتوفير وسائل منع الحمل للرجال داخل وحدات طب الأسرة بوزارة الصحة قائلًا: "إن الإسلام أباح تنظيم الحمل ولم يبح تحديد النسل، على ذلك فإن المقترح المثار حاليًا في ما يتعلق بأخذ عقار يجعل الرجل في معزل عن الإنجاب لمدة عامين أمر مُحرم".

الشربيني أكد لـ"إيلاف" أن هناك طرقًا شرعية للحد من الزيادة السكانية داخل الأسرة الواحدة، وأيضًا عدم الجماع بين الزوجين أثناء فترة التبييض عند المرأة وهو أمر يمكن حسابه عند الأطباء، مستبعدًا قبول الرجل المصري فكرة تناوله وسائل لمنع الحمل أسوة بالنساء، والحكومة لن تنجح في تنفيذ مقترحها وعليها البحث عن وسائل فعالة للاستفادة من الزيادة السكنية باعتبار ذلك ثروة بشرية اقتصادية.