رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين الاتهامات الموجّهة إلى ثلاثة من مستشاريه في حملته الانتخابية، مؤكدًا أن "لا تواطؤ" مع روسيا، ودعا المدّعين إلى التركيز على منافسته السابقة في الانتخابات هيلاري كلينتون.

إيلاف - متابعة: عبّر ترمب عن غضبه مع مواجهة رئيس حملته الانتخابية بول مانافورت، ومساعد آخر، اتهامات فدرالية بالتواطؤ، والكشف عن توجيه اتهامات رسمية إلى العضو السابق في حملته جورج بابادوبولوس بعدما اعترف قبل أسابيع بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بخصوص صلاته بروسيا.

وتوجه المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية بول مانافورت، الذي وجّه إليه 12 اتهامًا، بينها التآمر ضد الولايات المتحدة والإدلاء بافادات كاذبة وعدم الكشف عن حسابات يملكها في الخارج، توجّه الاثنين، إلى مكتب التحقيقات الفدرالي، وسيمثل أمام القضاء.

وكتب ترمب في تغريدة له: "ليس هناك أي تواطؤ". وأضاف الرئيس الأميركي: "عفوًا، لكن ذلك حدث قبل سنوات من مشاركة بول مانافورت في حملة ترمب"، قبل أن يهاجم مجددًا منافسته كلينتون. وكتب: "لماذا لا تستهدف هيلاري الحقيرة والديموقراطيين؟؟؟".

لكن في هاتين التغريدتين لا يأتي ترمب على ذكر العضو السابق في فريق حملته جورج بابادوبولوس، الذي اعترف بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي. وكان المدعي الخاص المكلف التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الاميركية اعلن ان جورج بابادوبولوس العضو السابق في فريق حملة دونالد ترمب، اتهم رسميا واعترف بانه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي).

وافاد محضر الاتهام الذي وقعه المدعي روبرت مولر ان بابادوبولوس الذي كان مكلفا قضايا السياسة الخارجية، "عرقل" بافادته الكاذبة "التحقيق الجاري لمكتب التحقيقات الفدرالي حول وجود صلات او تنسيق محتملين بين اشخاص مشاركين في الحملة والحكومة الروسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016".

واتُهم بول مانافورت المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترمب الانتخابية الاثنين بالتآمر ضد الولايات المتحدة وغسيل الاموال، وذلك في اطار التحقيق في تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016. كما أعلن المحقق الخاص روبرت مولر الذي يرئس التحقيق، ان شخصا ثالثا اعترف بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول وجود صلات محتملة بين الحملة والحكومة الروسية.

اتهم مانافورت (68 عاما) وشريكه التجاري ريك غيتس باخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل للرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي المؤيد لموسكو. 

واعترف جورج بابادوبولوس، المستشار السابق في الحملة في مطلع العام الماضي، أنه كذب على المحققين في 5 اكتوبر، وقال انه سعى الى إخفاء الاتصالات باستاذ جامعي على صلة بموسكو عرض الكشف عن "فضائح" تتعلق بمنافسة ترمب الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وذكرت لائحة الاتهام ان "بابادوبولوس عرقل التحقيق الجاري لاف.بي.آي حول وجود اي صلات او تنسيق بين اشخاص مرتبطين بالحملة والحكومة الروسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016".

تم توجيه ما مجموعه 12 اتهاما ضد مانافورت وغيتس تشمل التواطؤ لغسيل الاموال، وعدم التسجيل كوكلاء لجهات اجنبية، وتقديم اعلانات كاذبة وعدم الاعلان عن حسابات مصرفية اوفشور. وتضمنت لائحة الاتهام ان "مانافورت وغيتس كسبا ملايين الدولارات نتيجة عملهما في اوكرانيا".

اضافت "من اجل اخفاء الدفعات الاوكرانية عن السلطات الاميركية، من 2006 تقريبا لغاية 2016 على الاقل، قام مانافورت وغيتس بغسيل الاموال من خلال عشرات الشركات الاميركية والاجنبية والشراكات والحسابات المصرفية". والاحد، وصف ترمب التحقيق بانه "حملة مطاردة".

ومع دخول تحقيق مولر هذه المرحلة الجديدة صعد مسؤولون جمهوريون ووسائل اعلام محافظة هجماتهم على الديموقراطيين، خصوصا كلينتون، رغم ان المعارضين يرفضون الاتهامات بوصفها محاولات لتحويل الانتباه.

تركيز على اوكرانيا 
كان مانافورت أحد المشاركين في اجتماع في برج ترامب (ترمب تاور) في 9 يونيو 2016 مع محامية على صلة بالكرملين، ما اثار شكوكا حول تواطؤ بين الحملة الانتخابية وموسكو. ونظم الابن البكر لترمب، دونالد جونيور اللقاء، على أمل الحصول على معلومات تضر بكلينتون، المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية.

لم تذكر لائحة الاتهام اي تدخل روسي في الحملة الانتخابية، بل ركزت على علاقات مانافورت السابقة بأوكرانيا.

وانضم مانافورت الى الحملة في مارس 2016 لحشد كبار الناخبين المؤيدين لترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري. ثم عينه ترمب في يونيو مديرا للحملة، مكان كوري ليفاندوفسكي الذي اقاله.

لكن مانافورت استقال في اغسطس الماضي في اعقاب قيام المحققين في مسالة علاقاته بقضية فساد في اوكرانيا بنشر وثائق تظهر دفعات كبيرة الى شركات مانافورت، ليتضح في ما بعد انه بات يخضع للتحقيق في الولايات المتحدة حول ذلك.

وذكرت تقارير ان مسؤولي تطبيق القانون الفدراليين على علم بتحويلات مالية مرتبطة بمانافورت تعود الى 2012 عندما بدأوا تحقيقات بشأنه تتعلق بتهرب ضريبي او ما اذا ساعد النظام الاوكراني، الذي كان في ذلك الوقت مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في غسيل الاموال.